وحشیة تعذیب واغتصاب.."واقع أسود" تعیشه الفلسطینیات فی السجون الإسرائیلیة
الکیان الإسرائیلی المنافق الذی یدعی أمام العالم بأنه کیان دیمقراطی یحترم القوانی الدولیة، یمارس أبشع الانتهاکات الظالمة بحق الاسیرات الفلسطینیات، وهذا الکلام لیس بالجدید، إذ تتعرض الفلسطینیات لأقسى انواع التعذیب والتنکیل، وهناک مئات التقاریر العالمیة حول هذا الموضوع، ومع ذلک العالم لا یسمع أو بالأحرى لایرید أن یسمع.
ما یحصل مع الاسیرات الفلسطینیات، تحدثت عنه حماس بمناسبة الیوم العالمی للمرأة، والذی یوافق 8 آذار من کل عام، حیث أکدت حرکة المقاومة الإسلامیة حماس، تعرض الأسیرات الفلسطینیات للتعذیب والتنکیل فی سجون إسرائیل.
جاء ذلک فی تصریح الناطق باسم الحرکة حازم قاسم، وقال قاسم "الأسیرات الفلسطینیات فی سجون الاحتلال یمارس بحقهن أبشع أنواع التعذیب والتنکیل، دون أی مراعاة لخصوصیاتهن"، مضیفًا "مارس الاحتلال کل أنواع الاضطهاد بحق شعبنا والمرأة الفلسطینیة"، مشیرًا إلى أن "المرأة الفلسطینیة کانت فی طلیعة من تکبد المعاناة والضغط جراء سیاسات الاحتلال العنصریة المختلفة".
وأوضح أن إسرائیل تستهدف المرأة الفلسطینیة لأنها شکلت على الدوام سنداً للفعل الکفاحی ووقفت بجانب الرجل المقاوم مما حافظ على القضیة الفلسطینیة، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائیلی یضرب بعرض الحائط القوانین والقرارات الدولیة والإنسانیة ولا یلقی بالًا لأی اعتبارات إنسانیة فی اضطهاده المرأة الفلسطینیة.
وتجاوز عدد حالات الاعتقال الإسرائیلیة للنساء الفلسطینیات منذ 1967، حاجز الـ16 ألفا، بینهن 900 حالة، منذ 2015 وحتى نهایة کانون الثانی 2021، وفق التقریر ذاته.
هکذا هو الوضع داخل السجون
غُرف صَغیرة مُعتمة، ومُفرغة من کل سبل الحیاة الکریمة، اقتحامات مستمرة، إهانات وألفاظ بذیئة، تَحرش وابتزاز واغتصاب صریح، قهر وظُلم واستبداد، هذا جانب من الحیاة داخل السجون الإسرائیلیة، والصادم.
على مدار سنوات الصراع الطویلة مع إسرائیل، تعرضت أکثر من 15,000 فلسطینیة (بین راشدة وقاصر) للاعتقال، وقد شهدت فترة الانتفاضة الفلسطینیة الأولى (انتفاضة الحجارة)، أکبر عملیات اعتقال بحق النساء الفلسطینیات، حیث وصلت إلى 3000 فلسطینیة؛ أما خلال الانتفاضة الثانیة، فقد وصل عدد حالات الاعتقال إلى 900 فلسطینیة.
ومنذ عام 2009 وحتى مطلع عام 2012، تراجعت حدة الاعتقالات فی صفوف الفلسطینیات، لتعود بشکل متصاعد مع انطلاقة الهبة الجماهیریة الفلسطینیة نهایة عام 2015، وصولًا إلى المقاومة الشعبیة عند إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائیلی للمسجد الأقصى المبارک فی تموز 2017؛ لیصل عدد الأسیرات اللواتی تعرضن للاعتقال منذ بدایة الهبة الجماهیریة، وحتى الأول من تشرین الأول 2017 إلى نحو 370 حالة اعتقال، وما زالت 62 منهن رهن الاعتقال فی سجون الاحتلال حتى العاشر من تموز 2018، وفق احصائیات مرکز المعلومات الوطنی الفلسطینی.
نزع الحجاب
تحدثت المحامیة المقدسیة والأسیرة المحررة شیرین العیساوی، والتی اعتقلت لـخمس سنوات، بتهمة تقدیم خدمات للأسرى الفلسطینیین فی السجون الإسرائیلیة، عن إجبار الأسیرات على خلع الحجاب، فی نوع من أنواع الترهیب والضغط النفسی، مؤکدة أن الکثیر منهن یرضخن لذلک الضغط، ویصلن الزنزانة ورؤوسهن مکشوفة، مضیفة إذا تمسکت الفتاة بحجابها، ورفضت خلعه، فإنهم سیرضخون لها لأنه حق من حقوقها المکفولة بموجب القانون.
وأضافت: "حاولوا کثیراً أن یخلعوا حجابی، ووصل الأمر بهم للضرب، إلا أننی کنت أتمسک به ولم یقدروا علیّ ولا مرة، حتى فی العزل، کنت أمکث فی ملابس الصلاة 24 ساعة، وما کنت أشلحها نهائیاً".
حالیا کیان العدو یحتجز الأسیرات فی سجنى هشارون والدامون بظروف مأساویة قاسیة، ویتعرضن لحملة قمع منظمة، ویحرمن من کل حقوقهن، ویتلقین لمعاملة مهینة لا إنسانیة ، وتفتیشات استفزازیة من قبل السجانین والسجانات وخاصة الجریحات منهن.
وأبرز ما تعانیه الاسیرات من الانتهاکات هو اجراءات النقل التعسفیة من وإلى المحاکم او المستشفیات عبر سیارة البوسطة السیئة، والتی تستغرق 12 ساعة متواصلة، الأمر الذی یسبب لها التعب الجسدی والنفسی والإرهاق ، کذلک اقتحام الغرف فی اوقات متأخرة من اللیل او ساعات الفجر الأولى، بشکل مفاجئ دون اشعار مسبق ، بمشارکة عناصر شرطة رجال، والاعتداء علیهن بالضرب فی بعض الأحیان، وتحطیم الاغراض الشخصیة لهن، وتمزیق الأغطیة والفرشات بحجة التفتیش على اغراض ممنوعة.
وحرمان العدید من الاسیرات من زیارة الاهل لشهور طویلة بعد الاعتقال ، اضافة الى فرض غرامات مالیة باهظة علیهن ترافق الاحکام بالسجن الفعلی، ووضع کامیرات مراقبة فی ممرات السجن وساحة الفورة لمراقبة تحرکاتهن، ما یعتبر انتهاکاً للخصوصیة.
اهمال طبی
تعانی الأسیرات من سیاسة الإهمال الطبی المتعمد سواء للحالات المرضیة او الجریحات اللواتی اصبن بالرصاص، کما تشتکى الأسیرات منذ سنوات من عدم وجود طبیبة نسائیة فی عیادة السجون لرعایة الأسیرات، کما تعانى الأسیرات من عدم صرف الدواء اللازم للحالات المرضیة الموجودة فی السجن، و لا یصف الطبیب سوى حبة الأکامول والماء.
وذکر نادی الأسیر -فی تقریره الصادر بمناسبة الیوم العالمی للمرأة، الذی یوافق الثامن من آذار من کل عام- أن "إسرائیل تعتقل حالیا فی سجونها 35 فلسطینیة، بینهن 11 أُمًّا".
ویبلغ عدد الأسیرات الجریحات فی السجون الإسرائیلیة 8، من بینهن إسراء جعابیص من القدس التی تعانی من حروق بلیغة فی جسدها، وفق النادی غیر الحکومی المختص فی متابعة قضایا وحقوق الأسرى فی السجون الإسرائیلیة.
وأوضح أن الأسیرات الأمهات هن: إسراء جعابیص، وفدوى حمادة، وأمانی الحشیم، وحلوة حمامرة، ونسرین حسن، وإیناس عصافرة، وخالدة جرار، وآیة الخطیب، وإیمان الأعور، وختام السعافین، وشروق البدن.
وأضاف أن الأسیرات "یتعرّضن لکل أنواع التنکیل والتعذیب (…) بدءًا من عملیات الاعتقال من المنازل، وحتى النقل إلى مراکز التوقیف والتحقیق، ولاحقًا احتجازهن فی السجون".
ومن أشکال التعذیب إطلاق الرصاص علیهن أثناء عملیات الاعتقال، وتفتیشهن وهن عاریات، واحتجازهن داخل زنزانات لا تصلح للعیش، وإخضاعهن للتحقیق مع أسالیب التعذیب الجسدی والنفسی، وفق التقریر.
وتطرق التقریر إلى "الإهمال الطبی الذی تعانیه الأسیرات، وحرمانهن من زیارة أقاربهن، فی حین تحرم الأمهات من الزیارات المفتوحة ومن احتضان أبنائهن".
وأشار إلى وجود 3 أسیرات رهن الاعتقال الإداری (دون تهمة أو محاکمة)، ضمن 35 أسیرة.