بعد تغیر الإدارة الأمیرکیة والهجوم على مأرب ما مصیر الحرب على الیمن؟
بعد وعود بایدن الانتخابیة بوقف دعم الحرب على الیمن، ومع تقدم القوات الیمنیة فی مأرب هل یقترب الحل السیاسی فی الیمن؟ وما مصیر الحرب المستمرة منذ 6 سنوات؟
یرى الخبیر فی الشؤون السیاسیة والعسکریة الیمنیة العمید عبد الغنی الزبیدی أن الأمور "ازدادت حدة بعد قدوم بایدن.. وما أعلن عنه المسؤولون الأمیرکیون لم یکن إلا تغطیة أو کما یُقال ذراً للرماد فی العیون".
ویشرح الزبیدی أن "الدعم الأمیرکی للسعودیة فی عهد بایدن زاد، لدرجة أن هناک خنقاً شاملاً فی الحصار الاقتصادی، خاصة فیما یتعلق بدخول المشتقات النفطیة إلى صنعاء"، مشیراً أنه "للأسف الشدید الإدارة الأمیرکیة الحالیة تلعب لعبة إعلامیة، فیما هی بالحقیقة تلعب دوراً مهماً وظاغطاً من أجل أن لا یکون هناک هجوم على مأرب، وأن لا یتم تحریر الأرض الیمنیة التی تحتلها السعودیة وأدواتها فی الیمن".
ویتابع "کما تسعى الإدارة الأمیرکیة الجدیدة لعدم استخدام القدرات الدفاعیة الیمنیة فی الهجوم على السعودیة"، مشیراً إلى أن أمیرکا تتحدث عن السلام وتقول إن صنعاء ترفض السلام، "وهذا نوع من المغالطة السیاسة تفضحها الدلائل والوقائع على الأرض".
یذکر أن القوات المسلحة الیمنیة تقدمت فی عدد من الجبهات فی مأرب وأسرت عناصر تابعین للتحالف السعودی، فی وقت تشهد فیه المعارک تصاعداً کبیراً حیث أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الیمنیة العمید یحیى سریع، الأسبوع الماضی، أن القوات نفذت "أکثر من 6192 عملیة هجومیة منها 167 عملیة خلال الشهرین الماضیین.. وأدت إلى تحریر أراض واسعة وکبدت العدو خسائر بشریة وعسکریة".
الاستخبارات الیمنیة تعرف الکثیر من حقائق الوضع السعودی
الحالة الداخلیة السعودیة وخصوصاً داخل العائلة المالکة تلعب دوراً أیضاً فی سیاساتها الخارجیة، وخصوصاً فی حربها على الیمن، وضرورة الخروج من هذا المأزق، حیث یقول العمید الزبیدی للمیادین نت إن "السعودیة تعیش الیوم فی مأزق حقیقی، فهی تتأثر اقتصادیاً بسبب کلفة الحرب، واستراتیجیاً من ناحیة السمعة والمکانة"، مضیفاً "هناک مشاکل داخل العائلة الحاکمة وضغوط حتى من القیادة العسکریة والاقتصادیة على محمد بن سلمان من أجل الخروج من هذا المأزق الیمنی بحسب ما سموه".
ویتابع العمید الزبیدی "الاستخبارات الیمنیة تعرف الکثیر من حقائق الوضع السعودی، وخلال الفترة القادمة ستنشر معلومات تم تسریبها أو الحصول علیها فیما یتعلق بالشأن السیاسی والعسکری".
من جهته، أشار الرئیس الأمیرکی الجدید، بعد رفع السریة عن تقریر المخابرات الأمیرکیة عن مقتل خاشقجی فی 2018، إلى أن العلاقات مع السعودیة ستشهد تغییراً، وأنه أبلغ العاهل السعودی الملک سلمان بشکلٍ واضح "أن الأمور ستتغیر"، وهذا ما یتوقع أن ینعکس على ملف الحرب على الیمن، بحسب بعض المراقبین.
هل اقترب الحل السیاسی فی الیمن؟
مع دخول الحرب الیمنیة عامها السابع یبدو الحدیث عن وقفها وفک الحصار على الشعب الیمنی أکبر من أی وقت مضى، وتبدو احتمالات الحل السیاسی کبیرة، یقول العمید عبد الغنی الزبیدی "أعتقد أنه لا زال حتى الآن بعیداً، فلا تزال المصالح الأمیرکیة تقتضی أن تستمر الحرب وأن یستمر (الحَلْبُ) الأمیرکی للسعودیة، الذی أشار إلیه ترامب ذات یوم".
وأضاف العمید "تعیش السعودیة مأزقاً فلا یمکن أن تصل إلى سلام، وخاصة أنها مجرد أداة، فمن بیده السلام فعلیاً هو الأمیرکی، وهو لیس بجاد للوصول إلى هذا السلام، وقد تکون الضربات الیمنیة داخل العمق السعودی هی من سیقدم السلام"، ویضع الضربات الأخیرة فی هذا السیاق، فیقول شارحاً "الاستهداف الیمنی لأرامکو هو من أجل تجفیف المنابع، ولکی تصل السعودیة إلى مرحلة تکون غیر قادرة فیها على دفع قیمة أسلحة جدیدة، أو حتى رشوات جدیدة للدول الکبرى".