نتنیاهو الفاسد یُحاکم من جدید.. هل تتم إدانته؟
منذ ما یقارب العام ومحاکمة رئیس الوزراء الاسرائیلی بنیامین نتنیاهو تشغل الصهاینة فی الداخل الاسرائیلی، فهناک حالة ازدراء عامة لدى الصهاینة من هذه الشخصیة السیاسیة الفاسدة التی کشفت زیف الاسرائیلیین وساستهم، ورغم فساده المستشری فی ثلاثة ملفات لم تستطع المحکمة حتى اللحظة ادانته، وفی الأمس استأنفت المحکمة المرکزیة الإسرائیلیة، بالقدس الشرقیة، محاکمة نتنیاهو، بتُهم تتعلق بالفساد.
بدأت المحاکمة بالاستماع إلى الشهود فی 3 ملفات یواجه فیها نتنیاهو اتهامات بالرشوة والاحتیال وخیانة الأمانة.
وأجلت محاکمته عدة مرات، بسبب القیود المتعلقة بفیروس کورونا والانتخابات العامة التی أجریت الشهر الماضی، والتی کانت فیها قضیة رئیسیة.
وانعقدت أولى جلسات محاکمة نتنیاهو بحضوره فی 24 أیار 2020، واستؤنفت فی الثامن من شباط الماضی، لیتم تحدید موعد استئناف جلساتها الیوم.
وقبل عام و4 أشهر، قدم المستشار القانونی للحکومة الإسرائیلیة أفیخای ماندلبلیت، لائحة اتهام ضد نتنیاهو تضمنت 3 اتهامات وهی الرشوة والاحتیال وإساءة الأمانة.
وتضمنت لائحة الاتهام 3 ملفات أساسیة تعرف إعلامیا بـ"الملف 1000" و"الملف 2000" و"الملف 4000".
ویواجه نتنیاهو، تهم الاحتیال وخیانة الأمانة فی الملف الأول، تتمثل فی حصوله على منافع (رشوة على شکل هدایا) من رجل الأعمال أرنون میلتشین، مقابل تسهیل بعض الخدمات والصفقات للأخیر.
وبالملف الثانی، یواجه تهم الاحتیال وخیانة الأمانة، تتعلق بمساومته ناشر صحیفة "یدیعوت أحرونوت" أرنون موزیس، للحصول على تغطیة إعلامیة إیجابیة له ولأسرته، مقابل التضییق على صحیفة "إسرائیل الیوم" المنافسة.
ویُتهم نتنیاهو فی الملف الثالث، بالرشوة وخیانة الأمانة والاحتیال، ویتمحور حول تقدیمه تسهیلات ضریبیة لشرکة الاتصالات الإسرائیلیة "بیزک"، بنحو 370 ملیون دولار مقابل قیام موقع "واللا" الإخباری، المملوک للمدیر العام السابق لـ"بیزک"، ومالکها شاؤول ألوفیتش، بتغطیة إخباریة إیجابیة له وأسرته.
وسبق لنتنیاهو أن نفى مرارا الاتهامات الموجهة إلیه واعتبرها مکیدة لإسقاط حکومة الیمین التی یترأسها.
هل نرى نتنیاهو خلف قضبان السجن؟
لا یُلزم القانون الإسرائیلی نتنیاهو بالاستقالة من منصبه، إلا فی حال إدانته من قبل المحکمة العلیا الإسرائیلیة، وهی عملیة قد تستمر أشهرا طویلة.
بالنسبة للتهم الموجهة له، فإن تهمة الرشوة عقوبتها السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات وغرامة أو إحدى هاتین العقوبتین. أما الاحتیال وخیانة الأمانة فتهمتان تصل عقوبة کل منهما إلى السجن ثلاث سنوات.
موقف الصهاینة من فساد نتنیاهو
لقد کانت قضیة الفساد عامل استقطاب للإسرائیلیین. وقد ظل آلاف المتظاهرین یتجمعون کل أسبوع خارج مقر إقامته الرسمی وفی أنحاء مختلفة من إسرائیل للمطالبة باستقالته تحت شعار "کرایم منستر" ومعناها فی اللغة الانجلیزیة وزیر الجریمة بدلا من "برایم منستر" أی رئیس الوزراء.
وانتشرت قوات من الشرطة الإسرائیلیة فی محیط المحکمة المرکزیة یوم امس، حیث تظاهر فی محیطها مؤیدون لرئیس الوزراء وآخرون معارضون لدعوته للاستقالة.
وکان نتنیاهو عارض القدوم الى قاعة المحکمة ولکن النیابة العامة ألزمته بالقدوم.
وللمفارقة فإن محاکمة نتنیاهو، انطلقت الاثنین، تزامنا مع بدء الرئیس الإسرائیلی رؤوبین ریفلین، الاستماع لقادة الأحزاب الإسرائیلیة حول الشخصیة التی یوصون بها لتشکیل الحکومة الجدیدة.
وفی 23 مارس/آذار المنصرم، جرت انتخابات عامة فی إسرائیل هی الرابعة خلال عامین، لم یحصل خلالها أی حزب على الأغلبیة الکافیة لتشکیل الحکومة. وفشلت الانتخابات فی إنهاء المأزق الذی عصفت به السیاسة الإسرائیلیة خلال العامین الماضیین، بینما تفتقر الکتلة الیمینیة التی یتزعمها نتنیاهو والأحزاب المعارضة له إلى الأغلبیة فی البرلمان حالیا.
ویمنح القانون الإسرائیلی رئیس الوزراء المکلف 28 یوما لتشکیل الحکومة، ویمکن تمدید هذه المهلة لأسبوعین إضافیین، وفق ما یرتئیه الرئیس.
وفی حال فشل المکلف، فإنه یتم تکلیف شخصیة أخرى، بتشکیل الحکومة فی غضون 28 یوما.
ویشیر القانون الإسرائیلی إلى أنه فی حال فشل المکلف الثانی، فإن على الکنیست الإٍسرائیلی أن یحدد مکلفا بتشکیل حکومة أو العودة إلى خیار تنظیم انتخابات جدیدة.
ویبلغ عدد الأحزاب والتحالفات، التی تمکنت من تخطی نسبة الحسم ودخول الکنیست الإسرائیلی 12 حزبا وتحالفا سیاسیا، أکبرها حزب اللیکود بـ30 مقعدا، أما التشکیلات السیاسیة فأبرزها القائمة العربیة الموحدة ولها 4 مقاعد.
ونظمت فی إسرائیل 23 آذار انتخابات تشریعیة هی الرابعة من نوعها فی غضون عامین.
ویخشى خصوم نتنیاهو من أنه إذا بقی فی منصب رئیس الوزراء، فسوف یمرر تشریعات تمنحه حصانة من الملاحقة القضائیة أثناء تولیه منصبه. وهو یرفض مثل هذا الادعاء.
ماذا تتضمن الجلسات؟
ستشهد مرحلة الإثبات فی المحاکمة، شهوداً یدلون بشهاداتهم أمام لجنة من ثلاثة قضاة، بما فی ذلک عدد من المساعدین السابقین لنتنیاهو، لمدة ثلاثة أیام کل أسبوع.
ومن المتوقع أن یبدأ الادعاء باستدعاء الشهود فی القضیة رقم 4000 التی تعتبر الأکثر خطورة لأنها تتعلق بتهمة الرشوة.
وذکرت صحیفة جیروزالیم بوست أن الشاهد الأول سیکون الرئیس التنفیذی السابق لشرکة والا، إیلان یشوع.
ومن المقرر أن یدلی رئیس التحریر التنفیذی للموقع الإخباری، أفیرام إلعاد، ومدیر الأخبار السابق میشال کلاین، والرئیس السابق لمکتب الأخبار أمیت إیشیل، بالإدلاء بشهادته التالیة، یلیه المدیر العام السابق لوزارة الاتصالات آفی بیرغر.
فی شباط، وافق القضاة على طلب نتنیاهو لتأجیل مرحلة الإثبات إلى ما بعد الانتخابات. وحذر من أن عدم القیام بذلک یمثل "تدخلا فجا" فی الاستطلاع.
کما أصر نتنیاهو على أن القضایا المرفوعة ضده "لیست سوى افتراءات غیر مکتملة"، مضیفا إن "الکثیر من الأشیاء مفقودة، حتى من وجهة نظر الادعاء".
وتبدأ المحکمة، بالاستماع إلى شهادة ایلان یشوعا، الرئیس السابق لمجلس إدارة موقع "واللا" الإخباری.
وقالت صحیفة "جروزالیم بوست"، الاثنین، إنه من المتوقع استمرار محاکمة نتنیاهو أسبوعیا أیام الاثنین والثلاثاء والأربعاء، مرجحةً أن تتواصل المحاکمة ما بین سنة إلى ثلاثة سنوات.