ما هی مستقبل المملکة السعودیة فی حکم بن سلمان؟

حین تربع الملک سلمان على العرش أعلن بتفاؤل، أنه سیحقق الاستقرار والأمن للمملکة لکن الذی حدث هو العکس تماما: فمنذ نحو 6 سنوات تقود السعودیة حربا صعبة فی الیمن وتنشر کل یوم أخبار النصر الزائفة لکن الواقع یکشف عکس ذلک، فواقع الأمر هو المزید من البؤس والمزید من الضحایا المدنیین وعدم الاستقرار فی المنطقة، عدا عن أن منظمات حقوق الإنسان العالمیة تتهم المملکة بانتهاکات فظیعة لحقوق الإنسان واستخدام أسلحة محرمة دولیا.

صورة السعودیة على المستوى العالمی لم یسبق لها وأن کانت قاتمة کما هی علیه الآن فی عهد الملک سلمان، إنها فی أسوأ حال، فحتى استراتیجیة المملکة فی الحرب فی سوریا والصراع مع رئیسها بشار الأسد تسیر باتجاه الفشل بالنسبة للریاض، فبالرغم من دعمها وبالملیارات لمختلف الجماعات المسلحة، لا تستطیع بأی حال أن تدعی تحقیق النجاح وجلبت لنفسها فی أحوال عدة مسبة القرب من الإرهابیین.

بالإضافة إلى ذلک یبدو أن الصراع على النفوذ مع إیران قد حسم لصالح طهران على المستوى العالمی، فالسعودیة قامت بکل ما یمکن من أجل الإبقاء على عزل إیران دولیا لکن طهران تبدو الیوم فی موقع الأقوى.

فی نفس الوقت یمکن النظر إلى الوضع الکارثی لحقوق الإنسان فی المملکة، فقد سبق وقدمت منظمة العفو شهادة "حصیلة مفزعة" لفترة حکم الملک سلمان، حیث أن وضع حقوق الإنسان فی عهده یتطور من سیء الى أسوأـ ففی الأشهر الأولى من حکمه صادق على الکثیر من أحکام الإعدام، وبعدها صادق أیضا على إعدام الشیخ نمر النمر الأمر الذی أثار موجة احتجاج عالمیة، والمدون المعروف رائف بدوی المعتقل بتهمة إهانة الإسلام.

والیوم، باتت مسیرات الیمن تطال مواطن القوة السعودیة ألا وهی مواطن الاقتصاد، فشرکة أرامکو هی على رأس الأهداف بل وهی الید الموجعة للسعودیة، فکثرة استهدافها جعلها تدعی المبادرة لإنهاء الحرب على الیمن بشروط لا توحی بهذه النیة، وبات أمن المملکة مهدد بأی لحظة.

لیس لدى الملک سلمان الکثیر من الوقت لإنقاذ بلاده من هذا الوضع البائس، وعلى صعید السیاسة الخارجیة یجب على الملک أن یجد مخرجاً للحرب على الیمن بأسرع ما یمکن وإعادة ترتیب العلاقات مع الدول الأساسیة فی المنطقة مثل العراق وسوریا وإیران وحکامها وإلا ستکون حصیلة حکمه فی السنوات المقبلة أکثر سوءاً من حصیلة السنوات الأولى.




ارسال التعلیق