خاشقجی یکلّف الریاض خزینتها مقابل تحسین سمعتها!
منذ أکثر من عامین، تتوالى التقاریر التی تکشف عن محاولات سعودیة یدفع مقابلها الملیارات، لتحسین سمعة المملکة وتحسین صورتها فی الولایات المتحدة الأمریکیة أولا، وباقی العالم ثانیاً.
قبل عامین، کشفت مجلة "فورین بولیسی" الأمریکیة عن تعاقد السعودیة مع 16 شرکة على الأقل للاستفادة من خدماتها فی استعادة نفوذها وتحسین صورتها فی الولایات المتحدة، على خلفیة تورط مسؤولین سعودیین فی مقتل الصحفی جمال خاشقجی.
وذکرت المجلة حینها أنّه خلال العامین الماضیین أو أکثر، ومنذ مقتل خاشقجی بوحشیة داخل القنصلیة السعودیة فی إسطنبول عام 2018، استخدمت الریاض العدید من شرکات الضغط (اللوبی) لاستعادة نفوذها إلى حد کبیر فی العاصمة (واشنطن) وفی أجزاء أخرى من البلاد، وشرکات الضغط عملت على تعزیز مجموعة واسعة من المصالح السعودیة، من بینها التجارة الثنائیة مع الولایات المتحدة، وصولا إلى تحسین صورة المملکة والتی شوهت لیس فقط بسبب قتل خاشقجی، ولکن أیضا على خلفیة الحملة (العسکریة) التی تقودها فی الیمن.
لتعود مؤخراً وتنشر صحیفة "الغاردیان" البریطانیة تقریراً جدیداً یکشف إنفاق السعودیة ما لا یقل عن 1.5 ملیار دولار على أنشطة ریاضیة دولیة رفیعة المستوى، فی محاولة منها لتحسین سمعتها السیئة.
ویقول التقریر الصادر عن منظمة حقوق الإنسان "غرانت لیبرتی"، إن المملکة استثمرت الملایین فی جمیع أنحاء العالم الریاضی، من بطولات الشطرنج إلى الغولف والتنس و 60 ملیون دولار وحدها فی کأس السعودیة، أغنى حدث لسباق الخیل فی العالم بجوائز مالیة قیمتها 20 ملیون دولار.
کما یعرض التقریر، الذی سینشر هذا الأسبوع، تفاصیل صفقة المملکة البالغة 650 ملیون دولار لمدة عشر سنوات مع الفورمولا 1، التی تبدأ بطولاتها العالمیة یوم الأحد وستتضمن لأول مرة سباقا فی مدینة جدة الساحلیة.
ویوضح تحلیل غرانت لیبرتی الحجم الهائل لاستثمارات السعودیة فیما یسمونه "التبییض الریاضی"، وهو ممارسة الاستثمار أو استضافة الأحداث الریاضیة فی محاولة لإخفاء سجل حقوق الإنسان السیئ للمملکة، والترویج لنفسها کموقع عالمی جدید رائد للسیاحة والأنشطة.
مع استمرار انتهاکات السعودیة الصارخة لقوانین الحرب، ومع تعرّض الملایین من البشر لخطر الموت الوشیک من الجوع والأمراض التی یمکن الوقایة منها فی الیمن، ستحتاج المملکة لحملة تحسین سمعة سنویة أو شهریة وحملة تبییض ریاضی دوریة.