قرار تأجیل الانتخابات الفلسطینیة "قد اتخذ فعلیاً" وإعلانه ینتظر عباس
تجتمع القیادة الفلسطینیة الخمیس المقبل، مع ترجیحات أن الهدف من الاجتماع هو تأجیل الانتخابات الفلسطینیة إلى أجل غیر مسمى؛ أی إلغاؤها عملیاً قبل الجمعة، وهو موعد بدء الدعایة الانتخابیة للقوائم المرشحة للمجلس التشریعی، فیما یرى مسؤولون فلسطینیون أن عقد الانتخابات التشریعیة سیکون معجزة لو حدث.
وأفادت مصادر مفضلة عدم نشر اسمها، ، بأن قرار تأجیل الانتخابات قد اتخذ فعلیًا، وبقی الإعلان عنه من قبل الرئیس محمود عباس أبو مازن بمرسوم رئاسی لن یحمل تاریخ الموعد المؤجلة إلیه.
ورفض أعضاء فی اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة واللجنة المرکزیة لحرکة "فتح" التعقیب بالنفی أو التأکید أن قرار تأجیل الانتخابات بات جاهزًا لدى الرئیس أبو مازن، وبانتظار الإعلان عنه.
وقال عضو اللجنة المرکزیة لحرکة "فتح" رئیس الوزراء محمد اشتیة، فی تصریحات له بمستهل الجلسة الأسبوعیة للحکومة بمدینة رام الله الیوم الاثنین، إن "القیادة الفلسطینیة برئاسة الرئیس محمود عباس سوف تجتمع الخمیس المقبل، من أجل مناقشة موضوع الانتخابات والتطورات المتعلقة بذلک".
ویوم الجمعة 30 إبریل/ نیسان الجاری هو موعد إطلاق الدعایة الانتخابیة للقوائم الـ36 المرشحة للانتخابات التشریعیة المزمع عقدها فی 22 مایو/ أیار المقبل، والتی سجلت حسب القانون الفلسطینی، واجتازت جمیع العقبات القانونیة والفنیة وفق لجنة الانتخابات المرکزیة الفلسطینیة، بما فیها الطعون فی محکمة الانتخابات.
وأکد الرئیس محمود عباس أکثر من مرة، فی اجتماعات اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر والمرکزیة لحرکة "فتح"، أن إجراء الانتخابات الفلسطینیة سیکون مشروطاً بمشارکة القدس وأهلها ترشیحاً ودعایة وانتخاباً، حسب الاتفاقیات الموقعة.
وقال مصدر فی اللجنة المرکزیة لحرکة "فتح" ، والذی فضل عدم ذکر اسمه: "حتى الآن إسرائیل لم تعط أی موافقة على إجراء الانتخابات فی القدس، ووزیر الخارجیة والمغتربین الفلسطینی ریاض المالکی لم ینجح فی جولته الأوروبیة، الأسبوع الماضی، فی الحصول على أی التزام أوروبی للضغط على احتلال إسرائیلی لتوافق على إجراء الانتخابات فی القدس".
وتابع المصدر: "إن الأمر لا یتعلق فقط بإسرائیل، فالإقلیم لا یرید إجراء الانتخابات الفلسطینیة، سواء مصر أو الأردن، لأنهم لا یریدون للانقسام الفلسطینی أن ینتهی، والولایات المتحدة الأمیرکیة أعطت إشارات للقیادة الفلسطینیة بأنها تتفهم فیها عدم إجراء الانتخابات".
ومن الواضح أن هناک أصواتا فی اللجنة المرکزیة لحرکة "فتح" تسعى بکل ثقلها لعدم إجراء الانتخابات، أبرزها حسین الشیخ وعزام الأحمد.
وعلم "العربی الجدید" أن عضو اللجنة المرکزیة لحرکة "فتح" عزام الأحمد تواصل مع الفصائل الفلسطینیة الموجودة فی سوریة خلال الأیام الماضیة، وهی الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین والجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین "القیادة العامة" و"الصاعقة"، وناقش معها أهمیة تأجیل الانتخابات فی الوقت الحالی.
وحتى اللحظة، ترفض الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین، والجبهة الدیمقراطیة لتحریر فلسطین، والمبادرة الوطنیة الفلسطینیة، وحرکة "حماس"، وحرکة "الجهاد الإسلامی"- رغم مقاطعتها الانتخابات– تأجیل الانتخابات، وتعتبرها استحقاقاً لتجدید شرعیة النظام السیاسی.
وقال أمین عام المبادرة الوطنیة الفلسطینیة مصطفى البرغوثی : "نرفض تأجیل أو إلغاء الانتخابات، ونصر على خوض الانتخابات فی القدس کمعرکة مقاومة شعبیة رغماً عن الاحتلال".
وحول اجتماع القیادة الفلسطینیة الخمیس المقبل، قال البرغوثی: "حتى اللحظة لم نبلغ بأی قرار للتأجیل أو الإلغاء أو وجود اجتماع للقیادة".
من جهته، قال تیسیر خالد، عضو اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة وعضو المکتب السیاسی للجبهة الدیمقراطیة لتحریر فلسطین، فی بیان وصل إلى "العربی الجدید" الیوم: "إن تأجیل انتخابات المجلس التشریعی الفلسطینی، وبالتالی انتخابات الرئاسة الفلسطینیة، وانتخابات المجلس الوطنی الفلسطینی فی المواعید المحددة لها، لا معنى ولا مبرر له، ومن شأنه أن یترک ارتدادات عکسیة على الرأی العام الفلسطینی".
ودعا خالد إلى "عدم استعجال الأمور، والثبات على الانتخابات فی مواعیدها ومحطاتها الثلاث، والاستعداد لبدء الدعایة الانتخابیة فی الثلاثین من الشهر الجاری، انطلاقًا من مدینة القدس، واعتماد المدارس والمساجد والکنائس، بما فیها المسجد الأقصى وکنیسة القیامة، مراکزَ اقتراع سوف تفتح أبوابها فی الثانی والعشرین من مایو/ أیار القادم، والاعتصام فیها تحسباً لاقتحامها وارتکاب حماقات أمام العالم تکشف مدى تمسک الاحتلال بالحفاظ على الوضع الفلسطینی الراهن".
فیما تصر فصائل أخرى، مثل جبهة النضال الشعبی، وحزب الشعب، وجبهة التحریر الفلسطینیة، والجبهة العربیة الفلسطینیة، وجبهة التحریر العربیة، على تأجیل الانتخابات، لأن هذه الفصائل لم تنجح بتشکیل قوائم انتخابیة لها، أما من قام منهم بتشکیل قائمة انتخابیة، مثل "حزب الشعب"، فإن جمیع التقدیرات تؤکد أنه لن یصل إلى نسبة الحسم، ولن یحظى بأی مقعد فی المجلس التشریعی، ما یعنی أن وجود هذه الفصائل فی منظمة التحریر، وتحدیدًا فی اللجنة التنفیذیة للمنظمة وهی أعلى هیئة فلسطینیة لصنع القرار، سیکون مهددًا.
وکانت هذه الفصائل الفلسطینیة قد اجتمعت بدعوة من أعضاء من مرکزیة "فتح"، منهم عزام الأحمد، یوم 12 إبریل/ نیسان الجاری، حیث بدأ فی ذلک الاجتماع التمهید لقرار تأجیل الانتخابات من قبل هذه الفصائل، بذریعة عدم سماح الاحتلال بإجرائها فی القدس، وتبعه اجتماع آخر للجنة المرکزیة لحرکة "فتح" وللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر، کلاهما خرج بتصریحات مشروطة لإجراء الانتخابات فی القدس ترشحًا ودعایة وانتخاباً، من دون أن یکون هناک خیار بفرض الانتخابات على أرض الواقع فی المدینة.