عَود على بدء الانتخابات الفلسطینیة سجالٌ لا ینتهی ..
منذ عام ٢٠٠٦ والفلسطینیون یترقبون عملیة دیموقراطیة جدیدة لکن کل محاولة للاقتراب من الانتخابات تلد معیقات أعقد من سابقاتها والآن بعد أن وصل الماء إلى حناجر المتعطشین لتغییر الوجوه السیاسیة تُلفظ المیاه من جدید وتبقى العروق ظمئى للعملیة الدیموقراطیة التی کانت ستعید للفلسطینیین الثقة بنظامهم السیاسی ..
القدس کانت عنوان الأزمة التی علقت علیها السلطة أسباب تأجیلها للانتخابات فیما یرى آخرون ذلک بشکل مختلف فوفقاً للنظام الدولی یعتبر البعض أن انتظار الموافقة من الاحتلال على إجراء انتخابات فی القدس هو اعتراف بسلطته علیها وأنه تنازل من الطرف الفلسطینی للاحتلال بأحقیته بالقرار فیما یخص الشأن الفلسطینی وبالتالی لماذا لا تفرض السلطة الانتخابات فی القدس کما یفعل الاحتلال فی مستوطنات الضفة المحتلة التی تُعتبر وفقا للاعتراف العالمی ضمن الدولة الفلسطینیة ومع ذلک فالاحتلال عندما یجری انتخاباته فإنه یقوم باجراء الانتخابات فی المستوطنات المقامة على أراضی الضفة دون إذن من السلطة واستناداً على هذه النظریة قامت خمس وعشرون قائمة انتخابیة بتشیکل مجلس تنسیقی ضاغط من أجل التأکید على ضرورة إجراء الانتخابات الفلسطینیة فی أقرب وقت وقد عقدوا أول مؤتمر لهم أکدوا فیه على مواصلة الضغط لقطع الطریق أمام تفرد السلطة الفلسطینیة فی هذا القرار لاسیما وأن قائمة واحدة فقط من أصل ٣٦ قائمة هی التی أعلنت تأییدها لقرار الرئیس الفلسطینی محمود عباس بتأجیل الانتخابات .. وبالتالی لم یعد من المقبول أن تُجرى أربع جولات من الانتخابات الاسرائیلیة وسط خلافات بین الأحزاب الاسرائیلیة أکثر حدة من الخلافات الفلسطینیة الداخلیة بینما الفلسطینیون لازالوا لأکثر من ١٤ عاما یحاولون العودة لصندوق الانتخابات ، ولهذا التعویل الان هو على الضغط الشعبی وعلى ضغط الفصائل ومؤسسات المجتمع المدنی التی تغرد کلها تقریباً فی سرب رفض تأجیل الانتخابات لاسیما وأن التأجیل یعطی الکیان الاسرائیلی والولایات المتحدة ومن یدعمهم فرصة لمحاولة تشکیل قیادة فلسطینبة جدیدة على المقاس الاسرائیلی ولهذا یجب قطع الطریق أمامهم وترک الخیار للشعب حتى یقرر من یمثله ، وحتى یعود البیت الفلسطینی للالتحام من جدید فی مواجهة الاحتلال لاسیما وأن ما یحدث فی القدس وما حدث جنوب نابلس من عملیة فدائیة وما تُؤکد علیه غزة من استمرار الصمود والمقاومة هو استفتاء على أن الشعب الفلسطینی یرى المواجهة المسلحة وکذلک الشعبیة شکلان من المقاومة یُکمل کل منهما الآخر وآن الأوان لانتخاب قیادة موحدة تحمل تلک الفکرة وتدافع عنها ، والمقدسیون أثبتوا أنهم قادرون عاى تحویل القدس الى ساحة اشتباک مع الاحتلال اذا ما قرر منعهم من إجراء العملیة الانتخابیة فلماذا تصر السلطة على أن تستلم موافقة شفهیة أو مکتوبة من الاحتلال طالما أن أهل القدس قادرون على انتزاعها بالحجارة ..
بقلم : إسراء البحیصی