الشیخ الخزعلی: تحریر العراق من الاحتلال الأمیرکی هو خطوة لتحریر القدس من الاحتلال الصهیونی

وفی کلمة له فی فعالیة "المنبر الموحد" بمناسبة إحیاء یوم القدس العالمی، قال الشیخ الخزعلی أنه رغم کل محاولات تمکین هذا الکیان من قبل الولایات المتّحدة الأمیرکیة ومن یقف خلفها من دول ولوبیات ومنظمات سریة وعلنیة بالدعم العسکری المطلق وبالدعم الاقتصادی المفتوح، ورغم کل محاولات إضعاف الدول والشعوب الإسلامیة وإشغالهم بالمشاکل الداخلیة التی أوجدها العدو بنفسه من اقتتال وصراعات وفتن داخلیة، من حصار وحروب واعتداءات خارجیة، ورغم خیانات بعض الحکام العرب وخضوعهم لمشروع التطبیع، مشروع الذلّ والمهانة، أقول رغم کل ذلک فإنّ محور المقاومة بحکوماته، بشعوبه، بفصائله، یشهد التقدّم بعد التقدم ویحقق النصر تلو النصر، وفی کل المیادین والجبهات.

وأشاد الشیخ الخزعلی بصمود إیران بوجه العقوبات الأمریکیة قائلاً أن واشنطن أصبحت تتوسط وتتانزل شیئاً فشیئاً عن سیاساتها الخارجیة وعقوباتها تجاه إیران، کما أشاد بصمود الیمنیین بوجه التحالف السعودی حیث أصبح آل سعود وأمیرهم المتصابی حائراً فی أمره یبحث عن الحلول، والآن هو الذی یقدّم المبادرات ویقف عاجزاً عن أن یحمی نفطه أو قواعده أو حتى قصوره.

وأضاف وهکذا فصائل المقاومة الفلسطینیة والشعب الفلسطینی الذین جعلوا الاحتلال الإسرائیلی عاجزاً أن یُقابل بالمثل، عاجزاً أن یقابل صواریخ المقاومة التی تنطلق من غزّة الصمود وتقع على رؤوسه.

وفی سوریا، قال الشیخ الخزعلی، التی أفشلت المشاریع الکبرى الإقلیمیة والدولیة، وها هی الآن تبسط سلطتها تدریجیاً فی مناطقها التی احتلتها المجامیع التکفیریة سابقاً، وستعود بعونه تعالى مرة أخرى لتقوم بدورها بشکل أقوى فی دعم محور المقاومة وفی مقدمتها قضیة القدس التی لم تتنصّل سوریا فی یوم من الأیام عنها ورغم ظروفها الصعبة.

وعن الشعب البحرینی، قال الشیخ الخزعلی أنه مستمر فی صموده، ولم یستطع کل الارهاب الذی یمارسه النظام البحرینی من أن یُسکت هذا الشعب المؤمن والواعی عن قضیته، وسیأتی بعونه تعالى الیوم الذی ینال فیه هذا الشعب کامل حقوقه، والیوم الذی یحاسب فیه هذا الشعب هذا النظام الطاغی کما حصل للأنظمة الطاغیة الأخرى فی المنطقة وفی مقدمتها نظام البعث الظالم.

وعن لبنان، أشار الشیخ الخزعلی الى أن رایة رجال الله فی لبنان ستبقى مرفوعةً دائماً، بقیادة سیدها سید المقاومة السید حسن نصرالله، حتى یأتی نصرالله الکبیر بفتح القدس القریب بعون اله وهمّة المقاومین الشجعان.

وعن بلده العراق، قال الشیخ الخزعلی هذا العراق العظیم الذی أکثر من یعرف عظمته وعظمة شعبه الصهاینة الأعداء، أکثر من غیرهم لأنهم یعلمون علم الیقین ومن مصادرهم أنّ زوال دولتهم المزعومة وکیانهم الغاصب سیکون على یدیّ رجال الله وخصوصاً من أبناء هذا البلد.

وأضاف قائلاً بعد أن أجبر أبطال المقاومة أمیرکا على الخروج ذلیلة ومکسورة فی عام 2012، بکل ما کانت تمتلک الولایات المتّحدة الأمیرکیة فی ذلک الوقت من عشرات الآلاف من عدید جنودها… ها هی أعادت احتلالها لأرض العراق مرة أخرى من خلال قواعدها الجویة الجدیدة ومن خلال انتهاکها لأراضی العراق… نحن نعلم علم الیقین أنه لیس للولایات المتّحدة الأمیرکیة أی مصلحة خاصة بها لتُصرّ علی تواجدها العسکری فی العراق، وتقول صراحةً أنه لیس لدیهم شیء فی الشرق الأوسط إلا أمن اسرائیل، إذاً التواجد العسکری الأمیرکیة فی العراق هو من أجل الکیان الإسرائیلی.

وأوضح الشیخ الخزعلی إن قرار فصائل المقاومة الإسلامیة فی العراق هو إجبار القوات الأمیرکیة على الخروج، خصوصاً بعد أن أعلنوا صراحةً أنه لیس فی نیتهم الانسحاب من أرض العراق، وهذا القرار أی قرار إجبار القوات الأمیرکیة على الانسحاب، هو قرار حتمی.

وشدد على أن لدى فصائل المقاومة الإسلامیة العدد الکافی من الرجال الرجال، ومن الأسلحة الکمیة والنوعیة ما یستطیعون به استهداف کل الوجود الأمیرکی فی أی مکان على أرض العراق، بحیث لا یبقى ولا جندی أمیرکی واحد بمأمن من أن تصله أسلحة المقاومة.

ولکن أکد على أنه لسنا طلّاب دماء، ولسنا أمراء حروب، إنّما نحن أناس نحبّ وطننا وندافع عن سیادته ونطالب بتحریره وخروج کل القوات الأجنبیة منه، ولتحقیق هذا الهدف نحن نضبط مقدار ونوع عملیاتنا العسکریة على هذا المقیاس، قصدی على المقدار الذی یکفی لیتیقّن الاحتلال الأمیرکی أنه لا مجال له بالاستمرار بتواجده العسکری. فإذا وجدنا أنّ هذا المقدار لم یکن کافیاً فإننا سنزید الجرعة له، الى أن یکتشف عجزه ویفقد صبره.

وتوجه للإدارة الأمریکیة قائلاً نمتلک نفس المطاولة، ونمتلک قدرة الاستنزاف، ونحن أهلها ولنا تجربتنا، وإنّ قرارنا هذا هو قرار وطنی غیر قابل للاستئناف، ولا یمکن لأی أحد کان أو أی اتّفاقیة کانت أن تؤثّر على هذا القرار، فلا یتوهّموا ذلک. وإذا کان الأمیرکیون انسحبوا من أفغانستان بقوة الإرادة الأفغانیة فلیعلموا أنّ غیرة العراقیین على وطنهم أکبر، فإذا کانوا قد جرّبوا الطریقة الأفغانیة فی المقاومة فلا ینسوا الطریقة العراقیة التی أجبرتهم على الانسحاب فی عام 2012.”

وعن یوم القدس، قال الشیخ الخزعلی فی هذا الیوم وهذه الذکرى أنّ تحریر العراق من الاحتلال الأمیرکی سیجعل القدس أقرب، وسیجعل تحریرها نتیجة حتمیة، وهذا هو وعدنا لکل الأحرار فی العالم، وهذا هو وعدنا لشعبنا الفلسطینی، فتحریر العراق من الاحتلال الأمیرکی هو خطوة حقیقیة فی تحریر القدس من الاحتلال الصهیونی.