موقف شعب البحرین من التطبیع هو المقاومة المستمیتة على المدى الطویل
اکد عالم الدین البحرینی آیة الله الشیخ عیسى قاسم ان موقف شعب البحرین من التطبیع والتدفق الصهیونی علیها هو أنْ لو أجمعت الإرادة الاستکباریة من محلیةٍ وخارجیة على تحقیق کل مطالبه الحقوقیّة والسیاسیة على أن یرکب قطار التطبیع، أو لا یتصدى لحرکة هذا القطار فی اتجاهه لأهدافها الخبیثة القتالة للأمة، ولا یُشارک فی مقاومته وعرقلته، أو أن یُرحب بتدفق الصهاینة على أرضه.
وفی کلمة فی «المنبر الموحد» بمناسبة یوم القدس العالمی، اکد الشیخ قاسم إن القدس الیوم أقرب من کل ماضی الصراع حولها للتحرر الکامل من القبضة الصهیونیة، والتطهر التام من رجسها، وذلک بالرغم من الإصرار الإسرائیلی على تهودیها، وبالرغم من صفقة القرن ومؤامرة التطبیع التی انخرط فیها عدد من الدول العربیة، والتی هی من أخطر المؤامرات على وجود الأمة وهویتها ومقدساتها ووحدتها وأمنها وأرضها وخزائنِ ثروتها، وفق تعبیره.
وشدد على أن القدس هی أقربُ الیوم للتحرر والتطهر والانعتاق لإیمان جبهة المقاومة العملاقة النامیة، والفصائل الحُرة للمقاومة الفلسطینیة وملایین من شباب الأمة ورجالها ونسائها؛ بأن القدس وفلسطین والدین قبل المال والدم والروح، منوهًا إلى أنه ما لم ترَ الأمة هذه الرؤیة، وتُترجَم فی واقع سلوکها إلى مواقف عملیةٍ جهادیةٍ مستبسلة تفرض هیمنتها على ساحة الصراع مع العدو الصهیونی؛ فلا الأقصى ولا القدس وفلسطین ولا الدین ولا الأمة، لا تطهُر للأقصى ولا تحرر للقدس وفلسطین ولا عز للأمة، وذلک لما علیه الجبهة المعادیة بعرضها العریض من الصهیونیة ودول طاغوتیة کبرى ودول التطبیع الخیانی من إرادة الترکیع للأمة وسحق إرادتها الحرة.
ورأى سماحة الفقیه القائد أن الیوم هو یومُ صراعٍ مریرٍ مصیری یتقرر من خلاله ظهور الحق أو انطماسه، غطرسة الباطل أو ذله، حیث بدأ الطمع الصهیونی التوسعی فی التوجه فی اندفاعةٍ جنونیةٍ محتضنة ومدعومةٍ من الدول العربیة المُطبِعة إلى تأسیس وجود رسمی واسعٍ صهیونی فی منطقة الخلیج، ومجتمع یهودی متماسک شبه مستقل مخطط له من الصهیونیة العالمیة وداعمیها المستکبرین، ومدعوم من دول عربیة، یأخذ على عاتقه دور النواة لفلسطین جدیدةٍ مغتصبةٍ فی منطقة الخلیج، فی طریق توسعة السیطرة على عموم الأمة وإذلالها.
ووصف آیة الله قاسم اختیار البحرین مرکزًا أولیًا لهذا المشروع الصهیونی بما کانت علیه الحالة الفلسطینیة فی ابتدائها، حیث یتم التحضیر لبناء هذا الکیان الغازی على ید دول محور التطبیع، وتبدأ انطلاقته من أرضها.
وأکد سماحته أن موقف شعب البحرین من التطبیع والتدفق الصهیونی علیها هو أنْ لو أجمعت الإرادة الاستکباریة من محلیةٍ وخارجیة على تحقیق کل مطالبه الحقوقیة والسیاسیة على أن یرکب قطار التطبیع، أو لا یتصدى لحرکة هذا القطار فی اتجاهه لأهدافها الخبیثة القتالة للأمة، ولا یُشارک فی مقاومته وعرقلته، أو أن یُرحب بتدفق الصهاینة على أرضه، ویکون لهم الوجود بین صفوفه؛ لاختار على ذلک کله بکل تصمیم خیارًا واحدًا مشرِفًا؛ هو خیار المقاومة المستمیتة على المدى الطویل من أجل حقوقه، والمقاومة الفولاذیة الممتدة فی صف من صفوف الأمة الواحدة الحرة المتلاحمة ضد التطبیع، ومن أجل تحریر القدس وفلسطین حتى النصر أو الشهادة.
وأضاف أن شعب البحرین مع الموت فی سبیل الله، وتحریر الأقصى والقدس وفلسطین وسلامة الأمة ودینها ووحدتها، وهو مع هبة «باب العامود» وکل هبة أخرى من أجل مقدسات الأمة ومصیرها.
ورأى سماحته أن هبة «باب العامود» إنذارٌ جدیٌ أولیٌ صارخ لتفجرٍ مزلزلٍ على ید کل الأحرار من الفلسطینیین والعرب عامة، وأمة الإسلام المجیدة أول من یتقدم صفوفه أبطال المقاومة الباسلة وقادتُها العظام الذین عرفت الصهیونیة من بطولاتهم ما أرعبها، مشیدًا بالشبان الذین یستمیتون فی الدفاع عن المسجد الأقصى.