لما لا یضیء مصباح فلسطین سوی فی معسکر محور المقاومة!
إذا اختفت المآسی التی حدثت الأسبوع الماضی فی الأراضی المقدسة من أذهان الجمیع ،فإنها لن تختفی من أذهان المسلمین ، وخاصة سکان القدس والأرض المقدسة ، ومن الطبیعی أنه لا مسلمو العالم ولا الشعب الفلسطینی لا یغفرون لحکام العالم الإسلامی تقاعسهم عن مناصرة الشعب الفلسطینی.
ما یحدث فی الأراضی المحتلة الیوم هو نتیجة ثلاث رؤی مختلفة للقضیة الفلسطینیة. وفق الرؤیة الأولی فقد جلس حکام دول مثل الإمارات والبحرین والسودان والمغرب بوقاحة خلف طاولة مفاوضات تسمى تطبیع العلاقات مع إسرائیل ، وبغض النظر عن تداعیات أفعالهم ، وقعوا اتفاقیات أسفرت عما حدث مؤخرًا فی فلسطین من تطورات. ولا شک أن کل قطرة دم تتدفق من جسد کل فلسطینی إنما هی وصمة عار فی جبین هذه المجموعة من الحکام غیر المسؤولین وهذه الوصمة لن یتم تطهیرها.
ثانیاً ، حکام الدول التی وافقت على تطبیع العلاقات وإقامتها بین العرب وإسرائیل. وفی هذا السیاق یبدو أن السعودیة تتحمل مسؤولیة أکبر من غیرها ، وهی دولة تدعی خدمة الحرمین الشریفین لکنها اعتبرت صراحةً أن أی قرار یتعلق بالعلاقة مع إسرائیل إنما هو قضیة شخصیة تمامًا ومرتبطة بأذواق وآراء المطبعین.
أما الرؤیة الثالثة فهی تختص بحکام الدول التی فتحت بالصمت الطریق أمام الدول المطبعة لتمهید الطریق أمام التطبیع مع إسرائیل وهم عن قصد أو عن غیر قصد أیدوا جرائم إسرائیل فی فلسطین وخانوا القضیة الفلسطینیة بعد 70 عامًا من عمرها.
کما یمکن النظر إلى قضیة فلسطین هذه الأیام فی ثلاثة أطر ویمکن رسمها فی الأضلاع الثلاثة لمثلث ، فی الضلع الأول یوجد الأشخاص الذین حُرموا مؤخرًا من حق إجراء الانتخابات فی وطنهم القدس. فی الضلع الآخر ، هناک الأشخاص الذین یُجبرون الیوم على ترک أراضیهم ومنازلهم (مثل سکان الشیخ جراح فی القدس) ولن یکون لدیهم مکان للعیش فی القدس. أخیرًا ، وعلى الجانب الثالث ، هناک کل الفلسطینیین الذین حُکم علیهم أن یتحرقوا شوقا إلی حق الحیاة فی وطنهم الأم وهم مایزالون مقاومین، فی ظل تطبیع العلاقات من قبل بعض الحکام العرب مع إسرائیل ، والقبول بهم من قبل البعض الآخر، وأخیراً صمت الآخرین تجاههم.
فی مثل هذه الظروف ، کان أقل ما کان نتوقعه من الحکام العرب المتقاعسین هو عقد اجتماع عاجل على أعلى مستوى لدعم واتخاذ قرار بشأن ما یجری فی فلسطین. مع ذلک لا مؤتمر قمة ولا قمة وزراء الخارجیة، ولکن عملهم الفوری الوحید تمثل فی عقد اجتماع بعد أسبوع من التأخیر والتفکیر ، و ذلک على مستوى ممثلی هذه الدول فی منظمة التعاون الإسلامی ، والتی من المقرر عقده غدا الاثنین.
یبدو أنه فی الوضع الراهن ، یجب إعادة النظر فی کل الآراء التقلیدیة حول القضیة الفلسطینیة ، ویجب أن تحمل أیدی المقاومة العلم الفلسطینی داخل فلسطین، وخارج فلسطین یجب تسلیم هذا العلم للمدافعین الرئیسیین عن القضیة الفلسطینیة فی محور المقاومة. یوم القدس بهذا العام ، کما فی العام الماضی ، هتف قادة جبهة المقاومة بالإجماع بالقضیة الفلسطینیة فی أجواء دولیة صامتة.