زيارة هرتزوغ الى تركيا والغاز الفلسطيني المسروق وأحلام أردوغان
اطلقت تركيا سراح زوجين إسرائيليين، اعتقلا بتهمة تصوير مكان إقامة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي اتصل بدوره برئيس الكيان الاسرائيلي اسحاق هرتزوغ، معزيا إياه بوفاة أمه. وزير خارجية تركيا جاويش اوغلو ايضا إتصل بوزير خارجية الكيان الاسرائيلي يائير لبيد، ليطمئن على صحته بعد اصابته بفيروس كورونا. هذا فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن طبيبا إسرائيليا يقدم الاستشارة، لإردوغان الذي يعاني مشاكل في القلب.
هذا جانب من الغزل التركي المستمر بـ"إسرائيل"، والذي لم يعد سرا، من اجل اعادة العلاقات التقليدية الدافئة مع تل ابيب، وهو غزل بدأ يتكثف وبشكل لافت على وقع الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها رئيس الكيان الاسرائيلي هرتزوغ قريبا الى تركيا.
يبدو ان اندفاع تركيا في ممارسة الغزل مع الكيان الاسرائيلي اثار حفيظة أحمد داود أوغلو، رئيس "حزب المستقبل" المعارض، الذي قال: "أن إردوغان يقول إن رئيس إسرائيل سيزور تركيا، فيما المسؤولون الإسرائيليون يقللون من أهمية هذا التصريح، ويقولون إنه ليس هناك قرار نهائي متخذ بعد، اقول لإخوتي في حزب العدالة والتنمية، انظروا الى هذا المشهد الذي يقلل من احترامنا وارفعوا صوتكم".
تركيا لم تكتف بممارسة الغزل المجرد، بل تجاوزته الى الممارسة، فقد نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" "الاسرائيلية" عن مصادر وصفتها بالرفيعة في واشنطن وتل أبيب، قولها ان سفير كيان الاحتلال في واشنطن ميخائيل هرتزوغ، وهو شقيق الرئيس الإسرائيلي، اجتمع الأسبوع الماضي مع السفير التركي في واشنطن حسن مراد ماركن، الذي يعد من المقربين من الرئيس التركي أردوغان، الى جنب سفراء ثلاث دول إسلامية من آسيا الوسطى، وهي أذربيجان وأوزبكستان وكازاخستان، وبحثوا آليات التعاون بينهما، وإنشاء إطار مشترك للتنسيق ثنائيا أو دوليا.
اللافت ان الصحيفة كشفت أن المبادرة إلى الاجتماع، كانت من قبل مالكولم هونلاين، الذي يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للجنة رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، فهو الذي عرض على السفراء فكرة تنسيق العمل مع "إسرائيل".
من المواقف اللافتة لاردوغان، كانت تلك التي اتخذها خلال استقباله حاخامات يهود، في قصره الشهر الماضي، حيث اعلن وبشكل صريح:"ان تطبيع العلاقات مع "إسرائيل هام و سيجري قريبا"، ودعا لتعزيز اليهودية في الدول الإسلامية!! وقال:"العلاقات بين تركيا وإسرائيل دائما ستكون قوية، وسنواصل تعزيزها"، وتعهد بمحاربة معاداة السامية!.
اردوغان، وخلال عودته من زيارته الاخيرة لاوكرانيا قال "يمكننا استخدام الغاز الطبيعي الإسرائيلي في بلادنا، وإلى جانب هذا، يمكننا أيضا الانخراط في جهد مشترك لنقله إلى أوروبا". اردوغان الذي يحمل لواء معاداة "اسرائيل" ويدعي قيادته للعالم الاسلامي السني، نسي او تناسى انه ليس هناك اي "غاز اسرائيلي"، بل هو غاز فلسطيني سرقته "اسرئيل" من الشعب الفلسطيني.
يبدو ان تركيا، سوف لن تغض الطرف عن الغاز الفلسطيني المسروق، بل ستشارك في نقله الى اوروبا ايضا، في مقابل الحصول على حصة منه، وفي مقابل دعم امريكا و"اسرائيل" لاحلام اردوغان بقيادة "العالم التركي"، وهو ما يفسر اجتماع سفير الكيان الاسرائيلي في واشنطن بسفراء الدول الناطقة بالتركية حصرا، وهي؛ تركيا وأذربيجان وأوزبكستان وكازاخستان، فهذه الاحلام، تصب في صالح الثنائي الامريكي الاسرائيلي مستقبلا، عندما تتحول الى ورقة ضغط ضد روسيا.