خلال کلمته فی اجتماع "محبی اهل البیت (ع) وقضیة التکفیریین"؛
ولایتی: سقوط آخر حصون داعش فی العراق وسوریا إنجاز استراتیجی مهم
اکد الامین العام لمجمع الصحوة الاسلامیة علی اکبر ولایتی خلال کلمته فی اجتماع محبی اهل البیت (ع) وقضیة التکفیریین، ان الأیام الأخیرة حیث سقطت آخر حصون داعش فی العراق وسوریا تم تحقیق إنجاز استراتیجی مهم وضع البلدین والمنطقة بشکل عام امام مرحلة جدیدة.
اکد الامین العام لمجمع الصحوة الاسلامیة علی اکبر ولایتی خلال کلمته فی اجتماع "محبی اهل البیت (ع) وقضیة التکفیریین"، ان الأیام الأخیرة حیث سقطت آخر حصون داعش فی العراق وسوریا تم تحقیق إنجاز استراتیجی مهم وضع البلدین والمنطقة بشکل عام امام مرحلة جدیدة.
الامین العام لمجمع الصحوة الاسلامیة علی اکبر ولایتی خلال کلمته فی اجتماع "محبی اهل البیت (ع) وقضیة التکفیریین" الذی انطلق صباح الیوم الاربعاء فی قاعة المؤتمرات الدولیة بطهران، اشار الى الانتصارات الاخیرة فی کل من العراق وسوریا ضد تنظیم داعش الارهابی، مؤکدا ان " الأیام الأخیرة حیث سقطت آخر حصون داعش فی العراق وسوریا تم تحقیق إنجاز استراتیجی مهم وضع البلدین والمنطقة بشکل عام امام مرحلة جدیدة".
واکد ولایتی ان اعداء الاسلام سعوا الى عرض صورة داکنة ومشوهة وغیر واقعیة عن الدین المبین "طبقا للنموذج الوهابی وهو فی الواقع إحیاء للجاهلیة قبل الإسلام مع کل ما تمیزت به من عنف وجهل وجرائم مقیتة یندى لها جبین البشریة"؛ لثنی الامة الاسلامیة عن مواصلة مسارها نحو التألق السیاسی والاجتماعی والثقافی والعلمی ولعب دور ممیز على المستوى الدولی والحضاری.
ولفت الامین العام لمجمع الصحوة الاسلامیة الى المرحلة الانتقالیة الحساسة التی تمر بها منطقة غرب أسیا وأرجاء أخرى من العالم الإسلامی؛ مبینا انها ملیئة بالأخطار والتهدیدات وحروب الوکالة؛ ومؤکدا فی الوقت نفسه "أنها شهدت العدید من المنجزات والفرص والنجاحات الملفتة التی عززت روح الاعتماد والثقة بالنفس بین الشعوب الإسلامیة والحرة من جهة وحطمت الهیمنة الاستکباریة من جهة أخرى وقضت على أسطورة النظام الصهیونی بین المسلمین وجعلته معرضا للکثیر من الضربات الممیتة إن شاء الله".
وفیما یلی النص الکامل لکلمة الامین العام لمجمع الصحوة الاسلامیة فی ایران علی اکبرولایتی : -
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالمین وصلى الله على محمد وآله الطیبین الطاهرین
وأصحابه المنتجبین
اسمحوا لی فی البدء أن أبارک لکم وأهنئکم بمناسبة حلول شهر ربیع الأول وتحقیق النجاحات والانتصارات الأخیرة للأمة الإسلامیة المتحدة فی سوریا والعراق ضد التکفیریین ومثیری الفتن والتفرقة کما أرحب بکم أجمل ترحیب فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة أیها الضیوف الکرام القادمین من شتى أنحاء العالم الإسلامی.
کذلک أتقدم بالعزاء لذوی الأسر الکریمة التی تضررت بسبب فاجعة الهزة الأرضیة الاخیرة ولکل أبناء الشعبین الإیرانی والعراقی وأدعو الله سبحانه وتعالى أن یتغمد برحمته الواسعة ضحایا هذا الزلزال المدمر ویلهم ذویهم الصبر والسلوان.
کما أدعوکم أیها السادة والسیدات الکرام أن تترحموا وتقرأوا الفاتحة على أرواح هؤلاء الأعزاء وجمیع شهداء الإسلام منذ الصدر الإسلامی وحتى المعارک الأخیرة التی خاضتها بکل فخر واعتزاز جبهة المقاومة ضد التکفیریین.
تعلمون جیدا أیها السادة العلماء والفقهاء والمفکرین والنخب الثقافیة من مختلف أرجاء العالم الإسلامی الذین لبیتم مشکورین دعوة المجمع العالمی للصحوة الإسلامیة أن هذا المؤتمر الکبیر قد زین باسم أهل بیت العصمة والطهارة (علیهم السلام) ویعقد فی أصعب الظروف الإقلیمیة والدولیة. أجل إنهم أهل بیت النبی الأکرم (ص) الحبل الإلهی المتین وأحد الثقلین الذین أوصى بهما الرسول الأعظم (ص) إلى جانب القرآن الکریم حیث قال صلوات الله وسلامه علیه:
"إنی تارکٌ فیکم الثقلین کتاب الله وعترتی أهل بیتی ما إن تمسکتم بهما لن تضلّوا أبدا، فإنهما لن یفترقا حتّى یردا علیّ الحوض "
وهذا الحدیث الشریف موضع اتفاق جمیع علماء الإسلام.
إنهم أهل بیت الرسول الأکرم (ص) ومن أخیار عباد الله على الأرض وهم خزائن الإیمان وکنوز الإحسان ومشعل الهدایة الإلهیة لجمیع المسلمین نحو السمو والتعالی والکمال. إنهم فی طلیعة المقارعین للانحراف والعنف والتطرف والجهل وهم حاملی لواء العدالة والمفسرین الحقیقیین للإسلام والقرآن الکریم حیث إن التمسک بأهل البیت علیهم السلام هو الضامن الحقیقی لاتحاد المؤمنین وهدایة الناس وإرشادهم نحو الله والنجاة من الضلال.
أیها الحضور الکریم
منذ حوالی سبع سنوات شهدت المنطقة ظاهرة الصحوة الإسلامیة التی بشرت بمرحلة جدیدة من الحیاة السیاسیة والاجتماعیة للأمة الإسلامیة وتمیزت بثلاث خصائص أساسیة وهی أنها کانت ضد الاستکبار والصهیونیة والاستبداد وهی قد أوجدت أمواجا معادیة للأمیرکان والصهاینة أثمرت خلال السنوات المنصرمة فی بعض الدول الإسلامیة وقضت على الظلم والاستبداد والعنجهیة وأنهت العدید من الحکام العملاء والمأجورین وتحدت هیکلیة النظام الدولی.
لقد حقق تیار الصحوة الإسلامیة العدید من الإنجازات الملفتة خلال السنوات الماضیة فی عدد من الدول استنادا للتعالیم الإسلامیة المحمدیة الأصیلة. وفی هذا الإطار انحرفت بعض التیارات السیاسیة عن غفلة وعدم الوعی عن مسیرة الصحوة الإسلامیة بعد أن صدقت وعود النظام السلطوی وکانت تمهد فی الواقع لعودة حاکمیة أعداء الإسلام الحقیقیین على مصیر المسلمین.
وعندما کانت الأمة الإسلامیة قبل عدة سنوات على أعتاب الدخول فی مرحلة جدیدة من التألق السیاسی والاجتماعی والثقافی والعلمی ولعب دور متمیز على المستوى الدولی والحضاری حیث کانت أمواج الإسلام المستندة للتعالیم الإسلامیة الأصیلة على وشک اجتیاح أرجاء العالم، تفاجأ الجمیع بإثارة التفرقة والتطرف والطائفیة وتکفیر الآخرین من شتى الأقوام والمذاهب الإسلامیة وانتشار القتل والإبادة وتشرید الأبریاء فی مختلف الدول الإسلامیة مما أوجد ظروفا صعبة للغایة أمام العالم الإسلامی.
لقد انتهج البعض من هؤلاء المنحرفین أسالیب غیر سلمیة وعدائیة منتهکة لحقوق الشعوب ونهبوا ثروات الدول الإسلامیة واحتلوا أراضی المسلمین وأشعلوا حروبا بالوکالة وسعوا من أجل تغییر المفاهیم الأصیلة واستهداف الأسس الفکریة والعقائدیة والقیمیة والمعرفیة فی ظل رعایة ودعم شامل من قبل نظام السلطة والهیمنة وعلى رأسه أمیرکا والنظام الصهیونی حیث فرضوا هذه الأجواء على جزء کبیر من العالم الإسلامی وهددوه بشکل جاد ومؤکد.
أجل لقد سعى أعداء الإسلام من خلال الاستفادة من جمیع الامکانات المتاحة لنشر الفوضى والاضطراب والفتنة والضعف والحروب فی الدول الإسلامیة لیتمکنوا من خلال ذلک فی فرض سلطتهم علیهم وینهبوا ثرواتهم ویفرضوا کل أنواع التراجع الاقتصادی والاجتماعی والعلمی والثقافی علی المسلمین وفی المقابل عرض صورة داکنة ومشوهة وغیر واقعیة عن الإسلام طبقا للنموذج الوهابی وهو فی الواقع إحیاء للجاهلیة قبل الإسلام مع کل ما تمیزت به من عنف وجهل وجرائم مقیتة یندى لها جبین البشریة مثل ذبح الأطفال وحرق الرجال وأسر النساء والاعتداء علیهن حیث ترکت تلک التصرفات الشیطانیة الأمیرکیة الصهیونیة السعودیة آثارا عمیقة من الکراهیة والحقد بحیث تنصل منها الیوم حتى مرتکبیها.
أیها السادة الأعزاء
رغم أن المرحلة الانتقالیة الحساسة التی تمر بها منطقة غرب أسیا وأرجاء أخرى من العالم الإسلامی ملیئة بالأخطار والتهدیدات وحروب الوکالة إلا أنها شهدت العدید من المنجزات والفرص والنجاحات الملفتة التی عززت روح الاعتماد والثقة بالنفس بین الشعوب الإسلامیة والحرة من جهة وحطمت الهیمنة الاستکباریة من جهة أخرى وقضت على أسطورة النظام الصهیونی .. بین المسلمین وجعلته معرضا للکثیر من الضربات الممیتة إن شاء الله.
لقد تعرض العراق وسوریا کبلدین مسلمین مهمین للکثیر من المؤامرات المشترکة خلال السنوات الأخیرة وتحملا العدید من الحوادث الصعبة والمرهقة واجتازا الکثیر منها حتى الآن لاسیما خلال العام المنصرم حیث أثمرت الجهود المضنیة التی بذلتها الشعوب والحکومات والجیوش الشعبیة فی هذه الدول وبدعم وإسناد من جبهة المقاومة وعلى رأسها الجمهوریة الإسلامیة عن انتصارات باهرة فی مکافحتها للإرهاب والمجامیع التکفیریة وبشکل أخص خلال الأسابیع والأیام الأخیرة حیث سقطت آخر حصون داعش فی العراق وسوریا وبذلک تم تحقیق إنجاز استراتیجی مهم أدخل البلدین العراق وسوریا والمنطقة بشکل عام فی مرحلة جدیدة.
والیوم فإن الشعب الیمنی المظلوم یتعرض لقصف وحشی دموی یرکتبه العدوان السعودی فی ظل أجواء الصمت الممیت من قبل وسائل الإعلام الغربیة والمجامع الدولیة الخاضعة للهیمنة الأمیرکیة والقوى الحلیفة لها وکذا الأمر بالنسبة للبحرین الذی تنفذ فیه المشاریع والمؤامرات الداخلیة والإقلیمیة والدولیة مما أدخل هذا البلد فی مرحلة خطیرة ومعقدة للغایة ولکن رغم کل تلک المؤامرات والإجراءات الظالمة فإن مستقبلا مشرقا وملیئا بالفخر والاعتزاز بانتظار الشعبین العظیمین والمقاومین الیمنی والبحرینی وباقی الشعوب المظلومة إن شاء الله.
"وکذلک جعلناکم أمة وسطا لتکونوا شهداء على الناس ویکون الرسول علیکم شهیدا"
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.