البيان الختامي للاجتماع التشاوري الخاص بالمؤتمر العالمي لمحبي أهل البيت (عليهم السلام)
في الختام، قدم الأعضاء المشاركون في المؤتمر العالمي لمحبي أهل البيت (عليهم السلام) فائق شكرهم لايران حكومةً و شعباً.
بسم الله الرحمن الرحيم
في المرحلة الراهنة، التي وفرت للعالم الإسلامي فرصاً ثمينة، أكثر من أي وقت مضى، في ازدهار موجة الصحوة الإسلامية الجديدة و تعزيز تقدمها و حيويتها، اتخذ نظام الهيمنة و الاستكبار العالمي، و على رأسه أمريكا و حلفاؤها الإقليميون، إجراءات عديدة من أجل التوغل في صفوف المسلمين، و إيجاد الفتنة، و تصعيد الخلافات و بث العنف، و إثارة الحروب و الفتن الطائفية و القومية، و تشكيل جماعات إرهابية تكفيرية متطرفة متشددة، و دعم تمددها، بهدف تشتيت الرأي العام تُجاه الإسلام و تُجاه مسألة رُهاب الإسلام. وذلك لكي تتمكن هذه الدول من الحيلولة دون تقدم العالم الإسلامي و تطوره، و ليكون باستطاعتها أن تؤثر بشكل فاعل على ذلك.
تُظهِر هذه المرحلة الحساسة و المصيرية، أهمية وحدة الأمة الإسلامية و انسجامها، أكثر من أي وقت مضى، و كما تظهر بشكل خاص ضرورة انسجام محبي أهل البيت (عليهم السلام) على اعتبارهم يشكلون جزءاً هاماً من العالم الإسلامي، و لهذا السبب عُقِد مؤتمرٌ كبيرٌ لمحبي أهل البيت (عليهم السلام) في تاريخ 1 و 2 آذر عام 1396 شمسي، الموافق ل3 و 4 ربيع الأول 1439 هجري، و 12 شباط 2018 ميلادي. و قد أكد المؤتمر على ضرورة إيجاد آليةٍ للتواصل و التفاعل بين المشاركين في المؤتمر. و من أجل ذلك، عُقِد في العاصمة طهران اجتماعٌ تحت عنوان "المجلس الاستشاري". و يهدف هذا الاجتماع إلى بحث آليات التواصل، و إيجاد أُطرٍ مناسبةٍ للتفاعل بين محبي أهل البيت (عليهم السلام)، و قد تم عقد ذلك الاجتماع يوم الاثنين الموافق ل 23 بهمن 1396 شمسي، و 25 جمادى الأولى 1439 هجري، و 12 شباط 2018 ميلادي. و قد أكد المشاركون في الاجتماع، بعد أن باركوا بذكرى انتصار الثورة الإسلامية و أعربوا عن مشاعر الإجلال والإكبار لذكرى الإمام الخميني الراحل، القائد الفقيد للثورة الإسلامية، على النقاط التالية:
1. تشكيل مجلسٍ استشاريٍ مركزي و لجانٍ متخصصة، و إيجاد أمانةٍ عامة خاصة بالمؤتمر الدولي لمحبي أهل البيت (عليهم السلام) في طهران.
2. بناء تواصل بين محبي أهل البيت (عليهم السلام) و إيجاد شبكة علاقات كمية و نوعية بينهم، على اعتبارهم الرائدين في الدفاع عن الإسلام و مواجهة نظام الهيمنة و الاستكبار العالمي، بشتى الطرق النظرية و العملية.
3. إيلاء اهتمام خاص بموضوع الوحدة الإسلامية
4. إيلاء حساسيةٍ و اهتمامٍ عاليين بالقضايا و المسائل الإقليمية الهامة و بالتطورات التي تطرأ على الساحة الإسلامية، إضافة إلى تشخيص التهديدات و التحديات و الفرص الناجمة عن هذه التطورات، و المساهمة في تقديم المساعدة إلى الشعوب الإسلامية، في سبيل إخراجها من أزماتها.
5. التنديد بالمجازر التي تُرتَكب بحق المسلمين و قادتهم المطالبين بالحرية في مختلف البلاد الإسلامية و لا سيما في اليمن و ميانمار و البحرين و إفريقيا و غيرهم من الدول الإسلامية.
6. إيلاء اهتمام خاص بالقضية الفلسطينية على اعتبارها القضية التي تشكل القلق الأول لدى العالم الإسلامي، و الحفاظ على حيويتها في كافة الظروف، و التأكيد الجاد على دعم المقاومة الإسلامية و الوقوف في وجه الكيان الصهيوني الغاصب و مواجهته، و تنظيم الإجراءات السياسية و الإعلامية و الثقافية و العملية و توجيهها مجدداً نحو تحرير القدس الشريف؛
7. التركيز على مواجهة الجماعات و التيارات و الأفكار التكفيرية – الإرهابية لكونها، الذراع و أداة الضغط التي يستخدمها نظام الهيمنة في العالم الإسلامي، للمُضي بمخطط الرُّهاب الإسلامي و الخوف من الإسلام، و لبث الخلافات داخل العالم الإسلامي، بهدف الاستفادة من هذه الجماعات في المجالات السياسية و الاقتصادية و العسكرية و الأمنية.
8. تقديم حلول فاعلة و عملية ترمي إلى تحقق العوامل الأساسية الثلاث الخاصة بالصحوة الإسلامية، و التي تتمثل في رفض الاستبداد و مواجهة الاستكبار و مواجهة الصهيونية.
9. التوعية و تنويرالأفكار العامة فيما يتعلق بمسألة الحرب الناعمة، و ضروة تعزيز روح المواجهة ضد الاستكبار بين الشعوب الإسلامية، من خلال عقد المؤتمرات و الندوات، و مشاركة مختلف الشرائح فيها، ولاسيما النساء و الشباب و الجامعيين و غيرهم من الشرائح، و استغلال طاقات العالم الإسلامي و إمكاناته المختلفة.
10. مواجهة سياسات التسوية في الصراع مع العدو، و الوقوف أمام تغلغل العناصر التابعة لنظام الهيمنة في مراكز صنع و اتخاذ القرار، الخاصة بالدول الإسلامية.
11. التأكيد على تعزيز الحضارة الإسلامية التي ترتكز على أسسٍ و مبادئَ هامة كالروحانية و العقلانية و تحقيق الأمن و العدالة، و إزالة العوائق التي تحول دون ذلك.
في الختام، قدم الأعضاء المشاركون في المؤتمر العالمي لمحبي أهل البيت (عليهم السلام) فائق شكرهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومةً و شعباً، و أكبروا بركات آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (مُدَّ ظله العالي) و تدابيره اللائقة في الدفاع عن حرمة الإسلام و المسلمين في كافة الساحات، كما و جهوا خالص شكرهم و امتنانهم إلى المجمع العالمي للصحوة الإسلامية على الجهود المبذولة في عقد هذه الندوة.