إسرائیل تتوعّد بمجزرة وتُصدر الأوامر بإطلاق النار الحیّ غدًا لقتل الفلسطینیین
أکّدت مصادر أمنیّة وسیاسیّة رفیعة المُستوى فی تل أبیب، ظهر الیوم الأحد، أنّ إسرائیل تستعّد لما أسمته السیناریو الأسوأ، والذی بحسبه سیقوم مئات آلف الفلسطینیین باقتحام السیاج الحدودیّ بین قطاع غزّة وبین دولة الاحتلال.
الناصرة-“رأی الیوم”- من زهیر أندراوس:
أکّدت مصادر أمنیّة وسیاسیّة رفیعة المُستوى فی تل أبیب، ظهر الیوم الأحد، أنّ إسرائیل تستعّد لما أسمته السیناریو الأسوأ، والذی بحسبه سیقوم مئات آلف الفلسطینیین باقتحام السیاج الحدودیّ بین قطاع غزّة وبین دولة الاحتلال.
ونقلت مُحلّل الشؤون العسکریّة فی صحیفة (یدیعوت أحرونوت) العبریّة، ألیکس فیشمان، عن المصادر عینها قولها إنّه فی حال شعر جنود وضبّاط الاحتلال بخطرٍ على حیاتهم، فإنّ الأمر الذی تلّقونه من الهیئة العامّة لقیادة الأرکان الإسرائیلیّة یقول إنّه یتحتّم علیه إطلاق النار لقتل المُتظاهرین، کما أکّدت المصادر.
وتابعت قائلةً إنّه إذا تمکّنت مجموعات من الفلسطینیین من اقتحام الحدود، أوْ السیاج الحدودیّ فإنّ الأوامر للجنود والضباط واضحة: إطلاق النار على الأرجل، ولکن فی حالة عدم وقف الزحف، یتحتّم على قوّات جیش الاحتلال إطلاق الرصاص الحیّ على الـ”مُشاغبین” بهدف قتلهم، کما أکّدت المصادر للصحیفة العبریّة.
علاوة على ذلک، أوضحت المصادر الأمنیّة والعسکریّة فی کیان الاحتلال، أنّ الجیش استعدّ على ثلاث حلقات متشابکة: الأولى، استخدام القناصّة بشکلٍ مکثفٍ، الثانیة، مُحاصرة الفلسطینیین الذین سیُحاولون اقتحام الجدار، أمّا الثالثة والأخیرة الاستعداد لاستدعاء جنود وضبط الاحتلال، بحسب الأمر (8)، وهو الأمر الذی یُحتّم على المُتلقّی أنْ یترک کلّ سیءٍ وینضّم فورًا إلى الکتیبة التابع لها، والتی تُرابط بالقرب من السیاج الحدودیّ، کما أکّدت المصادر.
وعبّرت المصادر ذاتها عن أنّ قادة المنطقة الجنوبیّة فی جیش الاحتلال تخشى وتتوجّس من تمکّن الفلسطینیین من اقتحام أحدى المُستوطنات فی ما تُسمى منطقة غلاف غزّة، وبالإضافة إلى ذلک، نجاح المُتظاهرین فی اختطاف جنودٍ إسرائیلیین واقتیادهم إلى قطاع غزّة، على حدّ تعبیرها.
وشدّدّت المصادر على أنّه فی حال نجاح المتظاهرین الفلسطینیین فی اختراق الجدار أوْ السیاج الأمنیّ، فإنّ ذلک سیُعتبر انتصارًا کبیرًا لحرکة المقاومة الإسلامیّة (حماس)، والتی تتوقّع، أیْ الحرکة سقوط مئات القتلى فی صفوف المُتظاهرین.
وتابعت المصادر الإسرائیلیّة، التی وُصفت بالمطلعة جدًا، تابعت قائلةً، کما أفادت الصحیفة العبریّة، وموقعها على الإنترنیت (YNET) أنّ قیادة المنطقة الجنوبیّة فی جیش الاحتلال تسعّد للسیناریو الأسوأ، والذی بحسبه، سیؤدّی اقتحام السیاج الحدودیّ من قبل الفلسطینیین إلى اندلاع مواجهةٍ عسکریّة دامیّة بین کیان الاحتلال وبین حرکة حماس وباقی تنظیمات المُقاومة فی قطاع غزّة، على حدّ قولها. ولفتت المصادر أیضًا إلى أنّ آلاف الجنود ورجال الشرطة قد وصلوا إلى السیاج الحدودیّ وباتوا على أهبة الاستعداد لمنع الفلسطینیین غدًا الاثنین من اقتحام السیاج الحدود مع قطاع غزّة.
ولفتت المصادر فی سیاق حدیثها للصحیفة العبریّة أنّه وفق توقعات جیش الاحتلال فإنّ عدد الفلسطینیین، الذین سیُحاولون اقتحام السیاج الحدودیّ قد یصل إلى نصف ملیون شخص، وأنّ حرکة حماس تعمل بدون کللٍ أوْ مللٍ على تجنید الشباب والأطفال والنساء للمُشارکة فی هذا الـ”حدث التاریخیّ”؟
وأضافت المصادر الإسرائیلیّة قائلةً إنّ قطار التسویة أوْ الهدنة مع حماس قد خسرته إسرائیل، مع أنّه کان بالإمکان التوصّل لاتفاقٍ مع الحرکة لمنع هذا التطوّر، الذی من المُمکن جدًا أنْ یتدحرج إلى حربٍ شاملةٍ بین دولة الاحتلال والمُقاومة الفلسطینیّة فی قطاع غزّة، على حدّ تعبیرها.
وختم المُحلّل الإسرائیلیّ بالقول إنّ القیادة السیاسیّة فی تل أبیب، وتحدیدًا حکومة بنیامین نتنیاهو تُحاول أنْ تُقنع المُواطنین بأنّ الوضع الذی وصلنا إلیه هو القدر المحتوم، ولکنْ، أضاف المُحلّل، الحکومة الإسرائیلیّة تتحمّل المسؤولیة الکبرى عن التوتّر الذی حشر إسرائیل فی الزاویة فی قطاع غزّة، على حدّ قوله.