الرؤية الإسرائيلية للعلاقات الامريكية العربية

تناول معهد ابحاث الأمن القومي الصهيوني، مؤخراً، في تقرير له، رؤية تل أبيب الاستراتيجية للعلاقات بين أمريكا والدول العربية، مشيراً بشكل مفصل ودقيق إلى أن اسرائيل تستغل الفجوات بين هذين الجانبين وكذلك في تعزيز العلاقات فيما يخدم مصالحها الاستراتيجية.

تناول معهد ابحاث الأمن القومي الصهيوني، مؤخراً، في تقرير له، رؤية تل أبيب الاستراتيجية للعلاقات بين أمريكا والدول العربية، مشيراً بشكل مفصل ودقيق إلى أن اسرائيل تستغل الفجوات بين هذين الجانبين وكذلك في تعزيز العلاقات فيما يخدم مصالحها الاستراتيجية.

 

 

 

 

تناول معهد ابحاث الأمن القومي الصهيوني، مؤخراً، في تقرير له، رؤية تل أبيب الاستراتيجية للعلاقات بين أمريكا والدول العربية، مشيراً بشكل مفصل ودقيق إلى أن اسرائيل تستغل الفجوات بين هذين الجانبين وكذلك في تعزيز العلاقات فيما يخدم مصالحها الاستراتيجية.

 

وذكر التقرير أنه في ظل الاجواء التي تبحث فيها الدول العربية في الخليج الفارسي عن اهدافها المحددة في العلاقة مع أمريكا، تحاول اسرائيل بدورها تحقيق مصالحها الاستراتيجية عبر ذلك الامر.

وجاء في تقرير هذا المعهد، في العلاقات الامريكية بالدول العربية لاسيما مع السعودية طرأ للجانبين عوائق وعقبات في تلبية المطالب المطروحة في هذه العلاقة لاسيما بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الامريكية.

 

مناورة اسرائيلية على مواطن التباعد ونقاط التلاقي

 

وذكر هذا التقرير الذي نشر في مجلة معهد ابحاث الامن القومي الصهيوني تحت عنوان "الرؤية الاستراتيجية" ، ان امريكا تسعى في العلاقة مع الدول العربية في الخليج الفارسي الى تحقيق اهدافها ضد ايران والفلسطينيين، ففي ظل الاجواء التي يبدو فيها هناك فجوة بين امريكا والعرب تستحوذ اسرائيل على فرصة جيدة من أجل المناورة وتحقيق اهدافها التي ترمي إليها.

كما أوضح التقرير الذي أعده المحللان الصهيونيان " يوئيل جوجانسكي " و"الداد شبيط"، "أنه في بعض حالات العلاقة بين الدول العربية وامريكا، تصل العلاقة فيها الى مستوى مسؤولين كبيرين في هذه الدول، لكن تطبيق مطالب الجانبين ليست بالامر السهل، ففي هذا السياق نرى أن حلفاء امريكا العرب يظهرون عن هذا الاستياء، فعلى سبيل المثال، اكدت وزارة الخارجية الاماراتية في يونيو 2018 ان ابو ظبي ليست واثقة من أمريكا تجاه دعم الدول العربية في حرب اليمن".

 

ايران الهدف المشترك

 

ونوه التقرير الى ان ايران كإحدى اهم القضايا في العلاقة بين امريكا والدول العربية في الخليج الفارسي لاسيما مع السعودية، مؤكدا ان انسحاب امريكا مؤخرا من الاتفاق النووي لاقى ترحيباً من قبل السعودية وباقي دول الخليج الفارسي كما ان تلك الدول اعلنت استعدادها لتوفير النفط في حال قطع صادرات ايران النفطية، اذ ان هذا الامر يشير الى أن الجانبين لديهما استعداد لاستخدام قوتهم وعناصر الضغط لديهم في المكان الذي يعتقدون بأنه سيؤدي الى تقييد نفوذ ايران في المنطقة.

بكل تأكيد ان حالات الشرخ الدقيقة يمكن رصدها؛ ومن بينها ما طلبه ترامب مؤخراً من السعودية من أجل القيام بدور افضل في المحاولات ضد ايران لاسيما في القضايا الاقتصادية، وفي المقابل أبدت الرياض عدم ارتياحها لاستعداد واشنطن التفاوض مع ايران.

 

العرب "حصان طروادة" صفقة القرن

 

ولفت التقرير الى ان الهدف الآخر من الاهداف الاستراتيجية لواشنطن في استمرار العلاقات مع الدول العربية في الخليج الفارسي، هو المضي بمشروع ترامب بشأن فلسطين وذلك من أجل انهاء هذه القضية لصالح اسرائيل، وفي ملف سوريا عقدت الحكومة الامريكية الامال على التعاون مع الدول العربية، فهي لديها خطط فيما يخص تبديل القوات الامريكية بقوات التحالف العربي وكذلك تشكيل ناتو عربي ضد ايران، هذه الاهداف اعلنت السعودية عن موافقتها عليها واكدت ايضاً انها مستعدة لإرسال قوات عسكرية الى سوريا.

 

تجاهل الانتهاكات المنظمة لحقوق الانسان في السعودية والامارات

 

 وأشار التقرير الى عدم توجيه امريكا الانتقادات للانظمة العربية في ظل عدم وجود حرية التعبير والديمقراطية والانتهاك المنظم لحقوق الانسان في هذه الدول، لافتا الى ان امريكا تتجاهل هذه القضايا لاسيما في الامارات والسعودية بغية تحقيق اهدافها التي تتطلع اليها.

 

فشل امريكا في ملف قطر

 

 وتطرق التقرير الى الازمة بين قطر ودول الخليج الفارسي، منوهاً الى ان البنية السياسية الواحدة للدول العربية في الخليج الفارسي لايزال الاولوية الرئيسية لأمريكا في المنطقة وذلك من أجل تشكيل تحالف موحد ضد ايران، بالتأكيد ان ادارة ترامب حاولت مراراً تسوية هذا التوتر في العلاقة بين السعودية وقطر لكنها فشلت في كل مرة وأدت هذه القضية الى تقارب قطر من ايران وتركيا لاسيما في القضايا العسكرية والاقتصادية والديبلوماسية، وفي هذا الصدد تعتزم امريكا عقد اجتماع في خريف العام الجاري لتسوية الازمة بين قطر وباقي الدول العربية في الخليج الفارسي.

 

 اتفاقيات الاسلحة مع السعودية لتحسين الاقتصاد الامريكي

 

ولفت التقرير الى أن قضية اتفاقيات الاسلحة مع السعودية لم تتضح بعد الى اي مدى تم تنفيذها، منوهاً الى ان الرؤية الامريكية الى هذه القضية هي رؤية استغلالية ترمي الى تحسين الاوضاع الاقتصادية الامريكية.

 

 فشل السعودية في اليمن رغم انفاق 200 مليار دولار

 

وحول هذا الامر ذكر التقرير أنه بعد مضي 3 سنوات على الحرب وانفاق 200 مليار دولار لم تتمكن السعودية في هذه الحرب تحقيق نتائج عسكرية لافتة، اذ ان هذه القضية اثرت على مكانة محمد بن سلمان داخل وخارج السعودية، لذلك تحاول السعودية ان تدخل واشنطن في الحرب اليمنية، لكن امريكا بالنظر الى النتائج الاقتصادية المحدودة من حرب اليمن لم تتدخل بقوة في هذه الحرب حتى اللحظة.

 

واختتم هذا التقرير بالقول، على أي حال إن الدول العربية في الخليج الفارسي ستستمر بتعزيز العلاقات مع أمريكا كهدف استراتيجي، لاسيما وأنه لابديل عن امريكا في شبكة علاقاتهم في الشرق الاوسط ، وبكل تأكيد ان هزيمة امريكا المحتملة في فلسطين من شأنها التأثير سلباً ومباشرة على مصالح اسرائيل.




ارسال التعلیق