الناصرة – “رأی الیوم” – من زهیر أندراوس:
کشفت مُراسِلة الشؤون السیاسیّة فی هیئة البثّ العامّة الإسرائیلیّة (کان)، غیلی کوهین، کشفت النقاب، نقلاً عن مصادر سیاسیّةٍ وأمنیّةٍ رفیعة المُستوى فی تل أبیب، أنّ جهاز الموساد الإسرائیلیّ (الاستخبارات الخارجیّة) طالب حکومة بنیامین نتنیاهو بزیادةٍ کبیرةٍ على موازنته، خصوصًا بعد أنْ عمل فی الأشهر الأخیرة فی عدّة دولٍ من بینها إیران، مالیزیا، لبنان وفرنسا، ونُسِبت إلیه عملیات اغتیال وإحباط هجمات، حسبما أفادت المصادر لـ(کان) فی تقریرها الحصریّ.
وتوقعت المصادر أنْ تبدأ الاتصالات بین “الموساد”، التابِع مُباشرةً لرئیس الوزراء نتنیاهو، والذی تربط قائده، یوسی کوهین علاقاتٍ متینةٍ جدًا برئیس الوزراء الإسرائیلیّ، ووزارة المالیة فی تل أبیب خلال الأسابیع المقبلة بعد الأعیاد العبریّة. علاوةً على ذلک، أوضح التقریر التلفزیونیّ الإسرائیلیّ أنّها ستتضمّن خطّةً تشمل السنوات المقبلة یحصل فیها الجهاز على زیادة فی الموازنة، وزیادة أجور العاملین فی الموساد، وشدّدّت المصادر عینها فی السیاق ذاته على أنّ الأمر یتعلّق بزیادة تُقدّر بالملیارات یُطالِب فیها الموساد.
فی سیاقٍ مُتصّلٍ، نقلت صحیفة “هآرتس” عن مصادر مطلعة جدًا فی تل أبیب، إنّ السبب الرئیسیّ للزیادة هو میزانیة الموساد ولیس الشاباک، ولفتت المصادر ذاتها إلى أنّ رئیس الموساد الحالی یوسی کوهین یحظى بثقةٍ مطلقةٍ من نتنیاهو، الذی یسمح له بتطویر الجهاز وتوسیعه وتنمیته. وقالت المصادر إنّه بات من المعتاد رؤیة إنشاءات وأعمال بناء فی مقار الموساد، الواقع بالقرب من تل أبیب، لاستیعاب موظفین جدد.
ونقلت الصحیفة العبریّة عن مسؤولٍ رفیعٍ، طلب عدم الکشف عن اسمه لحساسیة الموضوع، نقلت عنه قوله إنّ تنفیذ العملیات الاستخباراتیة یتطلب الیوم موارد هائلة أکثر ممّا کان علیه الحال فی الماضی، فضلاً عن أنّ الحدیث عن استثمار لیس بالکبیر بالنسبة للدولة.
کما بینّت المصادر نفسها، کما أکّدت الصحیفة، أنّ أساس الزیادة فی المیزانیة الخاصة بالتنظیمات والأجهزة السریة کأجهزة الاستخبارات تتعلق باجتذاب الخبرات المتخصصة فی التکنولوجیا والحرب الإلکترونیة عبر فضاء الإنترنت (Cyber Security). وثمة تقاریر عن التنافس إلى درجة الصراع بین الموساد والشاباک على العاملین فی الشرکات المدنیة المتخصصة بالتکنولوجیا، فیعرضون علیهم رواتب کبیرة من أجل إغرائهم بالعمل مع الاستخبارات الإسرائیلیّة.
وقالت مصادر مطلعة إنّه لا مانع من وجود ازدواجیة کبیرة فی الجیش والشاباک والموساد على صعید التخصصات فی المجالات التکنولوجیة وموضوعات الإنترنت والحرب الإلکترونیة. وبحسب المصادر، تتعامل کلّ جهةٍ بشکلٍ مستقلٍ تحت غطاء من السریة بعیدًا عن الجهتین الأخریین، ولا توجد أی جهة من الجهات الثلاث تفکر أوْ تبحث أوْ تسعى لتوحید هذه الهیئات فی هیئة مشترکة.
وفی مواقع الشاباک والموساد یُمکن ببساطة مطالعة الإعلانات التی تطلب ضم خبراء ومتخصصین فی الإنترنت والحرب الإلکترونیة التی تشمل أعمال القرصنة والتجسس واقتحام الحسابات وجمع المعلومات وتنفیذ عملیات تخریبیة وتجنید عبر الإنترنت.
وساقت الصحیفة العبریّة قائلةً إنّ الموساد والشاباک یقومان بحملةٍ کبیرةٍ لتجنید عناصر مختصّة بالتکنولوجیا وبالسایبر، وفی هذین المجالین یخوضان “حربًا” مع الشرکات الخاصّة فی إسرائیل، التی تمنح موظّفیها رواتب خیالیّة، لافتةً، بحسب المصادر فی تل أبیب، إلى أنّ هناک “تشابکًا” فی هذا الموضوع بین الشاباک والموساد وشعبة الاستخبارات العسکریّة فی جیش الاحتلال (أمان)، لأنّ کلّ جهازٍ یعمل على حدّةٍ وبشکلٍ سریٍّ للغایة، ولا توجد مدیریّة خاصّة للتنسیق بینهم، على حدّ قولها.
وأکّدت الصحیفة أنّه على الرغم من سماح السلطات الإسرائیلیّة لوسائل الإعلام بالنشر عن میزانیة الشاباک والموساد، إلّا أنّها ما زالت تمنع نشر میزانیة تشغیل وتفعیل المفاعلین فی کلٍّ من (دیمونا) و(ناحال شوریک) فی جنوب الدولة العبریّة، ولکن ما سُمح بالکشف عنه هو میزانیة الرواتب السنویّة لمُوظفی المفاعلین والتی تصل سنویًا إلى 1.2 ملیار شیکل.
وخلُصت الصحیفة العبریّة إلى القول إنّ هناک مجالاً آخر تتنافس فیه استخبارات الشاباک والموساد مع الجیش الإسرائیلیّ وهو مجال الهواتف المحمولة، کما أکّدت المصادر عینها. جدیرٌ بالذکر أنّ الموساد والشاباک یتبعان مباشرةً لرئیس الوزراء الإسرائیلیّ، وهو الذی یسمح أوْ یمنع بتنفیذ عملیاتٍ خارج الدولة العبریّة أوْ داخلها، وبالتالی فإنّه یتحمّل مسؤولیة النجاح أوْ الإخفاق على حدٍّ سواء.