إسرائیل فی إنتظار الرد المحتوم لحزب الله؛ السؤال الاهم هو کیف ومتى؟
حسم حزب الله اللبنانی قرار الرد على حادثة سقوط طائرتین مسیرتین إسرائیلیتین فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت، حسبما أعلن أمینه العام حسن نصرالله السبت فی خطاب متلفز، ما جعل دولة الاحتلال تعیش حالةً من الهلع والتوتّر انتظارًا للضربة الانتقامیّة الوشیکة.
«أحمد روح الله زاد»* :
حسم حزب الله اللبنانی قرار الرد على حادثة سقوط طائرتین مسیرتین إسرائیلیتین فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت، حسبما أعلن أمینه العام حسن نصرالله السبت فی خطاب متلفز، ما جعل دولة الاحتلال تعیش حالةً من الهلع والتوتّر انتظارًا للضربة الانتقامیّة الوشیکة.
وشکلت هذه الخطوة خرقا کبیرا وواضحا لقرار 1701 الذی أرسى وقفا للأعمال القتالیة بین لبنان وإسرائیل وعزز من انتشار قوات الأمم المتحدة فی جنوب لبنان، لذا لایمکن للحکومة والجیش والمقاومة اللبنانیة التزام الصمت هذا هذا الاعتداء.
وردا علی الاعتداء الإسرائیلی، أکد الأمین العام لحزب الله حسن نصرالله أن رد حزبه على "الاعتداء" الإسرائیلی قبل أسبوع على معقله فی بیروت بطائرتین مسیرتین "أمر محسوم".
وقال فی خطاب متلفز خلال احتفال دینی فی الضاحیة الجنوبیة، إن "الموضوع بالنسبة لنا لیس رد اعتبار إنما یرتبط بتثبیت معادلات وتثبیت قواعد الاشتباک وتثبیت منطق الحمایة للبلد"، مؤکدا أنه "یجب أن یدفع الإسرائیلی ثمن اعتدائه".
وتطرح عدة أسئلة حول رد المقاومة اللبنانیة وبالتحدید حزب الله علی الاعتداءات الاسرائیلیة، اهمها السؤال عن کیف ومتى سیکون هذا الرد ؟ وللإجابة عن هذا السؤال لابد من الإشارة إلی نقاط مهمة تتعلق بطبیعة الرد وتوقیته.
- إن حزب الله اللبنانی، وبعد لحظات من الاعتداء الإسرائیلی، اعلن إسقاط طائرتین مسیرتین إسرائیلیتین فی الضواحی الجنوبیة من العاصمة اللبنانیة. وتشیر المعلومات الى أنه بعد اختراق هذه الطائرات وعدم قدرة غرفة العملیات الإسرائیلیة من السیطرة علیها، تم تفجیرها بواسطة حزب الله. فهذه اول دلالة علی قدرة حزب الله وجهوزیته للرد علی أی اعتداء اسرائیلی.
- کشفت مصادر مطلعة أن الطائرة التی أسقطت فی منطقة معوض فی الضاحیة الجنوبیة، هی طائرة استطلاع إسرائیلیة صغیرة، لدیها مهمات عسکریة لزرع عبوات ناسفة، ومجهزة لتنفیذ عملیات اغتیال. ان تمکن حزب الله من تفجیر هذه الطائرة الحدیثة یدل علی تطور القدرة العسکریة لحزب الله لأنها تمکنت من اسقاط هذه الطائرة المتطورة، کما یعکس نجاح الحزب علی افشال مخططات الصهاینة لاستهداف قادة حزب الله لأن الطائرة التی أسقطت فی منطقة معوض کانت مجهزة لتنفیذ عملیات اغتیال.
- فور انتهاء کلمة الامین العام لحزب الله السید حسن نصرالله التی تعهد فیها بالرد على الاعتداءات الصهیونیة دخل کیان الاحتلال فی حالة من حبس الانفاس بانتظار الرد وعزز جیش العدو قواته عند الحدود مع لبنان وفرض على جنوده الاختباء داخل تحصیناتهم حتى لا یتحولوا الى اهداف جاهزة امام المقاومة. فاسرائیل اصبحت متوجسة للرد المحتوم، حیث انها قامت باتخاذ قرارات منها إلغاء إجازات الجنود فی الجبهة الشمالیة لجیش الاحتلال الإسرائیلی.
- منذ انهى امین عام حزب الله السید حسن نصرالله، 'خطاب الرعب' والکیان الاسرائیلی، بجیشه ومستوطنیه فی حال استنفار وارباک، تهیبا لضربة ما قد یوجهها حزب الله، وسط اعتقاد ساد المجتمع الصهیونی بأن حزب الله بات مُلزما بالرد، لکن یبقى التوقیت، وکیفیة الرد. کما ان هناک اعتقاد سائد فی المجتمع الصهیونی بأن حزب الله سیفعل ما لم یفعله من قبل، الأمر الذی جعل الوضع فی الأراضی المحتلة محکوماً بمزید من حبس الأنفاس.
- إن اسرائیل وبعد القیام بسلسلة اعتداءات علی دول محور المقاومة، قد فتحت علی نفسها عدة جبهات. فبعد سقوط طائرتین مسیرتین على الضاحیة وقبلها ضربة اسرائیلیة على العراق تغیرت قواعد اللعبة. فاسرائیل دخلت لعبة خطرة وعلى الارجح ستکون عواقبها خطرة لأن الاحتلال الاسرائیلی سیخوض الحرب هذه المرة على عدة جبهات وهی سوریا ولبنان والعراق.
وفیما دعت مختلف الاوساط الصهیونیة الى اخذ تهدیدات السید نصرالله بمنتهى الجدیة بعد أن اثبت عبر التجربة انه عندما یعد بالرد فانه یفی بذلک؛ یبقی سؤالا نترک اجابته للقادة الصهاینة؛ فی حال یوجه حزب الله ضربة عنیفة وقاسیة ومذلة إسرائیل، هل یتبقی شئ من الکیان الصهیونی؟!
*خبیر فی الشؤون السیاسیة