الأمریکیون یحاولون استغلال الحرکات الشعبیة بما یخدم مصالحهم
قال الأمین العام لحزب الله ، السید حسن نصر الله، امس الجمعة، إن الولایات المتحدة تحاول استغلال الحرکات الشعبیة بما یخدم مصالحها.
واضاف السید نصر الله : "الامیرکیون یتدخلون بای تحرک یحصل فی العالم، هم یسارعون الى محاولة استغلال التحرکات الشعبیة بما یخدم مصالحهم ولیس بما یخدم مصالح المحتجین. الامیرکیون یرکبون موجة التظاهرات فی العالم ویعلنون دعمهم لهذه الاحتجاجات، ولکن فی الحقیقة تقدیم العون یکون بما یخدم مصالح امیرکا، وهذه قاعدة عامة ورأینا ذلک فی الربیع العربی وامیرکا اللاتینیة وشرق آسیا، وهذا سلوک امیرکی عام".
وتابع: "فی لبنان، بعد 17 تشرین عندما حصلت التظاهرات فی عدد من المیادین انطلاقا من القرار الخاطئ الذی اتخذته الحکومة فی ما یتعلق بالرسوم والضرائب، قدم فیلتمان مطالعات واستدعی لبنانیین وقدم شرحا یعبر عن آرائهم ، وسمعنا اعضاء فی الکونغرس وبومبیو وکلهم تدخلوا، وکل ذلک کان یقابل بالسکوت وصولا الى ما قالته مندوبة امیرکا فی الامم المتحدة وما قاله بومبیو. فی الحقیقة ارید ان اقف بشکل مباشر امام الکلامین الاخیرین، ما قالته المندوبة کرافت بان التظاهرات ستتواصل فی لبنان والیمن وفی ای مکان توجد فیه ایران، ولیس فی ای مکان یوجد فیه فساد، واعتبرت ان الاضرابات ستستمر اذا لم تؤدی ادوات الضغط الى ای نتیجة، الامیرکیون ینظرون للتظاهرات على انها ادوات للضعط على ایران".
واردف: "افترض الامیرکیون بان التظاهرات التی خرجت فی لبنان هی ضد ایران، مع العلم بانه لم یطرح فی التظاهرات فی لبنان شیء له علاقة بایران ، کانت الشعارات تتعلق بقضایا اقتصادیة ومطلبیة، هم افترضوا منذ الیوم الاول ان هذه التظاهرات هی ثورة الشعب فی لبنان ضد حزب الله. بعض وسائل الاعلام العربیة والخارجیة ساعدت الامیرکیین بتصویر ان التظاهرات هی ضد حزب الله".
وقال: "فی لبنان الامیرکی یرید توظیف التحرکات وکأن مشکلة اللبنانین هی حزب الله، وان المأزق فی لبنان هو حزب الله. بحسب بومبیو على اللبنانین ان یتخلصوا من هذه المشکلة التی اسمها حزب الله وان امیرکا حاضرة لمساعدة اللبنانیین للتخلص من هذا الخطر".
واشار نصرالله الى ان " هناک تصریحا مضحکا لبومبیو یتحدث عن مساعدة اللبنانیین لاخراج حزب الله من نظامهم وبلادهم . کیف یستطیع اخراج حزب الله من لبنان، هذا یدل على التفاهة والسخافة الامیرکیة فی مقاربة هذا الموضوع".
اضاف: "وإذا توقفنا عند التصریحات الاسرائیلیة ، رأینا تصریحات من نتانیاهو ومسؤولین آخرین بان هذه الفرصة تاریخیة لاضعاف حزب الله، او لنأخذ امتیازا من لبنان بشأن اتفاقیة حول النفط والغاز" .
وتابع: "تعلیقا على کلام بومبیو الذی قال ان المسؤولیة تقع على الشعب اللبنانی فی تشکیل الحکومة وان لدى امیرکا منظمة مصنفة ارهابیة: من این اتى بومبیو بان الشعب اللبنانی یعتبر ان حزب الله یشکل خطرا على لبنان؟ الانتخابات التی جرت بنزاهة قبل عامین هل عبرت عنما قاله بومبیو.؟ هذا دجل وخداع امیرکی. وتعلیقی على کلام بومبیو: حزب الله خطر على اسرائیل واطماعها ومشروعها وهیمنتها، وکلنا نعرف اطماعها فی الارض والمیاه واخیرا النفط والغاز. حزب الله خطر کبیر على اسرائیل، صحیح، على الحدود یبنی الاسرائیلی جدارا ولا یکترث لان المقاومة ترکت هذا الامر على عاتق الدولة".
وبینما توجّه للوزیر الأمیرکی بالقول إن "حزب الله هو خطر فعلاً ولکن على إسرائیل فی مواجهة أطماعها وتهدیداتها"، أشار السید نصرالله إلى أن "الاستغلال الأمیرکی لتظاهرات لبنان واضح بالتزامن مع اعتبار الإسرائیلیین ما یجری فرصة لهم".
ولفت إلى أن "الأمیرکیین والإسرائیلیین یحاولون استغلال التظاهرات لأنهم عجزوا على مدى عقود من حل خطر المقاومة علیهم"، مؤکداً أن الأمیرکیین یمارسون أسلوب الابتزاز ولیس مساعدة الشعب اللبنانی.
وأضاف أن "حزب الله هو خطر على مشاریع الهیمنة الأمیرکیة فی المنطقة وهو حاضر فی العدید من المیادین"، مشدداً على أن "الحزب لیس خطراً أبداً على مصالح الشعب اللبنانی بل هو مدافع عن هذه المصالح وحامٍ لهذا الشعب".
ولفت نصرالله الى ان "حضور حزب الله فی العدید من المیادین نفتخر به رغم انه موضع خلاف فی لبنان، حزب الله لیس خطرا على الشعب اللبنانی بل خطر على مشاریع امیرکا فی المنطقة".
الأمین العام لحزب الله دعا اللبنانیین إلى "الوعی وعدم الخضوع للتحریض الأمیرکی الهادف إلى نشر الفتنة والفوضى"، لافتاً إلى أن "المطلوب أمیرکیاً هو التخلی عن قوتنا والخضوع للوصایة والتخلی عن قرارنا السیادی".
وحول التصریحات المزعومة لمسؤولٍ فی "الحرس الثوری" الإیرانی عن لبنان، قال السید نصرالله إن "هناک أطرافاً تصر على اختراع تصریحات إیرانیة من أجل استفزاز أصدقاء حزب الله فی البلد"، مشیراً إلى أن "إیران لا تقبل السکوت أو الاعتماد على حلفائها بوجه من یعتدی علیها".
وأمل الأمین العام لحزب الله السید حسن نصرالله أن تجری الاستشارات النیابیة الملزمة یوم الاثنین وأن یحصل التکلیف لمن تختاره أغلب الأصوات مؤکدا أن عملیة التألیف لن تکون سهلة. وقال: بعد التکلیف نتکلم بالحکومة وبشکلها.
وأکّد أن المسؤولیة الوطنیة تقتضی أن یتحمل الجمیع المسؤولیة وأن یشارک الجمیع فی الحکومة وأن یتم تقدیم التنازلات والتعاون لأجل البلد.
وشدد على أن مشارکة التیار الوطنی الحر بالحکومة هو نصر ولا یجوز أن تتشکل حکومة مع استبعاد کاشفا إن "خیار ترؤس سعد الحریری للحکومة لا یزال مطروحا انما علیه ان یحلحل الامور قلیلا وخیار تسمیة الحریری لرئیس حکومة ما زال مطروحا أیضا
".
وقال: لا مانع لدینا من حکومة برئاسة سعد الحریری لکن هذا الخیار لم یتحقق لأن الحریری طرح مجموعة من الشروط وجدها فریقنا السیاسی غیر مناسبة وبعضها الغائی.
وأشار الى "الأسماء الثلاثة التی تم التوافق علیها لم نکن نحن المبادرین لعرضها انما قلنا أن لا مشکلة لدینا بها"، داعیا حکومة تصریف الاعمال لتحمل مسؤولیتها فی الملفین الاقتصادی والمالی
.
وأوضح، فی تصریح تناول فیه آخر التطورات فی لبنان، أنه بعد استقالة الحکومة کان لدینا خیارات منها الذهاب نحو تشکیل حکومة من لون واحد. وقال: فی فریقنا السیاسی کان هناک رأیان رأی مؤیّد لهذه الخطوة ورأی مخالف، مشددا على أن حزب الله وحرکة أمل موقفهما کان مخالفا لحکومة اللون الواحد.
ولفت الى أن لبنان یمر فی أخطر أزمة اقتصادیة مالیة فی تاریخه مشیرا الى أن أی حکومة ترید معالجة هذه الأزمة تحتاج الى استقرار داخلی واذا تشکلت حکومة من لون واحد لا یمکنها معالجة هکذا أزمة خطیرة
.
ورأى أنه "لو بقیت الحکومة وبقی الضغط فی الشارع لما وصلنا الى ما وصلنا الیه الآن الا أن البلد ذهب الى مکان آخر لا صلة له بما نزل من أجله الناس الى الشارع" معتبرا أن "استقالة الحکومة وتعطیل المجلس النیابی أدیا الى ضیاع الوقت والى تعطیل المؤسسات التی من المفترض أن تقوم بالاصلاحات".
وأشار السید نصرالله الى الکلام عن أن جهات تستغل الوضع لرفع الأسعار والأرباح، متوجها لهم بالقول: الوضع یحتاج الى تکافل الجمیع واذا انهار الوضع سینهار على رؤوس الجمیع ولن یسلم أحد.
وأکّد أن کل ما له علاقة بالناس من خبز أو وقود أو غیره لا یجوز أن یتم الضغط من خلاله على الناس.
ورأى الأمین العام لحزب الله أن لقطع الطرقات مساوئ کبیرة کاشفا "اننا مارسنا ضبطا کبیرا لشارعنا وعملنا على اعادة بعض حالات الانفعال الى دائرة السیطرة. وقال "إننا متفقین على ضرورة حفظ الهدوء وعدم الانجرار الى أی توتر."
ولفت الى أن جدیة الجیش والقوى الأمنیة فی حل مسألة قطع الطرقات واضحة مؤکدا أن لا غطاء على من یقوم بهذا الأمر مطالبا بعدم التساهل فی الخلل الأمنی الحاصل من سرقات وغیرها.