وشهد عام 2019 مئات الانتهاکات والشهادات الحیة بحق الأطفال الفلسطینیین التی وثقتها المؤسسات الحکومیة والحقوقیة والمختصة فی شؤون الأسرى، واصفین هذا العام بـ "العام الأقسى على أطفال فلسطین"، فی الوقت الذی احتفل العالم فی الذکرى الـ30 للیوم العالمی للطفل فی نوفمبر الماضی.
"تعذیب نفسی وجسدی"
"وکالة فلسطین الیوم الإخباریة" هاتفت رئیس وحدة الدراسات والتوثیق فی هیئة شؤون الأسرى والمحررین بغزة، عبد الناصر فروانة، وقال، إن نحو 220 طفلًا فلسطینیًا یقبعون خلف قضبان الاحتلال موزعین على معتل مجدو وعوفر، مؤکدًا أنهم یعیشون ظروف اعتقال صعبة وقاسیة من قبل الاحتلال.
وأضاف فروانة، أن سلطات الاحتلال اعتقلت حوالی (850 طفلا) منذ مطلع عام 2019، مبینًا أن الأطفال الفلسطینیین فی سجون الاحتلال یتعرضون لانتهاکات مستمرة باستخدام التعذیب النفسی والجسدی الصحی.
"اعتقالات ممنهجة"
وأشار إلى أن ما تسمى إدارة السجون تحرم الأطفال المعتقلین من أبسط حقوقهم (الحق فی التعلیم-الحق فی التعلیم_ الحق فی التواصل مع الاهل) وغیرها من الحقوق.
وتابع فی حدیثه: "نحن نتحدث عن اعتقالات لیست استثنائیة، بل اعتقالات ممنهجة ومستمرة وأرقام متصاعدة، وهذا یأتی فی إطار سیاسة متعمدة من قبل الاحتلال باستهداف الطفولة الفلسطینیة بشکل عام".
"تحرّک دولی وفضج الجرائم"
وشدّد فروانة، على أنه یجب التحرک على کافة المستویات الدولیة والإقلیمیة والمحلیة، وأن تتحمل المؤسسات الدولیة والحقوقیة مسؤولیتها تجاه الأسرى فی سجون الاحتلال خاصة الأطفال والقاصرین.
ودعا إلى توثیق جرائم الاحتلال وفضحه على الجانب الإعلامی والسیاسی والحقوقی، مشیرًا إلى أن الاحتلال یوسّع انتهاکات الیومیة باتباع سیاسة الاعتقال لا سیما بحق الأطفال فی القدس المحتلة.
"الحرمان والقتل البطیء"
من جانبه، أفاد الناطق باسم مؤسسة "مهجة القدس" طارق شلوف، إن إدارة السجون تحرم ذوی الأطفال الأسرى من إدخال الأغطیة والملابس الشتویة ووسائل التدفئة، مؤکدًا أن الاحتلال یهدف بذلک لقتل الأسرى بشکل بطیء أمام مرأى ومسمع العالم.
وأوضح شلوف لـ"وکالة فلسطین الیوم الإخباریة"، أن هناک محاولات قتل ممنهجة من قبل الاحتلال بحق الأطفال الأسرى، باتباع سیاسة الإهمال الطبی، وتأجیل العملیات واجراء الفحوصات الطبیة اللازمة.
"أمراض واهمال طبی"
وأردف: " سیاسات الاحتلال تؤدی لاستشراء الأمراض فی أجساد الأسرى خاصة الأطفال، حیث استشهد العدید من الأسرى بینهم میسرة أبو حمیدیة، خالد بارود، وبسام السایح، وسامی أبو دیاک".
ولفت شلوف، أن هناک أطفال داخل معتقلات الاحتلال یعانون من التهاب فی المفاصل، ناهیک عن حالات ذوی الاحتیاجات الخاصة، ولا تتوفر لهم أطراف صناعیة ضمن سیاسة الإهمال الطبی المتعمد.
"العنف أثناء التحقیق والاعتقال"
وتطرّق شلوف، إلى أسالیب العنف التی یستخدمها الاحتلال خلال الاعتقال والتحقیق مع الأطفال فی أقبیة السجون، وخیر شاهد ما حدث مع الأسیر الطفل أحمد مناصرة أثناء التحقیق والضغط علیه لانتزاع المعلومات منه رغم حالته الصحیة الخطیرة.
"اعداد الشهداء الأطفال"
وفی سیاق متصل، وثقت الحرکة العالمیة للدفاع عن الطفل استشهاد (2112) طفل منذ بدایة انتفاضة الأقصى التی انطلقت عام 2000 حتى مارس/ آذار الماضی، بعد تعرضهم للاستهداف المباشر من قبل الاحتلال. وفق أخر إحصائیة لها.
کما وثّقت (700) قضیة للأطفال الفلسطینیین فی محاکم الاحتلال "الإسرائیلی"، مؤکدة أن جمیع الأطفال لا تقدم لهم محاکم عادلة وفق ما ینص علیه القانون الدولی والإنسانی.
"شهداء غزة"
ووفق ما تابعته "وکالة فلسطین الیوم الإخباریة" مع وزارة الصحة الفلسطینیة، فقد بلغ عدد الشهداء الأطفال (27) طفلاً منذ بدایة عام 2019، بینهم (23) طفلاً فی قطاع غزة، خاصة من المشارکین فی مسیرات العودة وکسر الحصار شرق القطاع.
ومنذ بدایة مسیرة العودة قتلت قوات الاحتلال (46) طفلاً وأصابت (3691) آخرین، خلال مسیرات العودة فی قطاع غزة، فیما قتلت فی العدوان الأخیر على قطاع غزة 8 أطفال من بینهم 5 من عائلة "السوارکة" بعد قصف منزلهم فی دیر البلح وسط القطاع.
وتحتوی اتفاقیة حقوق الطفل التی أقرّتها الجمعیة العامة للأمم المتحدة فی 20 تشرین الثانی/ نوفمبر 1989م، على "54" مادة تکفل کل ما للأطفال من حقوق وهی (حقوق البقاء والصحة، حقوق النماء والتعلیم، وحقوق المشارکة، حقوق الحمایة، الحقوق العامة).
ویتحمل الاحتلال "الإسرائیلی" مسؤولیة انتهاک حقوق الطفل الفلسطینی کونه لا یقیم وزناً ولا قیمة لکل الاتفاقیات والمواثیق الدولیة لحقوق الإنسان، ومنها اتفاقیة حقوق الطفل التی لم تلتزم فیها بتعهداتها تجاه حقوق الإنسان وحریاته الأساسیة.