اعتراف إسرائیلی: نحن لا نفهم إلا لغة القوة!

موقع الصحوة الاسلامیة :عدنان أبو عامر

 

العنوان أعلاه لیس شعارا بمظاهرة، ولا وسماً على شبکات التواصل، رغم أنه حقیقة واقعة، لکنه اعتراف خطی ممهور بتوقیع أحد أکبر الخبراء الإسرائیلیین فی الشأن الفلسطینی، آفی یسسخاروف، الذی تساءل عن السلوک الإسرائیلی المریب إزاء الفلسطینیین فی قطاع غزة والضفة الغربیة، وأکثر تحدیدا باتجاه حماس والسلطة الفلسطینیة.

 

یتساءل الإسرائیلیون عن مدى وجاهة أن السیاسة الحالیة وکأنها تکافئ من یطلق علیها الصواریخ، ویخطط ضدها لتنفیذ الهجمات المسلحة، فی حین أن من یسعى لتحقیق التسویة معها تعاقبه، وتضغط علیه، مما یعنی أنه کلما أطلقت حماس المزید من الصواریخ، حصلت على مقابل أکثر، وهذا هو عین السیاسة التی تقوم بها حکومة الیمین بزعامة نتنیاهو- بینیت، وکأنه  لیس هناک من أی تفسیر لذلک سوى خشیة إسرائیل من رد حماس القادم.

 

بهدوء تدریجی، ورغم أنف إسرائیل، تقفز الحکومة الحالیة الخامسة لنتنیاهو بخطوة تاریخیة، لا أقل من ذلک، لإیجاد واقع أمنی یسفر عن تثبیت الوضع القائم فی قطاع غزة تحت سیطرة حماس، فی حین أن الأمر الواقع ما بین النهر والبحر تحت سلطة الاحتلال الإسرائیلی، بما تشمله من مناطق الضفة الغربیة.

یتخوف الإسرائیلیون أن اتفاق التسویة مع حماس فی غزة مقابل فرض العقوبات على السلطة فی الضفة کفیل بتدفیعهم أثمانا باهظة، لأن ما یحصل من منح غزة استقرارا أمنیا، یتحقق رغم أن من یدیرها هو ذات التنظیم الذی یدعو للقضاء على إسرائیل.

 

بکلمات أکثر فهماً، هکذا یقول الإسرائیلیون، فإن إسرائیل تعاقب من یدعو للسلام معها، وتفعل الکثیر لإعطاء مکافآت لمن یطلق علیها الصواریخ، ویدعو للجهاد ضدها، من خلال التسهیلات الإنسانیة، وفی الوقت ذاته تقرر إسرائیل فرض تقلیصات مالیة جدیدة على السلطة الفلسطینیة، ببساطة لأن إسرائیل تخشى من رد فعل حماس، وهو دلیل جدید على أن الیهود لا یفهمون سوى لغة القوة.

أن ما تقوم به إسرائیل تجاه حماس من أحادیث غیر موثوقة عن التسویة والتسهیلات درس سیفهمه کل شاب فلسطینی فی غزة مفاده أن الطریق الذی تخطه حماس عبر إطلاق الصواریخ والمظاهرات الشعبیة والعملیات تؤتی أکلها أکثر من طریق السلطة الفلسطینیة التی ما زالت تحافظ على التنسیق الأمنی مع إسرائیل، وتساعدها بمنع وقوع المزید من الهجمات المسلحة.

وهکذا یتخلى نتنیاهو عن شعاره القدیم زمن یاسر عرفات حین کان یعلن "إن یعطوا یأخذوا"، وبات شعاره الجدید أمام حماس "إن أطلقوا الصواریخ، وفجروا، وقتلوا المزید من الإسرائیلیین، سیحصلون على المقابل، وأمام السلطة فإن شعاره "إذا تعاونوا معنا أمنیا، وساعدونا فی إنقاذ حیاة الإسرائیلیین، فسوف نعاقبهم"!

 

المصدر: فلسطین الآن




ارسال التعلیق