لا یمکن تجاهل دور الدول القمعیة والاستعماریة فی التوتر والعنف بالعالم
أکد المتحدث باسم وزارة خارجیة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، أنه لا یمکن تجاهل دور الدول القمعیة والاستعماریة فی التوتر وطغیان العنف القاتل بدءا من الهجمات الانتحاریة الى الابادة الجماعیة وانعدام العدالة بین المجتمعات.
وفی حدیثه مساء الجمعة فی مدینة اصفهان (وسط ایران) خلال حفل التوقیع على کتاب "المهزلة السیاسیة: نهایة دیمقراطیة کاذبة" وأمام جمع من شبان جمعیة "رسل السلام" الدولیة وعدد من ممثلی سفراء الدول الاوروبیة والآسیویة، قال عباس موسوی: أن کل شعب یحاول ان یستذکر مناسباته الوطنیة، ویؤلف عنها الکتب، ویسرد فنانوه الشعر بشأنها، ویصنفون القطع الموسیقیة و...؛ وکل هذه الفعالیات هی من اجل تخلید هذه المؤشرات التاریخیة القیمة للشعب.
وأضاف موسوی: ان إحدى المیزات التاریخیة للحضارة الایرانیة، تتمثل فی السلام؛ فالایرانیون عرفوا على مر التاریخ بأنهم أفراد مسالمین؛ کما أن مطالعة الأخبار السلبیة التی ترد إلینا من شتى أنحاء العالم، تؤید بأن الظواهر المشؤومة من قبیل الإرهاب والعنف والتطف والحرب والعنصریة و... کلها من نتاج إنسان ما بعد الحداثة.
وبیّن: ان إنسان هذا العصر یسعى لإثبات هویته من خلال إلغاء هویة الآخر، ویرى وجوده فی إلغاء الآخرین؛ لماذا ما زال یحصل هذا حتى فی الألفیة الثالثة؟
وتساءل: هل أن على مجتمعاتنا وبمجرد التباین فی الدین واللغة والقومیة والوطنیة والعقیدة بین أفرادها، أن تعانی الى الأبد من التوتر وطغیان العنف القاتل بدءا من الهجمات الانتحاریة وصولا الى الإبادة الجماعیة والمجازر وانعدام العدالة؟
وتابع: من المؤکد لا یمکن تجاهل دور الدول القمعیة والاستعماریة فی هذه الاحداث، فکل هذه الاختلافات والأزمات فی العالم، ناجمة عن عجز البشر عن التوصل الى التفاهم والإدراک المشترک، أکثر من کونها ناجمة عن التباین فی الآراء.
ورأى انه من اجل حصول الفهم المشترک لابد من التوصل الى لغة مشترکة؛ تلک اللغة المشترکة التی یصل فیها الجمیع الى شعور مشترک ومتشابه، وبعبارة أخرى، فإن استخدام القوة یکون فی وقت عندما یصل الحوار الى طریق مسدود، وإنما یتحقق الحوار فی وقت تتوفر فیه الأسس المشترکة.
وأکمل: ان السلام والامن العالمی الیوم هما من جملة أهم الاحتیاجات الاولیة لحقوق الانسان؛ ومع تعرض السلام والامن العالمی للخطر، فإن کل حقوق الانسان وحریة البشر ستتعرض للخطر کذلک، لأن الحرب والأزمات لا تؤثر ف قط على السلام والامن على الصعید العالمی، بل انها تؤثر کذلک على الحقوق المدنیة والسیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة وحتى الحقوق التنمویة والبیئیة.
وأردف المتحدث باسم الخارجیة الایرانیة، أنه خلال العقود الأخیرة بذلت جهود من اجل صیانة السلام والامن العالمی.. والمجتمع العالمی ومن خلال تکریس الحق فی حیاة السلمیة کجزء من حقوق الانسان، یسعى لتحویل صیانة السلام والامن العالمی الى التزام شامل بحقوق الانسان.
یذکر ان کتاب "نهایة دیمقراطیة کاذبة" صدر باللغتین الانجلیزیة والاسبانیة حول سیاسات الولایات المتحدة العنصریة ودیمقراطیتها الکاذبة.
وحضر الحفل ایضا المتحدث باسم الخارجیة الایرانیة عباس موسوی وکبیر اساقفة الارمن فی اصفهان سیبان کاشتشیان، وتم تقدیم الکتاب لروح الشهید القائد قاسم سلیمانی والافراد من امیرکا الوسطى والجنوبیة الذین راحوا ضحیة السیاسات الامیرکیة التعسفیة والعنصریة المعادیة للهجرة.