هل من حروب ستشتعل قبل نهایة العام.. أین ولماذا؟!

دلائل کثیرة تشیر الى أن المنطقة مقبلة على مواجهات وحروب، على أکثر من جبهة، تحالفات اقیمت، واستفزازات تزداد، واستعدادات تتواصل فی أکثر من ساحة، انه صیف ساخن ینذر بحرب تخوضها أطراف عدیدة، وکل یرى أن الظروف مواتیة والفرص سانحة لمعارک وردود، تداعیاتها ترسم معادلات جدیدة فی المنطقة، وتشطب أخرى قائمة.

عنوان التطورات المرتقبة، هل تبحث اسرائیل عن اشتباکات ومعارک تتحمل مسؤولیاتها؟! وهل ستسمح طهران بمواصلة تل أبیب وواشنطن استفزازاتهما؟! 

حرکة طیران حربی غیر معتادة فی اسرائیل، وتدریبات واسعة لم تتوقف، وتقاریر استخباریة تحذر، واخرى تدفع لتفجیر الموقف، والمقلق، أن الولایات المتحدة واسرائیل صعدتا من استفزازاتهما، وتل أبیب تأمل بجر أمریکا للمشارکة فی حرب ضد ساحات عدة، فی مقدمتها ایران، یرید لها نتنیاهو أن تندلع قبل مغادرة دونالد ترامب البیت الأبیض، ونتنیاهو أیضا نجح فی تشکیل منظومة تعمل تحت أمرته، وتشارکه حروبه ضد طهران، وساحة لبنان، وربما قطاع غزة، منظومة تضم الامارات والسعودیة، وغیرهما من دول عربیة، انزلقت الى هذه المنظومة، مشارکة فعلیة ومساهمة استخباریة، واشغالا لقوى المقاومة.

الطیران الاسرائیلی وبطاریات صواریخ فی دول اقلیمیة، وسماؤها مفتوح وأراضیها قواعد لآلة الحرب الاسرائیلیة، انها الاستعدادات للحرب، فهل تقدم اسرائیل على شن حرب؟!

مراقبون یرون أن هناک عوامل تحفز على اندلاع هذه الحرب من وجهة نظر اسرائیلیة، وعوامل أخرى تبقی تل أبیب حذرة، خشیة الهزیمة والخسائر الفادحة. وتفید تقاریر اسرائیلیة بأن الجبهة الداخلیة لم تصل بعد الى درجة الجهوزیة، القادرة على تحمل الموجات الصاروخیة الدقیقة التی ستمطر جهات اسرائیل الأربع، فی ظل أزمة اقتصادیة وصحیة، تخیم على البلاد، وهی غیر مطمئنة لردود الشارع العربی، التی قد تخرج عن السیطرة.

ما هی دلائل التصعید؟!

أمریکا بتعاون وتمویل من دول الخلیج، دفعت بمجموعات ارهابیة فی مناطق قریبة حدودیة، لتنفیذ عملیات تخریب وارباک فی الساحة الایرانیة، وارتکبت بالتعاون مع اسرائیل احداثا ارهابیة تفجیریة فی بعض المواقع الایرانیة، واسرائیل لم تتوقف عن شن الاعتداءات على أهداف فی الاراضی السوریة استهدافا للمستشارین الایرانیین، وفی لبنان تدخل امریکی سافر فی الساحة اللبنانیة وحملات مستمیتة لمصادرة سیادتها والتحکم فی قرار بیروت، والدفع تحریضا ضد المقاومة وسلاحها.

أمریکا واسرائیل وأنظمة الردة فی الساحة العربیة ترید حروبا خاطفة ضد ایران والمقاومة وتصعیدا لاعمال الارهاب فی سوریا، وتدجین الأنظمة الرافضة لهذه السیاسة، أو المتحفظة علیها، وصولا الى فرض الترتیبات الجدیدة لمنطقة، وتمریر التسویات المشبوهة للقضیة الفلسطینیة، وصولا الى تصفیتها.

لکن، التحذیرات فی اسرائیل لم تتوقف وبعضها تقول صراحة بأن اسرائیل اذا ما اندلعت الحرب فانها ستکون فی مرمى الصواریخ من الشمال والجنوب، وحتى ستنطلق من ایران، ویرى بعض المحذرین من اندلاع الحرب نهایة اسرائیل، وبالتالی، طلبوا بالابتعاد عن اشعال المنطقة.

التوتر یخیم على الساحات التی یفترض أن تکون میادین قتال، فبالنسبة لایران التی تحکمها قیادة صبورة حکیمة هی على أتم استعداد لمواجهة أی عدوان محتمل، ویبدو أن استفزازات واشنطن وتل أبیب لطهران قد یدفع القیادة الایرانیة الى شن حرب استباقیة، فتشتعل عدة جبهات تندرج فی اطار محور المقاومة، وتدرک هذه القیادة أن ما ترتکبه الولایات المتحدة واسرائیل من جرائم واعتداءات هدفه جر ایران الى مواجهة عسکریة واسعة، لکن، هذه القیادة تدرک المخطط الامریکی الاسرائیلی الرجعی وبالتالی أتمت جهوزیتها، فکل الاحتمالات واردة وکل الاسلحة تنتظر اشارة البدء.

ویرى مراقبون محایدون أن اشتعال المواجهات لن یقتصر على جبهة واحدة، وستکون حربا شاملة، وهذا ما یجعل اسرائیل مترددة وتتجه الى تحیید الجبهة الجنوبیة حیث المقاومة الفلسطینیة، واشغال حزب الله بمعارک داخلیة وفتن دمویة، قد تشعلها امریکا ودول الخلیج وأدواتها فی الساحة اللبنانیة.

والسؤال الذی یطرح نفسه، هو، هل تسمح الأزمة الاقتصادیة والازمة الصحیة باشعال حروب مدمرة، وهل تتغلب الاغراض الشخصیة وتعزیز المواقع السیاسیة والمنافسة الحزبیة على تقدیرات نتائج الحرب وتداعیاتها وحجم الخسائر.

ومن ناحیة ایران، فهی تمتلک ترسانة عسکریة حدیثة ومتطورة واسحلة نوعیة فی میادین الحرب المختلفة، ولدیها القدرة على ضرب اسرائیل بصواریخ دقیقة وان احتاج الامر وفی ضوء التدخلات الرجعیة قد تطال نیران الحرب ساحتی الامارات والسعودیة التی قد تنطلق منها الاعتداءات على ایران.

وبالنسبة لحزب الله، فهو فی جهوزیة کاملة، وتخشى اسرائیل صواریخ الحزب الدقیقة، التی تصل الى کل نقطة فی اسرائیل، وتطال مواقعها الحساسة، والحزب أیضا یأخذ فی حساباته الوضع الداخلی فی الساحة اللبنانیة، ویمسک بحکمة وحذر مفاتیح الهدوء والاستقرار فی مواجهة العبث الامریکی والخیانة الواضحة من جانب دول خلیجیة وادواتها فی لبنان، التی تدفع بالدولة اللبنانیة الى الانهیار.

یفید المراقبون أن حزب الله قد یفتح نار صواریخه الدقیقة على تل أبیب ومنشآت اسرائیل الحیویة والحساسة، ردعا لها، واجهاض مخططاتها ضد محور المقاومة وما تخشاه القیادة الاسرائیلیة هو تدخل عسکری من جانب الحزب، وهو الذی ضاعف قوته العسکریة منذ حرب تموز 2006 مرات عدیدة.




محتوى ذات صلة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

الحدیث عن مشهد الصورایخ التی تدک تل ابیب وتحول لیلها نهارا مهم، لاسیما وان هذا المشهد غیّر فی معادلة الصراع وغیّر قواعد الاشتباک بین المقاومة الفلسطینیة والمحتل الاسرائیلی

|

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

السید خامنئی: الفلسطینیون أینما کانوا هم جسد واحد

السید خامنئی: الفلسطینیون أینما کانوا هم جسد واحد

المرشد الإیرانی یؤکد على أهمیة تضامن القطاعات الفلسطینیة وتلاحمها بوجه الاعتداءات الإسرائیلیة، ورئیس مجلس الشورى یدین الجرائم الإسرائیلیة، وعشرات الإیرانیین فی العاصمة طهران یتظاهرون تضامناً مع فلسطین ونصرةً للقدس وغزة.

|

ارسال التعلیق