الاتفاقیة الایرانیة الصینیة تبطل الحظر الأمیرکی
الخبر:
فی الوقت الذی تمضی فیه الاتفاقیة الایرانیة الصینیة مراحلها الأولیة؛ فإن الهجمات الکثیفة ضدها تدلل على أن الممتعضین من هذا الموضوع لیسوا قلیلین.
التحلیل:
لقد تم الاعلان عن الاتفاقیة الصینیة الایرانیة فی الوقت الذی کان یعتقد فیه الکثیرون أن السبیل الوحید الذی بقی أمام ایران جراء الحظر الشدید الذی تفرضه الولایات المتحدة ضدها هو اما التفاوض أو الانهیار، غیر أن آفاق الاتفاقیة وعزم البلدین على تفعیل ما جاء فیها یبین أن ما یروج له خلاف الواقع وأن الطرق فی العالم لا تنتهی کلها الى الولایات المتحدة وقرارات البیت الأبیض.
وخلافا لنظرة الکثیرین فان العالم الیوم عالم التعاون المتبادل، وفی هذا العالم فان کل دولة تستطیع استثمار تعاملها مع الاخرین وفق قدراتها وامکانیاتها ومصادرها، وفی الوقت الذی تحافظ فیه على استقلالها وتحصین سیادتها فانها تمضی قدما فی مسیرها الخاص بها. وفی هذا الاطار یبدو أن السبب الرئیسی فی امتعاض بعض الدول من الاتفاقیة الایرانیة الصینیة یعود الى اختیار ایران لمثل هکذا طریق فی عالم ما یسمى بالاحادیة لیکون الطریق الذی سلکته ایران نموذجا جدیدا تنتهجه سائر الدول وخاصة تلک الدول التی تعتقد أن غضب الولایات المتحدة یعنی نهایة العالم.
یعتقد ترامب أن فرض الحظر على ایران، وتطبیق قانون قیصر على سوریة، وتضییق الخناق الاقتصادی على لبنان بذریعة وجود حزب الله، وفرض الحصار الکامل على الیمن، وممارسة الضغوط القصوى على فلسطین؛ تجعل هذه الدول تستسلم امامه، وبذلک ینهار ویتلاشى محور المقاومة، بینما لا الانسحاب الأمیرکی من الاتفاق النووی ولا تطبیق قانون قیصر ولا ممارسة الضغوط على سائر أعضاء محور المقاومة حقق النتائج التی کان یتوخاها ترامب، بل الملفت فی کل ذلک أن السیاسة التی تنتهجها ایران فی اتفاقیتها مع الصین تزف البشرى فی الآفاق لسائر دول العالم بأنها فی الوقت الذی تتمسک فیه بمواقفها ومبادئها فانها تستطیع أن تسلک سبیلا جدیدا ینأى عن الضغوط والقرارات الغربیة.
المتوقع من الآن فصاعدا أن تتوسع دائرة الاحتجاج والاعتراض الامیرکی والغربی ضد الاتفاقیة آنفة الذکر، وربما ستصل الى أبعاد أخرى ولا تقتصر على المجال الاعلامی والحرب الناعمة، ومن الطبیعی فانه کلما تزاید الاعتراض من هذا النوع فانه یدلل على أن الحظر یواجه طرقا مسدودة جدیدة.
یمکن القول أنه لیس هناک منفذا لخرق الحظر المفروض على ایران وسائر محور المقاومة لم تغلقه الولایات المتحدة الأمیرکیة، الا أن الاتفاقیة الجدیدة بین ایران والصین برهنت على أنه یمکن سحق الحظر الامیرکی.