الامام الخامنئی: نستنکر سلوک الادارة الامیرکیة العنصری وندعم حرکة الشعب
اکد قائد الثورة الاسلامیة الإمام السید علی الخامنئی فی ندائه الى حجاج بیت الله الحرام هذا العام، موقف ایران الثابت تجاه الاحداث الراهنة فی امیرکا، بادانة السلوک العنصری الشنیع للحکومة الامیرکیة ودعمها للمواطنین المحتجین.
واشار قائد الثورة الاسلامیة ایة الله السید علی الخامنئی فی ندائه الى حجاج بیت الله الحرام ، الى ان موسم الحج کان من بواعث عزة وعظمة وازدهار العالم الاسلامی ، منوها الى الحزن الذی یستولی على قلوب المؤمنین بسبب الظروف الخاصة التی تسود مناسک حج العام الجاری.
ولفت قائد الثورة الاسلامیة الى ان هذا الحرمان قصیر الامد وسینتهی بحول الله وقوته مضیفا ان الدرس الذی یجب ان نستخلصه هو معرفة قدر هذه النعمة العظیمة ودیمومیتها .
واکد قائد الثورة الاسلامیة ان علینا ان نشعر بعظمة وقوة الامة الاسلامیة التی تتمثل فی الحشود المؤمنة المجتمعة فی الحرمین الشریفین وقبور ائمة البقیع من مختلف الطوائف ونتأمل فیها اکثر من ای وقت مضى ، واصفا الحج بانه فریضة لا مثیل لها ، والزهرة المتألقة بین الفرائض الاسلامیة ، مضیفا القول : وکان المطلوب من هذه الفریضة الدینیة هو مراجعة جمیع الجوانب الدینیة الفردیة والاجتماعیة والارضیة والسماویة والتاریخیة والعالمیة .
واستعرض الجوانب المعنویة للحج ودورها فی رد کید اعداء الاسلام والمسلمین مشددا على ان الحج هو بمثابة مناورات الاقتدار فی مواجهة المستکبرین الذین یعیثون فسادا فی المجتمعات الاسلامیة ، وبمعنى اخر الحج هو بمثابة حرب ناعمة .
وفی جانب اخر من ندائه جدد قائد الثورة الاسلامیة تاکیده على ضرورة التحلی بالوحدة بین المسلمین لدرء التهدیدات والتصدی للاعداء مضیفا القول : یجب ان تهوی هذه الوحدة کالسوط على الشیطان المجسم ، امریکا المعتدیة الغدارة وکلبها المسعور الکیان الصهیونی .
واشار الى ان اللیبرالیة والمارکسیة التی کانت تمثل الانجاز الاعظم للحضارة الغربیة خلال المائة وخمسین عاما الماضیة فقدت بریقها فی الوقت الراهن وبانت عیوبها حیث انهار النظام المبنی على احدها والثانی یعانی من ازمات لا تعد ولا تحصى جعلته على شفیر هاویة الانهیار .
وقال قائد الثورة الاسلامیة: ان نظرة عابرة على شوارع امیرکا ، وتعامل مسؤولی هذا البلد مع شعبهم ، والهوة الطبقاتیة الشاسعة فیها ، وحقارة وبلاهة اصحاب القرار فی هذا البلد ، العنصریة المستشریة ، القساوة الممارسة من قبل الشرطة وقتلهم شخص بریء بدم بارد فی الشارع بمرأى ومسمع الناس ، جمیع هذه الامور تکشف عن عمق الازمة الاخلاقیة التی تعانی منها الحضارة الغربیة وفشلها سیاسیا واقتصادیا .
واعتبر ولی أمر المسلمین سلوک امریکا مع الشعوب المستضعفة بأنه صورة اوسع شمولیة عن سلوک ذلک الشرطی الذی وضع قدمه على عنق شخص ملون واعزل وضغط علیه حتى زهقت روحه .
وقال سماحة القائد: ان الحج الإبراهیمی هو ظاهرة مجیدة للإسلام ضد الجاهلیة الحدیثة، إنها دعوة للإسلام وعرض رمزی لحیاة المجتمع الإسلامی، مجتمع یکون فیه تعایش المؤمنین، فی حرکة مستمرة حول محور التوحید، وهی اعلى مؤشر، إن تجنب الصراع والنزاع، وتجنب التمییز والامتیازات الأرستقراطیة وتجنب الفساد والتلوث هی شروط ضروریة، رمی الشیطان والبراءة من المشرکین والتعایش مع الضعفاء ومساعدة الفقراء واحیاء شعائر المؤمنین من الواجبات الرئیسیة، وتحقیق الأهداف العامة إلى جانب ذکر الله وشکره وعبودیته هی الأهداف المتوسطة والنهائیة.
واضاف سماحته : هذه لمحة عن المجتمع الإسلامی فی مرآة الحج الإبراهیمی ، ومقارنته بواقع ما یسمى بالمجتمعات الغربیة یملأ قلب کل مسلم مجتهد بحماس لیکافح لتحقیق مثل هذا المجتمع.
واردف قائد الثورة الاسلامیة نحن شعب إیران، بتوجیه وقیادة الإمام الخمینی العظیم ، انطلقنا فی مثل هذا الطریق ونجحنا. نحن لا ندعی أننا استطعنا أن ندرک تمامًا ما نعرفه ونحبه، لکننا ندعی أننا خطونا خطوات کبیرة وتغلبنا على العدید من العقبات. بفضل الثقة فی الوعود القرآنیة، بقیت خطواتنا ثابتة، اکبر شیطان قاطع طرق وغادر فی الوقت الحاضر، هوالنظام الأمیرکی لم یتمکن من تخویفنا أو هزیمتنا بمکره وخداعه، أو إیقاف تقدمنا المادی والروحی.
نحن نعتبر جمیع الشعوب المسلمة إخوة لنا ، ونعامل غیر المسلمین الذین لم یدخلوا جبهة المعارضة بلطف وعدالة. نحن نعتبر حزن ومعاناة المجتمعات المسلمة معاناتنا ونحاول علاجها، نحن نجعل اهتمامنا الدائم هو مساعدة فلسطین المضطهدة، والتعاطف مع الیمن الجریح، ونولی اهتمامنا الدائم بالمسلمین المظلومین فی کل مکان.
ونصح قائد الثورة الاسلامیة ، حکام الدول الاسلامیة بالاعتماد على اشقائهم المسلمین بدلا من الارتماء فی احضان الاعداء، ومن أجل تحقیق مکاسب شخصیة لبضعة أیام ، فإنهم یتحملون إذلال العدو وغطرستهم ویتنازلون عن کرامة واستقلال شعوبهم.
وقال قائد الثورة الاسلامیة: ان هؤلاء الحکام الذین یقبلون بقاء الکیان الصهیونی الغاصب والظالم ویمدون له ید الصداقة سرا وعلنا، ننصحهم ونحذرهم من العواقب المریرة لهذا السلوک.
واضاف سماحته: نحن نعتبر وجود امیرکا فی منطقة غرب آسیا یضر بشعوب هذه المنطقة، والتسبب فی انعدام الأمن ودمار وتخلف دول المنطقة، وفی القضایا الراهنة الحالیة فی امیرکا، والحرکة المناهضة للتمییز العنصری، فان موقفنا الثابت هو دعم الشعب وإدانة فظائع الحکومة العنصریة فی هذا البلد.