مصدر یمنی یکشف عن ترتیبات إماراتیة سعودیة لإزاحة هادی

کشف مصدر سیاسی رفیع عن استراتیجیة إماراتیة جدیدة وصفها بـالخطیرة؛ لإعادة ترتیب الاوضاع فی الیمن، وتقلیص صلاحیات الرئیس المستقیل الهارب الى السعودیة عبدربه منصور هادی.

نشطت أبوظبی فی الآونة الأخیرة، دعما للجهود السعودیة بشأن تنفیذ اتفاق الریاض، وأبلغت حلیفها، میلیشیات المجلس الانتقالی الجنوبی، بالموافقة على الآلیة الخاصة بذلک.

وأضاف المصدر السیاسی أن ولی عهد أبوظبی، محمد بن زاید، أرسل مبعوثا خاصا للسعودیة، قبیل أیام من الإعلان عن آلیة لتسریع اتفاق الریاض. مشیرا إلى أنه قبل وصول المبعوث الإماراتی سعید المهیری، المکنى بـ"أبا خلیفة"، کان المجلس الانتقالی رافضا المقترح السعودی الأخیر.

وبحسب المصدر، فإن الاستراتیجیة الإماراتیة الجدیدة عنوانها "طی صفحة منصور هادی"، ونقل الصراع إلى أروقة الرئاسة والحکومة المقبلة التی سیشارک فیها المجلس الانتقالی بـ"4 حقائب وزاریة".

وتابع: "الترتیبات الإماراتیة تهدف إلى تغییر المعادلة فی المشهد، وإفراغ سلطة المستقیل هادی تماما، وتوزیعها على قوى مختلفة".

وأکد أن التوجه الإماراتی یتناغم معه المملکة، وتشاطرها الرؤیة، فی أن السلطة الیمنیة بصیغتها الحالیة تشکل عبئا ثقیلا لها علی حد وصفه.

ونقل المصدر عن مسؤول فی وفد میلیشیات المجلس الانتقالی المتواجد فی العاصمة السعودیة، أن الترتیبات التی تخطط لها أبوظبی تبدأ بممارسة الضغط لمنح الحکومة المقبلة صلاحیات واسعة، بعد ضمان تمثیل الانتقالی فیها وقوى سیاسیة أخرى اشترت ولاءها.

واستطرد قائلا: هناک اتساق إماراتی وسعودی، على ضرورة أن تحظى الحکومة المزمع تشکیلها برئاسة معین عبدالملک -الذی تحوم حوله الشکوک بسبب ضعفه وتماهیه مع سیاسات الریاض وأبوظبی- بموجب الآلیة الأخیرة، بصلاحیات واسعة وغیر محدودة.

وأفصح أن الترتیبات التی تدار فی الغرف المغلقة تستهدف بشکل رئیس" الرئیس المستقیل منصور هادی واستلام صلاحیاته من الحکومة المقبلة"، بعد إعدادها لهذه المهمة التی تمهد لإزاحة الرجل من المشهد.

وأوضح المصدر أن وفد میلیشیات الانتقالی وافق على المضی قدما فی تنفیذ اتفاق الریاض، بعد تلقیه تطمینات وضمانات غیر معلنة أن هذه الخطوة ستتلوها خطوات تعید ترتیب السلطة، وتتجاوز ترکیزها فی ید الرئیس الذی أصبح عائقا حتى أمام تحالف العدوان السعودی الاماراتی.

وذکر أن وفد میلیشیات المجلس الانتقالی، الذی غادر رئیسه، عیدروس الزبیدی،یوم السبت، الأراضی السعودیة نحو أبوظبی، عمم على الهیئات القیادیة فی المجلس بتکثیف التواصل مع أنصارهم، وتطمینهم.

ویقول إنه تم إبلاغ هیئات المجلس الجنوبی أن أی تنازلات مهما کانت فی ظاهرها مؤلمة فإنها ستکون مقابل طی صفحة الرئیس المستقیل منصور هادی إلى الأبد، وإعادة توزیع المناصب بین المکونات المشارکة فی الحکومة المقبلة، بما فی ذلک الانتقالی الذی سیکون له نصیب الأسد. موضحا أنه سیتم تدعیم "الانتقالی" بتحالفات مع أحزاب یساریة وفصیل حزب المؤتمر الشعبی العام التابع لعائلة الرئیس الراحل، علی صالح، بدأ دخانها فی التسرب على السطح.

ومنتصف تموز/ یولیو الفائت، کشفت "عربی21"، نقلا عن مصدر فی جماعة منصور هادی، عن اجتماع أداره السفیر السعودی لدى الیمن بالعاصمة الریاض، "تنازل فیه الحزب الاشتراکی بحصته (حقیبة وزاریة واحدة) فی الحکومة المقبلة للمجلس الانتقالی(المدعوم اماراتیا).

وبین المصدر السیاسی الیمنی أن الحکومة المزمع الإعلان عنها فی الأسابیع المقبلة، ستکون آخر حکومة یشکلها الرئیس المستقیل منصورهادی -کما تم إبلاغ الانتقالی- إذ سیسدل الستار على عهده نهائیا، وضمان تحرکاتهم بأریحیة، مؤکدا أن هذه الترتیبات تتم بإیعاز من قوى دولیة.

وأفاد المصدر الیمنی بأن الإمارات أبلغت حلفاءها فی میلیشیات المجلس الانتقالی بالعمل من داخل السلطة ، وقضم قطعة کبیرة منها، مؤکدا أن هذه الجزئیة هی بدایة اللعبة التی تدیرها أبوظبی ضد هادی والقوى المساندة له.

وتشیر التوجیهات الإماراتیة للانتقالی، وفقا للمصدر، بأن بقاءهم خارج إطار الحکومة یبقیهم متمردین فی نظر الداخل والخارج، وبما یضفی على تحرکاتهم وممارستهم شرعیة، فی تحقیق الانفصال التدریجی لجنوب البلاد عن شماله.

وتستند الرؤیة الإماراتیة إلى مقولة یرددها أبو بکر العطاس، أول رئیس وزراء للیمن بعد تحقیق الوحدة بین الشمال والجنوب عام 1990، ویشغل حالیا مستشارا للرئیس المستقیل منصور هادی، وتنص على أنه "لا انفصال إلا من داخل الشرعیة" على حد تعبیره ، وبناء على ذلک، یلفت المصدر إلى أن ولی عهد أبوظبی یسعى لتکرار تجربة الانقلاب من داخل السلطة، کما حدث فی مصر ولیبیا، وتدعیم حضور حلفائها فی الجنوب والشمال.

وأردف قائلا: وهو السیناریو الذی یرتب له فی الیمن، بعد تمثیل میلیشیات المجلس الانتقالی وقوى أخرى، فی الحکومة المدعومة من قبل تحالف العدوان، بحیث یتم سحب البساط تدریجیا من الرئیس المستقیل منصور هادی، واستبدال صیغة توافقیه به، بحیث لا تظل السلطة مرکزة بیده.

و یضیف المصدر: "خدمة لأجندتها، جند الإماراتیون فریقا سیاسیا وإعلامیا من الداخل والخلیج الفارسی، بینهم سعودیون، لترذیل الرئاسة، وتعطیل سیر اتفاق الریاض فی مدینة عدن، وإعاقة أی تقدم لا یخدم التوجه القادم، وبحجج جاهزة ومعلبة".

ویؤکد المصدر السیاسی الیمنی أن "ابن زاید انتدب شخصیات متغلغلة داخل السلطة ، لضمان تدفق المعلومات بانتظام لشیطنة وتشویه الرئیس المستقیل منصور هادی وقیادات أخرى موالیة لها".

والأسبوع المنصرم، أعلنت الریاض عن آلیة لتسریع العمل على تنفیذ اتفاق الریاض، أعقبها قرارات صادرة عن الرئیس المستقیل منصور هادی، قضت بتکلیف رئیس الوزراء الحالی لیتولى تشکیل حکومة کفاءات سیاسیة خلال 30 یوما.

کما أصدر هادی قرارا بتعیین أحمد حامد لملس محافظا جدیدا لمحافظة عدن، خلفا لأحمد سالم ربیع، کما تم تعیین العمید محمد أحمد الحامدی مدیرا عاما لشرطة محافظة عدن ویرقى إلى رتبة لواء.

ولملس هو عضو هیئة رئاسة امیلیشیات لمجلس الانتقالی الجنوبی، ویشغل الأمین العام للمجلس المدعوم إماراتیا.

فی مقابل ذلک، أعلن المجلس الانتقالی تخلیه عن ما یسمى "الإدارة الذاتیة"؛ استجابة للمبادرة السعودیة.




محتوى ذات صلة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

ارسال التعلیق