اللیلة التی رقص فیها الأعلام السعودی حول حرائق بیروت

آخر ما کنا نتوقعه، أن تحاول جهات داخل لبنان والإقلیم والعالم، توظیف الکارثة الکبرى التی ضربت  مرفأ بیروت وأسفرت عن سقوط 100 قتیل و4000 جریح وتدمیر المرفأ والمنطقة المحیطة به بشکل شبه کامل وأجزاء کبیرة من بیروت، بطریقة حقیرة ومقزّزة تثیر الغثیان.

کنا نتوقع أن تلوذ تلک الأبواق المشؤومة بالصمت ولو مؤقتا احتراماً لأرواح هذا العدد الکبیر من الشهداء والجرحى، ورهبةً من هول الکارثة التی حلّت ببیروت، فمشهد انفجار مرفأ بیروت، یعقد اللسان ویُدخل الانسان السوی فی حال الصّدمة، فلا یعد یفکر حینها إلا بالضحایا من القتلى والجرحى.

 

من أکثر تلک الأبوق صلافةً وصفاقةً وخبثاً وانتهازیةً وحقداً طائفیاً تجاوز الغریزة، کانت الأبواق السعودیة اللبنانیة والعربیة المسعدنة، ففی طوال ساعات من البثّ المباشر، لأبواق الفتنة السعودیة والمسعدنة، کانت المهمة الرئیسیة لهذه الأبواق هو صبّ الزیت على حرائق بیروت والرقص حولها، دون اکتراث للمصیبة والمصابین، وکأنها کانت تتعمد على إشعال المزید من الحرائق، رغم أن حرائق بیروت لم تُخمد بعد.

 

مراسلو "العربیة" و"الحدث" السعودیتین ومراسلو القنوات اللبنانیة والعربیة المسعدنة (المموّلة بالمال السعودی)، کانوا یتنقلون فی شوارع بیروت ویحملون بدلاً من المیکروفونات، مشاعل وقنانی من البنزین لإشعال النیران فی قلوب اللبنانیین وشوارعهم، وکأنهم یستصغرون النیران التی کانت تلتهم مرفأ بیروت والمناطق المحیطة به، ویحاولون وبشکل مستمیت نشر النیران فی المناطق الأخرى من العاصمة.

 

مراسلو القنوات السعودیة والمسعدنة، تعاملوا بطریقة تدعو إلى الإستغراب مع حریق بیروت المروّع، حیث قاموا بمحاولة فی غایة الخبث لتوظیف الحادث المأساوی، فی صراع مُشغلتهم الطائفی والعبثی مع محور المقاومة خدمةً للسیدین نتنیاهو وترامب، حیث ظهروا وکأنهم فی سوق نخاسة حداثی، حیث باعوا فیه وبثمن بخس شرف الکلمة والضمیر والموضوعیة والأخلاق والقیم الإنسانیة والشعور الوطنی، عندما حاولوا وبطریقة سوقیة ووقحة وغبیة، بتوجیه المواطنین المروّعین بسبب الحادث، لاتهام المقاومة، وبث الأحقاد الطائفیة فی نفوسهم والعمل على الإبقاء على النیران فی المرفأ والنفوس مشتعلة.

 

رغم خسة ودناءة الإعلام السعودی والمسعدن، الذی تحولت استدیوهات فضائیاته إلى جحر للأفاعی، وکأنها کانت على موعد مسبق لتخرج منها فی وقت واحد، واللافت أن الأفاعی عادةً ما تخرج من جحورها عند إشتداد الحرّ!!، ویبدو أن حرارة حرائق مرفأ بیروت کان إیذاناً لها بالخروج، فإذا بالوجوه المکفهرة الصفراء والمشوّهة بالخیانة والعمالة والطائفیة والارتزاق ذاتها، تنهش عبر تلک الفضائیات المسمومة، باللحم اللبنانی المحترق دون رحمة، ولسان حالها یخاطب مشغلیها من سعودیین اسرئیلیین قائلا، هل کفینا ووفّینا؟.

 

ولکن الحمد لله على نعمة العقل، وهی نعمة أفاض الله على اللبنانیین منها الکثیر، فکانوا منذ کانوا شعباً ذکیاً واعیاً، لم ینخدع لا بالسعودیة ولا بمالها ولا بإعلامها ولا بأبواقها ولا بأذیالها فی لبنان، وکان هذا الذکاء والوعی هو سبب غضب السعودیین علیهم، الذین کشروا عن أنیابهم وتجاوزوا کل الأعراف والقوانین الدولیة فی التعامل مع اللبنانیین، فأخذوا رئیس وزرائهم رهینةً وأهانوه وأجبروه على تقدیم استقالته وهو فی الریاض، لأنه لم یفجر الداخل اللبنانی ویحرق لبنان ومن فیه، من أجل سواد عیون مجموعة من المرضى الطائفیین فی السعودیة ومن أجل سواد عیون نتنیاهو، والیوم یحتفل السعودیون والمسعدنون فی داخل لبنان، بإقامة حفلات الرقص حول حرائق بیروت، إلا أن نظرة سریعة إلى مواقع التواصل الاجتماعی، تکشف عن وعی کبیر للشعب اللبنانی إزاء ما یحیط به، فقد ردّ اللبنانیون على السعودیة وإعلامها، بطریقة أذهلت الجمیع، فقد طالب اللبنانیون بمختلف طوائفهم، من الآلة الاعلامیة السعودیة والمسعدنة السکوت، لأنها ومشغلیها، یقفان وراء کل مآسی الشعب اللبنانی، فعندما تلتقی السعودیة مع الکیان الاسرائیلی فی لبنان، فهذا یعنی أن السعودیة اتفقت مع هذا الکیان على خراب لبنان، فالصهیونیة العالمیة لا هدف لها فی لبنان إلا خرابه، وکان من بین هؤلاء المواطن اللبنانی الذکی والشجاع الذی خاطب آل سعود من خلال قناتهم الفتنویة "الحدث"! بالقول "کفوا عنا.. الموت لآل سعود".




محتوى ذات صلة

السید نصر الله: مستقبل المنطقة یصنعه محور المقاومة

السید نصر الله: مستقبل المنطقة یصنعه محور المقاومة

أکد الأمین العام لحزب الله السید حسن نصرالله أن هبة القدس فی الأسابیع الماضیة أظهرت حضور شباب القدس البواسل فی المیدان ومواجهتهم آلة البطش الصهیونیة مشیراً إلى أن تفاعل الضفة ودخول قطاع غزة عسکریا بشکل مدروس لنصرة القدس تطور مهم جداً.

|

ارسال التعلیق