العراق ولبنان.. نفس السیناریو ونفس الأدوات

بات واضحا ان امریکا والکیان الاسرائیلی ومرتزقتهما من انظمة خلیجیة رجعیة، واحزاب وتنظیمات تعیش على الدولار النفطی السعودی والخلیجی فی لبنان والعراق، انتقلوا الى تفجیر الاوضاع من الداخل فی العراق ولبنان ، عبر الحصار والتجویع واثارة الفتن الطائفیة والمذهبیة والقومیة والمناطقیة، والحرب النفسیة، للتخلص من سلاح المقاومة المتمثلة بحزب الله فی لبنان والحشد الشعبی فی العراق، بعد ان عجزوا عن تحقیق هذا الهدف عبر سیناریو الحروب واستخدم القوة العسکریة.

امریکا والکیان الاسرائیلی والسعودیة وبعض الانظمة الخلیجیة الدائرة فی الفلک الامریکی الاسرائیلی، هم اعداء الشعبین العراقی واللبنانی، اما الاحزاب والتنظیمات والجماعات والشخصیات المتصهینة والمرتزقة، فهی الطابور الخامس لاعداء العراق ولبنان، الذین ینفذون اجندات الاعداء بأدق تفاصیلها، فیما تتولى الفضائیات والجیوش الالکترونیة، مهمة تفجیر الاوضاع فی الداخل العراقی واللبنانی، بهدف دفع البلدین الى اوتون الفتنة لحرف فوهة بندقیة المقاومة عن الکیان الاسرائیلی والمصالح الامریکیة غیر الشرعیة فی البلدین.

من اهم الادوات التی استخدمتها امریکا والکیان الاسرائیلی والسعودیة والرجعیة العربیة فی تفجیر الاوضاع فی داخل العراق ولبنان، کان الاعلام المُشغل بالمال الخلیجی، فکلنا یتذکر کیف قام هذا الاعلام بتغطیة التظاهرات المطلبیة التی شهدها العراق، فعمد على حرفها عن مسارها السلمی، عبر اتهام الحشد الشعبی، بالجرائم التی کانت ترتکبها عصابات جوکریة تابعة للسفارة الامریکیة والممولة سعودیا وخلیجیا، والعصابات البعثیة الصدامیة، بهدف حرفها عن مسارها السلمی صوب الشغب والتخریب والفتنة والاقتتال الداخلی.

فبرکات وسائل الاعلام الامریکیة والسعودیة الخلیجیة، وکذلک الممارسات الاجرامیة للعصابات الجوکریة والبعثیة الصدامیة، ادت الى استشهاد عدد کبیر من مقاتلی الحشد الشعبی، بعد الهجوم على مقارهم واحراقها بذریعة اطلاقهم النار على المتظاهرین، بینما لم تتمکن ولاحتى وسیلة اعلامیة ولا حتى الهواتف النقالة للمتظاهرین تسجیل حتى صورة واحدة تؤکد هذه الفریة ضد الحشد، الذی قدم عشرات الالاف من الشهداء للدفاع عن الشعب العراقی بمختلف انتماءاته الدینیة والمذهبیة والقومیة.

اللافت ان نفس هذا السیناریو الخبیث یتکرر الیوم فی لبنان، ففی الوقت الذی تناقلت مختلف وسائل الاعلام اللبنانیة والعالمیة استشهاد عنصر امن لبنانی اثر رمیه من قبل عصابات الشغب من فوهة مصعد، وکذلک اصابة نحو 100 من عناصر الامن بجروح مختلفة، نرى الفضائیات الخلیجیة، ومنها قناة "الجزیرة" القطریة تتجاهل کل هؤلاء، وتقوم بنشر صور وفیدیو ادعت انها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعی لمسلحین بلباس مدنی یطلقون النار مباشرة على محتجین لبنانیین.

اللافت ایضا انه بمجرد النظر الى "الصور"!! و "الفیدیو" لـ"المسلحین"!!، لا ترى الا صورة رجل واحد فقط یضع على راسه قبعة بیسبول داکنة ویوجه سلاحه الى جهة ما!!، وتم تصویره من زاویا مختلفة لتظهر وکانها لعدد من الاشخاص، تُرى من هو هذا الرجل؟، وکیف ثبت انه یوجه سلاحه صوب المتظاهرین؟، ولماذا یجب اعتباره یعمل لصالح الحکومة او جهة موالیة للحکومة؟، واین الذین قتلهم وهو یوجه سلاحه نحو المتظاهرین ویطلق النار؟، لماذا لا تکون الصورة مفبرکة؟، لماذا لا یکون الرجل لجهة تابعة للعصابات التخریبیة التی تتزعمها شخصیات اجرامیة متمرسة فی القتل والجریمة من الذین یدفعون لبنان نحو الهاویة من اجل "اسرائیل" والسعودیة؟.

من الواضح ان الشعب اللبنانی، کما هو الشعب العراقی، بات على المام کامل بالمخطط الامریکی الاسرائیلی، الذی یستهدف امنه واستقراره وسلمه المجتمعی، فلا الفضائیات الخلیجیة الطائفیة المتخلفة، یمکن ان تدفعه الى المکان الذی لا یجب ان یکون فیه، ولا حتى ممارسات العصابات الاجرامیة التی تتقاسم مهمة تخریب لبنان مع الفضائیات الخلیجیة الطائفیة، تدفعه الى الرد بالمثل، وسیُفشل بوعیه هذه المؤامرة کما افشل المؤامرات السابقة، وخرج منها مرفوع الراس، بعد ان یدوس على مرتزقة امریکا و"اسرائیل" والرجعیة العربیة وعلى مخططاتهم الخبیثة.




محتوى ذات صلة

السید نصر الله: مستقبل المنطقة یصنعه محور المقاومة

السید نصر الله: مستقبل المنطقة یصنعه محور المقاومة

أکد الأمین العام لحزب الله السید حسن نصرالله أن هبة القدس فی الأسابیع الماضیة أظهرت حضور شباب القدس البواسل فی المیدان ومواجهتهم آلة البطش الصهیونیة مشیراً إلى أن تفاعل الضفة ودخول قطاع غزة عسکریا بشکل مدروس لنصرة القدس تطور مهم جداً.

|

ارسال التعلیق