لماذا أكره أمريكا؟!

عدنان فرج الساعدي ـ خبير سياسي عراقي 
في البدء لابد أن أشير إلى أن كرهي لامريكا إنما هو كره للادارة الامريكية وليس للشعب الامريكي وهذا الكره لم يكن اعتباطيا فامريكا هي حلم عيش بعيد المنال لملايين من البشر ممن يراوده اللجؤء اليها والاستقرار فيها . إنما هذا الكره متأت من حصيلة ما أقترفته الادارات الامريكية الحاكمة في البيت الابيض منذ نشؤءهذه الدولة بحق السكان الاصليين وهم الهنود الحمر .
الجريمة الامريكية المنظمة بحق الشعوب ناتج عن رفضها المستمر للقبول بسلطة المحكمة الجنائية الدولية على قواتها العسكرية .في حين ارتكب الجيش الامريكي جرائم حرب يندى لها جبين الانسانية طيلة تاريخ هذا الجيش ومع إن هذه الجرائم المشار اليها تندرج تحت قوانين المحكمة الجنائية الدولية واتفاقيات جنيف وقوانين الحرب الموجودة في القانون الدولي.لكن تبقى الادارة الامريكية تنظر لجيشها وجرائمه خارج نطاق الانسانية واحترام النفس البشرية .
 القوات الأمريكية اغتصبت النساء بعد معركة أوكيناوا باليابان سنة 1945. حيث قام الجنود الامريكان باغتصاب 1336 إمرأة يابانية في العشرة أيام الأولى لاحتلال ولاية كاناجاوا بعد استسلام اليابانيين فيها. وهو ما تم التبليغ عليه ناهيك عن الحالات التي لم يبلغ عنها .
القصف الامريكي في الحرب العالمية الثانية على المدن والمدنيين لفرض الانتصار في الحرب خلف 2.5 مليون قتيل مدني قُتلوا تحت القصف الجوي الأمريكي والبريطاني. ونقصد هنا المدن الالمانية والايطالية واليابانية فقصف  برلين أدى الى
800 ألف قتيل فيما كان نصيب مدينة دريسدن 25 ألف قتيل مروراً بقصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي باليابان. بقنبلتين نوويتين لإرغام دول المحور على الاستسلام
تاريخ الجيش الامريكي المليئ بالفضائع  كانت له وقائع سوداء في الفلبين حين قتل ما يقرب من 1 مليون و500 ألف مدني. ولا يسعنا ان تطرق الى جرائم الامريكي في كوريا وفيتنام وباكستان ويوغسلافيا وافغانستان والصومال واليمن ودول امريكا اللاتينية وغيرها.
أمريكا الشريرة تعمل على تأمين مصالحها في البلد المعين سواء كانت مصالح اقتصادية كنفط او غاز أو معادن ومواد خام أو حماية ممرات وطرق التجارة العالمية أو مواجهة دولة مشاكسة أخرى أو محاربة مجموعات مناهضة لأمريكا. وفي منطقة الشرق الاوسط يدخل عامل الحفاظ على أمن اسرائيل  .
ولهذا هي تريد الاحتفاظ بقواعد برية وبحرية وجوية في كل الأماكن المهمة في العالم بشكل يسمح لها بالتدخل السريع لمواجهة أي طوارئ تعجز عنها القوات المحلية في البلد المعين ( المتعاونة معها أو السائرة في ركابها )
 جرائم الحرب على يد القوات الأمريكية في العراق كانت كارثية وخصوصاً بحق المدنيين العزل حيث نالهم ما نالهم من مخططاتها الاجرامية السافرة . ولا تندرج هذه الجرائم ضمن جرائم الحرب فقط بل هي كانت إنتهاك لجميع القوانين الإنسانية الدولية .
وحتى هذه اللحظة لايزال الامريكي يرتكب الجرائم والحماقات والتدخلات السافرة بحق العراق وشعبه ولم تعمل هذه الادارة على مساعدة العراقيين في حماية بلدهم في بناه التحتية في الكهرباء والصناعة والزراعة والاسكان والطرق السريعة وغيرها. بل عملت على إذكاء الفتنة وصب الزيت عليها ليحترق أبناء العراق بها وبقيت حجر عثرة أمام أية محاولة من الحكومات لتحقيق هذه الاهداف عبر الضغوط والتهديدات المستمرة.

 

ما إن سقط النظام في عام 2003 وبدأ إنفتاح العراق على بلدان العالم كان هناك دخول واسع للشركات الامريكية والبريطانية الى العراق  وبمختلف التخصصات والخدمات، منها مجالات الصناعات النفطية وحقوق الانسان  والشركات الامنية وشركات المقاولات مع تقديم بعض الخدمات الصحية والانسانية.
وكان الكثير يبالغ في توقعاته من المحتل الامريكي الذي سيساهم بإنجاز البنى التحتية المهدمة والمتضررة من جراء الحروب التي خاضها النظام الصدامي البغيض والتي ساهمت امريكا نفسها في تدميرها اولا من خلال دعم النظام في حربه على الجمهورية الاسلامية الايرانية أو من خلال حرب الكويت ثم حرب الخليج الاخيرة ( الحواسم ) كما سماها القائد الضرورة .
بيد إن المراقبون يعرفون جيداً عملية الخداع التي تتبعها الإدارات الامريكية في تعاملها مع البلدان الاخرى وهي دولة تتعامل بلا قيم أو تعهدات أو قوانين .بل ترى ان مجمل سلوكياتها شبيهة بـ          ( شقي المحلة ) الذي يريد ان يفرض ما يراه مناسبا له دون الاكتراث بما يحدث لغيره .لذلك هي لاتهتم بمأسي الشعوب والأمها وتضررها من هذه السياسات العنجهية  .
ومنذ دخول الجيش الامريكي غازيا للعراق والادارة الامريكية منهمكة في نهب خيرات هذا البلد الغني بثرواته وموقعه الستراتيجي .وبشتى الطرق . وفيما طال إنتظار الحكومات العراقية المتعاقبة من 2003 الى 2014  للمشاريع الامريكية في دعم الاقتصاد العراقي وبناء المحطات الكهربائية والمساعدة في تشغيل المصانع والمعامل المعطلة والشروع بخطط زراعية كفؤءة ومشاريع الطرق والجسور وغيرها ,الا ان شيئا من ذلك لم يحدث فقد اعتمد الامريكي على ادخال الشركات الامنية المشبوهة (في نهاية المقالة هناك جدول ببعض الشركات الامنية الامريكية ) التي أربكت المشهد وهو مرتبك بوجود القوات العسكرية الامريكية. وقد عاثت هذه الشركات ما عاثت في زرع الخوف والريبة عند المواطن العراقي وهو يشاهدهم في سياراتهم المصفحة يتجولون في بغداد والمحافظات ولا يهمهم قتل اية مجموعة من المواطنين حالما يحسون بخطر داهم .
وعمل الجيش الامريكي في العراق على إدخال شركات المقاولات والتي عاثت فسادا هي الاخرى وشركة بكتل كانت هي المثال الاسؤء حيث اعتمدت على استلام المناقصات والعقود فيما تقوم هي بتوزيعها بالباطن على أشخاص مقربين منها ومن الجيش الامريكي لنرى بعد ذلك اعمالاً صغيرة في ترميم المدارس وصبغها مع ترقيع شوارع وبناء الارصفة وكانت غاية في السؤء تنفيذاً .
وطيلة الوجود الامريكي في العراق كانت هناك ضغوطات هائلة على الحكومات العراقية ومنعها من التعاقد مع الروس والصينيين بغية الاستحواذ الكامل على كل شيء ,الان إن الكارثة تتمثل في إن مثل هذه الضغوطات والمنع الا انها لم تفعل شيئاً بل زادات من الخراب فوق الخراب .
ويمكن الاشارة الى تسليح وتدريب الجيش العراقي والقوات الامنية الاخرى حيث تعاقد العراق معها بمليارات الدولارات الا انها لم تفي بالتزامتها متعمدة ولازالت الكثير من هذه الاسلحة لم تصل للعراق نتيجة لهذه السياسة المتعمدة . وهو الامر الذي يفسر عملية اقتحام تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي للمناطق الغربية من البلاد لإنه جزء من مخططها في تفتيت العراق .
الشركات النفطية الامريكية دخلت وحصلت على عقود عمل كبرى في جولات التراخيص وهي تستثمر في حقول النفط وهو أمر لا يمكن إنكاره , لكن يبقى التساؤل قائما لماذا لم تاتي الشركات الامريكية الكبرى لتعمل في إعادة الاعمار والبنى التحتية التي يحتاجها البلد .
لماذا أدخلت امريكا عدداً كبيراً من الشركات الامنية الامريكية والبريطانية التي لازال العراقي يتذكر مأسيها كبلاك ووتر وشركات أمنية أخرى سيئة الصيت .
الولايات المتحدة يجب أن تتحمّل مَسؤوليّة إعادة الإعمار كامِلةً، وأن تُقدِّم تعويضاتٍ لاستشهاد مئات الالاف بسبب حِصارها، ومِئات الآلاف من الذين استشهدوا بِفعل عُدوانِها بعد احتلال عام 2003 مع خلق فتنة طائفية ومذهبية بين أبناء الشعب الواحد.
فالدمار الذي لحق ببلادنا منذ أيام التسعينيات ثم احتلال العراق حيث جَرى تدمير البُنى التحتية الرئيسية من جسور، ومحطات الكهرباء والمياه، ، والمُستشفيات، والمانع والمدارس.
اليس من المعيب على أمريكا أن تتنكّر للعِراقيين ولا تساهم بدولار واحد في إعمار العراق ( مؤتمر إعمار العراق المنعقد في الكويت عام 2018 ) وهي التي دمرت بناه  التحتية وقتلت مئات الالاف وكانت لغاراتها وقصفها الاثر الكبير في دمار المناطق المحررة من داعش .
والحق ان مسؤوليتها في هذا الدمار والخراب لا يقل عن مسؤولية داعش والأمر يصبح أكثر وضوحا بجريمتها اذ علم الجميع وباعتراف المسؤولين الامريكان إنهم هم من صنع داعش .
فلو رجعنا للقانون الدولي نتذكر حادثة لوكربي وفي تقديرات الخبراء الاقتصاديين الليبيين ممن كان على صلة بالملف، فإن قضية لوكربي كلّـفت ليبيا خسائر إجمالية بلغت 30 مليار دولار، بينها 25 مليار دولار ناجمة عن العقوبات الأمريكية والدولية التي سُـلّـطت على البلد، والباقي  ) خمسة مليار دولار ) هي تعويضات دفع قسم منها لضحايا الطائرة الفرنسية التابعة لشركة يو تي آي، والبالغ عددهم 171 ضحية، ودفع القسم الثاني لضحايا طائرة بانام الأمريكية، وهم 189 أمريكيا و11 إسكتلنديا، إضافة إلى قسم ثالث سيصرف لشركات التأمين.
هي دعوة صادقة للجهات الرسمية القانونية والعدلية المختصة أن تقوم بواجباتها لملاحقة الجرائم الامريكية وفق لائحة القوانين الدولية والزام الولايات المتحدة بدفع التعويضات لذوي الضحايا وللدولة العراقية وهو أمر ليس صعباً أو مستحيلا طالما كان هناك عملاً جدياً لايجامل أو يخاف على حساب مصالح البلاد والعباد .
 

*الشركات الأمنية الامريكية والبريطانية التي عملت او لازالت تعمل بالعراق .
DynCorp
دين كورب شركة أمن و أمريكية. يوجد الفرع الأم لهذه الشركة في رستون في ولاية فرجينيا.
Aegis Defence Services LTD
أجيس هي شركة للخدمات الأمنية ولإدارة المخاطر
Agility Logistic
وهي شركة أمن ومقاولات خاصة عنوانها على شبكة الإنترنت هو:/www.agilitylogistics.com وتقوم بخدمات الدعم اللوجستي السريع وخدمات الإمداد والتموين السريع وفي مجال الأمن والحماية الشخصية لزبائنها،
Erinys International
إرينيس إنترناشيونال هي شركة أمنية دولية
Unity Resources Group وهي شركة أمنية مقرها المنطقة
Garda World شركة عالمية تعمل في مجال توفير الأمن والمقاولات والخدمات العامة
Kroll Associates, Inc
كرول أسوسييتيز إن سي شركة عسكرية أمنية خاصة
Armor Holdings, Inc
هي شركة عسكرية وأمنية دولية خاصة، تعمل في مجال الدفاع والأمن وإدارة المخاطر وتقييم التهديد والحراسة الشخصية
Minetech International
وهي شركة عسكرية وأمنية دولية خاصة تعمل في مجالات: المقاولات والطاقة والتخلص من الذخائر غير المنفجرة، وإزالة بقايا وشظايا القذائف المنفجرة، ونزع الألغام وتفكيك العبوات الناسفة، كما تعمل في مجال الاتصالات




محتوى ذات صلة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

المرجع السیستانی یدعو الدول الإسلامیة والمجتمع الدولی إلى عدم ترک الشعب الأفغانی وحیدا

المرجع السیستانی یدعو الدول الإسلامیة والمجتمع الدولی إلى عدم ترک الشعب الأفغانی "وحیدا"

دعا المرجع الدینی الأعلى بالعراق، السید علی السیستانی، الیوم الاثنین، الدول الإسلامیة والمجتمع الدولی إلى عدم ترک الشعب الأفغانی "وحیدا"، فیما ندد بالاعتداء على مدرسة "سید الشهداء" فی کابل.

|

ارسال التعلیق