"محمد بن سلمان" ملك مع وقف التنفيذ الى أن يعبر "بوابة التطبيع"
أنظمة الخليج قاطبة خانعة وتحت التهديد، وثرواتها تحت النهب ولأنها تخشى الزوال، التصقت تماما بالولايات المتحدة، ومصالحها باتت مرتبطة بالرئيس الامريكي دونالد ترامب، وهي لا تملك حق الاعتراض أو الرفض لكل ما يطلب منها، وحتى تضمن الرضى الامريكي، فان خطوات التطبيع واشهار العلاقات مع تل أبيب لن تكون مفاجئة، ومطلوب منها، ان تعبر البوابة الاسرائيلية تباعا، ومشيخة الامارات، هي اول العابرين، وستلحق بها باقي الدول الخليجية، وحتى موعد الانتخابات الامريكية، تكون أنظمة هذه الدول قد سبقت الى الحضن الاسرائيلي، لذلك، سوف تشهد المنطقة تطورات كبيرة متلاحقة.
واستنادا الى دوائر متابعة مختصة بما يدور في المنطقة من احداث فان دول الخليج على أبواب اقامة تحالف تقوده وتتحكم فيه اسرائيل، وستصبح ثرواتها في أيدي اسرائيل، هذا التحالف أمني واقتصادي، مشكلا جبهة في مواجهة ايران وقوى المقاومة ودفن القضية الفلسطينية، وانهاء وشطب معادلة السلام مقابل الارض، لتحل محلها معادلة السلام مقابل السلام، وهذا انجاز اسرائيلي كبير يحققه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتضيف هذه الدوائر، أن الانظمة الخليجية لم تعد قادرة على اخفاء علاقاتها السرية المتقدمة والحميمية مع اسرائيل، ورضخت لمطلب الرئيس الامريكي باشهار هذه العلاقات وستقودها العصا الامريكية، الى الحضن الاسرائيلي.
وتفيد الدوائر أن هذه الانظموة ستعمل على جر دول أخرى في المنطقة وفي القارة الافريقية الى بوابة التطبيع لتوسيع دائرة التحالف الذي ستقوده اسرائيل وتشرف عليه واشنطن، وتشير الى ان الصومال والسودان مرشحتان لعبور بوابة التطبيع، وحفل التتويج باشهار العلاقات السعودية الاسرائيلية، فولي العهد السعودي على استعداد لفعل أي شيء، واتخاذ أي موقف يطلب منه في سبيل أن يصعد الى رأس الحكم، ملكا على المملكة الوهابية، وفرصته قد تتحقق بهدوء في عهد ترامب، وبالتالي، لن نفاجأ بتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، وعمليات واتفاقيات التطبيع الخليجية الاسرائيلية تشكل اسنادا قويا للاقتصاد الاسرائيلي، وستكون هناك سوق مفتوحة للسلاح الاسرائيلي والتكنولوجيا الاسرائيلية وسوف تتحكم اسرائيل في مفاصل الحكم داخل دول الخليج.
مصادر عليمة كشفت لـ (المنــار) أن ابن سلمان كان على علم بالخطوة الاماراتية، ورأى فيها فاتحة لخطوة سعودية مثيلة لكنها أكثر وهجا، وهذا ما تنتظره الان واشنطن وتل أبيب، وقالت المصادر أن الاسابيع الاخيرة شهدت اتصالات سرية مكثفة سعودية اسرائيلية، وأن موفدا سعوديا رفيعا التقى مسؤولين اسرائيليين في تل أبيب، في حين استقبل ابن سلمان رئيس جهاز أمن اسرائيلي لوضع اللمسات الاخيرة للاتفاق التطبيعي.
وتؤكد المصادر أن ترامب نقل عبر صهره جاريد كوشنير رسالة الى محمد بن سلمان تفيد بأن تنصيبه ملكا على السعودية مرهون باشهار علاقاته مع اسرائيل، ونصحه كوشنير بترجمة ذلك قبل الانتخابات الامريكية، وتضيف المصادر ذاتها أن ابن سلمان كشف لمستشار ترامب سيناريو تنصيبه خلفا لوالده، وباركته واشنطن، وخطوته هذه ستلاقي دعما كبيرا من الرئيس ترامب، الذي وافق على كل الاجراءات التي اتخذها ابن سلمان في اطار استعداداته لاعلان نفسه ملكا على المملكة الوهابية السعودية.
السعودية... حتمية التطبيع
ابن سلمان يخشى تآمرا داخليا عليه، تضيع معه فرصة تنصيبه ملكا، وهو لن يحظى بها، اذا لم يسنده الرئيس الامريكي الذي قرر مؤخرا الحفاظ على مسافة آمنة من ولي العهد السعودي رغم العلاقات القوية التي تميز ادارة ترامب مع العائلة السعودية، الا أنه في الاسابيع الاخيرة شهدت حالة من الابتعاد التدريجي وصولا الى شكل من أشكال التهرب، فالرئيس ترامب المقبل على انتخابات صعبة لا يرغب في هذا التوقيت الحساس أن يجاري ابن سلمان ويرفض أن يتورط في مغامرات قد تعود سلبا على حملته الانتخابية، وحسب مصادر عليمة، أبلغت ادارة ترامب ولي العهد السعودي "ان واشنطن تعتبره ملكا مع وقف التنفيذ بانتظار عودة ترامب مرة اخرى الى البيت الابيض".
وهذا الموقف اثار رعبا لدى ابن سلمان، وهنا، طلب منه كوشنير، ان يسارع الى اعلان التطبيع مع اسرائيل واشهار العلاقات المتقدمة معها، اذا اراد الوصول الى هدفه في عهد ترامب، فلا أحد يتكهن بنتائج الانتخابات في الولايات المتحدة واستنادا الى هذه المصادر، وافق ابن سلمان على الطلب الامريكي وهو يستعد لدخول بوابة التطبيع.