طهران تهدد برد حاسم حال تفعیل واشنطن "آلیة الزناد"
الخارجیة الایرانیة تؤکد أن العمل مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة یقوم على مبدأ الشفافیة، ویؤکد أن ما تستند إلیه أمیرکا لتفعیل آلیة الزناد لیس له أی أساس قانونی
أکد وزیر الخارجیة الإیرانی محمد جواد ظریف، أن العمل مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة "یقوم على مبدأ الشفافیة".
وفی کلمة له على هامش حفل الافتتاح الرسمی لمکتب الخدمات القنصلیة، قال ظریف إن زیارة المدیر العام للوکالة الدولیة للطاقة الذریة رافائیل غروسی، إلى طهران لیس لها علاقة بـ"آلیة الزناد"، مشیراً إلى أن "هذه الزیارة هی استمرار لمحادثاتنا مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة".
وأضاف أن "آلیة الزناد تسمیة خاطئة صاغها الأمیرکیون، وکما أعلنت 13 دولة، فإنها تعارض الإجراء الأمیرکی، وهم یعتقدون أن الولایات المتحدة لیس لها الحق بتناول هذا الموضوع".
ولفت إلى أن "هناک قضیتین مرة یقال إن حجتک خاطئة، لکن فی وقت آخر یقال إنه لیس لدیک الحق فی دخول هذه الغرفة لتقدیم هذه الحجة، الجمیع یقول لأمیرکا إننا لن نسمح لک بالدخول إلى هذه الغرفة، ولیس لأنک دخلت هذه الغرفة ولم یکن حدیثک صحیح".
وقال ظریف إن الولایات المتحدة فی "وضع سیء للغایة"، منوهاً إلى أنه "وفقاً لفتوى قائد الثورة الإسلامیة، فإننا لم ولن نسعى لامتلاک أسلحة نوویة"
وتابع: "نحن نعتبر أن ذلک یضر بالدولة عقائدیاً واستراتیجیاً، وکما ذکرت القیادة فإننا نعتبر الأسلحة النوویة محرمة شرعاً ولایجوز استخدامها".
وفی إشارة إلى استخدام الأسلحة الکیماویة ضد إیران خلال فترة (1988- 1980)، قال ظریف إن "إیران کانت ضحیة للأسلحة الکیماویة، لکنها لم تستخدم الأسلحة الکیماویة مطلقاً، وأنها على استعداد دائم للتعاون مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة".
وشدد على أن بلاده "لن تسمح للکیان الصهیونی الذی یمتلک الأسلحة النوویة والنظام الأمیرکی الذی استخدم هذه الأسلحة، ویعملان ضد أهداف الوکالة الدولیة للطاقة الذریة لزعزعة السلام والأمن فی منطقتنا".
وحول المحادثات الأخیرة مع کوریا الجنوبیة لتحریر أرصدة إیران فی بنوکها، قال وزیر الخارجیة الإیرانی "نحن ننتظر الحکومة والشرکات والبنوک الکوریة للقیام بذلک، وهم ملزمون بتنفیذ مطالب إیران".
فی سیاق متصل، هددت إیران برد حاسم حال تفعیل الولایات المتحدة "آلیة الزناد"، وذلک بعد تهدید الرئیس الأمیرکی دونالد ترامب بتفعیلها للإعادة التلقائیة للحظر الدولی ضد إیران.
وقال المتحدث باسم الخارجیة الإیرانیة سعید خطیب زادة، إن "ما تستند إلیه أمیرکا لیس له أی أساس قانونی، إذ إنها لیست عضواً فی الاتفاق النووی وإن تفسیرها ابتدائی جداً ونابع من العجز".
وأکد أن رد إیران على أی انتهاک للاتفاق النووی والقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولی، هو على عاتق مجلس الأمن القومی، وفقاً لقرار مجلس الشورى الإسلامی ومثلما قالت إیران وأبلغته خطیاً، "فإن ردها سیکون حاسماً".
ونفى زادة وجود مشاکل بین إیران والوکالة الدولیة للطاقة، "ما دامت تتصرف بنزاهة واستقلالیة، ولا تخضع للضغوط السیاسیة" لافتاً إلى أنه "یجب أن أقول إن استخدام عبارة snapback مصطلح مزیف وصحفی حاولت من خلاله الولایات المتحدة إنشاء کلمة طنانة فی هذا السیاق منذ البدایة، ولم یذکر هذا المصطلح فی الاتفاق النووی ولا فی القرار 2231، ویمکن لأی شخص البحث عنه بسهولة".
وکان ترامب هدد بفرض عقوبات على إیران وفق آلیة "سناب باک" بعد رفض مجلس الأمن الدولی، فی 14 من الشهر الجاری، مشروعاً أمیرکیاً لتمدید اتفاقیة حظر الأسلحة على إیران.
وتؤدی "آلیة الزناد" أو "سناب باک" فی حال تفعیلها إلى العودة التلقائیة للحظر الدولی ضد إیران، والتی تم تعلیقها بعد توقیع الاتفاق النووی بین إیران ومجموعة "5+1" عام 2015.
واعترضت روسیا والصین على التصویت الذی أجراه مجلس الأمن الدولی على تمدید حظر السلاح، المقرر أن ینتهی فی تشرین الأول/اکتوبر المقبل، بموجب الاتفاق النووی المبرم عام 2015 بین إیران والدول الکبرى.
وترى دول حلیفة للولایات المتحدة أن اللجوء لآلیة "سناب باک" یعنی انسحاباً إیرانیاً کاملاً، والقضاء على الاتفاق التاریخی.
إلى ذلک، فإن المتحدث باسم منظمة الطاقة النوویة الإیرانیة بهروز کمالوندی، أعلن أمس أن انفجار نطنز کان عملاً تخریبیاً، وجرى إعداد قاعتین فی مکانین مختلفین لمواصلة العمل.
وکشفت إیران فی نهایة الشهر الماضی، أن "عناصر داخلیة" فی الغالب وراء الانفجار الذی استهدف مبنى تابع لمحطة نظنز النوویة فی تموز/یولیو الماضی.
کما لفت المتحدث باسم منظمة الطاقة النوویة الإیرانیة، إلى أن الموقعین اللذین ترید الوکالة الدولیة للطاقة تفتیشهما هما شهرضا فی أصفهان، وآخر فی أطراف طهران.
وقال "لم نقل مطلقاً إننا لن نسمح للوکالة بتفتیشهما لکن هذا الأمر یتحقق عندما تنهی ادعاءاتها للأبد"، مشدداً على أن "ادعاءات الوکالة یجب أن تکون مبنیة على وثائق جدیة ولیس على معلومات تجسسیة".
المدیر العام للوکالة الدولیة للطاقة الذریة، رافائیل ماریانو غروسی، کان قال إنه یتوجه إلى طهران یوم الاثنین، لعقد اجتماعات مع السلطات الإیرانیة رفیعة المستوى. وستکون هذه الزیارة هی الأولى التی یقوم بها المدیر العام للبلاد منذ تولیه منصبه فی أیلول/دیسمبر الماضی.
وکان وزیر الخارجیة الإیرانیة محمد جواد ظریف، أعلن أن "عدد زیارات مفتشی وکالة الطاقة الذریة فی إیران وخلال السنوات الخمس الماضیة، تجاوز عدد جمیع الزیارات التی أجریت فی تاریخ الوکالة"، مشدداً على أنه "لیس لطهران شیء لتخفیه".