كلمة الإمام الخامنئي أحيت من جديد شعار المستضعفين الذي كانت ترفعه الثورة الإسلامية

على هامش المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية، أجرى موقع KHAMENEI.IR مقابلة صحفية مع الإعلامي العربي المقاوم غسان بن جدو رئيس المجلس الإداري لقناة الميادين الفضائية.

 وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة التي أجراه هذا الموقع الاعلامي مع الأستاذ غسان بن جدو:
 بداية نرحب بكم أستاذ غسان في هذه المقابلة مع الموقع الرسمي لسماحة الإمام الخامنئي
 
استمعنا اليوم للكلمة التي ألقيتموها خلال المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية والتي أشرتم خلالها إلى الفتن التي ابتلي بها العالم العربي والإسلامي والتي عملت للأسف على حرف البوصلة عن فلسطين. برأيكم أين العالم العربي والإسلامي من هذه القضية اليوم؟ وما هو العمل الذي ينبغي القيام به لإعادة البوصلة نحو هدفها الصحيح وهي القضية الأولى فلسطين؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم. العالم العربي الآن ونحن نتحدث عن الرأي العام العربي أعتقد يعيش صراعاً بين وجدانه وبين الواقع الذي يشاهده ويعيشه. وجدان العالم العربي وجدان الرأي العام العربي، الشعوب العربية والإسلامية بشكل عام وجدانها مع فلسطين مع القدس. لا أعتقد أن هناك إنساناً عربياً ومسلماً يمكن أن يتجاهل هذه القضية وقدس الأقداس، ولكنه في الوقت نفسه يعيش صراعاً بين هذا الوجدان وبين واقع مرير كئيب. واقعٌ خلال السنوات الماضية يكاد أن يكون لا سابق له في تاريخنا المعاصر ربما حتى منذ قرون؛ من الفتن ومن الحروب من التقاتل ومن الزيف ومن الكذب ومن حرف البوصلة بشكل كبير ومحير. ربما لو حدثتني قبل خمس سنوات لحدثتك بطريقة أكثر سوداوية، لأنه في تلك المرحلة كان الإعلام العربي والعالمي كله يتجه نحو بوصلة واحدة واتجاه واحد. كانت النخب السياسية والنخب الفكرية والنخب الثقافية تعيش حالة من الذهول ومن الضعف ومن الجبن، وكان جزء كبير من المؤسسة الدينية ورجال الدين وعلماء الدين في عالمنا العربي إما انخدعوا أو خُدِعوا، وفي المحصلة هم كانوا جزءاً من آلة الخدعة والمخادعة التي أصابت الرأي العام العربي. أنا أقول هذا الكلام بكل صراحة وبكل جرأة وبكل وضوح أن المؤسسة الدينية في عالمنا العربي وجزء كبير من علماء الدين الذين كنا نشهد لهم بأنهم جزء من المقاومة ويؤيدون الحق وضد الفتن؛ هؤلاء كانوا جزءاً سلبياً في آلة التحريض والتشويه، هذا كله أثر على القضية الفلسطينية ومركزيتها وأولويتها.
 
أما الآن فإني أقول لك بعد خمس أو ست سنوات من المرحلة الكئيبة المسماة الربيع العربي، فأعتقد أن الرأي العام العربي والإسلامي بشكل عام بدأ يصحو، بدأ ينتبه، أدرك حقيقة ما جرى له على مدى السنوات الماضية من كذب وزيف، وأظن أن القضية الفلسطينية عادت الآن بكل صراحة لم تعد في وجدان الناس أو على الأقل في عقول الناس في أولوية السياسات كما كانت قبل 2011، ولكنها بدأت تعود بشكل جَدّي. من هنا كانت أهمية مؤتمر طهران للدفاع عن الانتفاضة.
 
أستاذ غسان ما هو انتظاركم من هذا المؤتمر؟ وبرأيكم هل سيُسهم هذا المؤتمر حقاً في إعادة توجيه البوصلة نحو هدفها الصحيح؟
 
أنا سأكون صريحاً معك في هذه النقطة أيضاً هذا المؤتمر له أهمية في نقطتين أساسيتين:
 
النقطة الأولى أنه ينعقد في طهران، وينعقد في طهران بدعوة رسمية ولا ينعقد في طهران هكذا، بمعنى آخر أن مؤتمرات دعم القضية الفلسطينية ودعم الانتفاضة وما يتعلق بالقدس موجودة في بعض البلدان العربية، موجودة حتى هنا في إيران على مدى السنوات الماضية، ولكن هناك فرق بين أن تُعقد هذه المؤتمرات أوهذه الندوات بدعوة من جمعية من هنا وحوزة من هناك ومنظمة من هنا وجامعة من هناك وبين شعار كبير يدعم الانتفاضة والمقاومة وبالتالي بدعوة رسمية من القيادة العليا للنظام، الآن هذا المؤتمر تمَّ تنظيمة من قبل مجلس الشورى الإسلامي هذا أمرٌ هام وهي سلطة أساسية في الدولة الإيرانية، ولكن افتتاحه تمَّ من قبل أعلى هرم السلطة أو أعلى هرم النظام في إيران وهو آية الله السيد علي الخامنئي وتمَّ اختتامه أيضاً من قبل رئيس الجمهورية وهذا يعطي طابعاً قوياً لهذا المؤتمر، هذا الأمر ليس بسيطاً لماذا؟ لأنه عندما تدعو دولة لدعم الانتفاضة والمقاومة وتوجه شعارها وسهامها نحو إسرائيل -هذا الكيان المحتل- في هذا العالم العربي الذي يعيش حالة من التيه وحالة من انقلاب الأولويات، حتى بدأنا الآن نسمع وليس نسمع بل نشاهد تطبيعاً ذليلاً كئيباً لبعض الدول ولبعض الشخصيات مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي ضوء مجيء الإدارة الأمريكية الجديدة وهذا التصعيد الكبير، تأتي الجمهورية الإسلامية بدولتها وبرأس هرمها لترفع شعار دعم المقاومة والانتفاضة وتحشد كل هؤلاء. إسرائيل تنزعج بشدة جزءٌ من الأنظمة العربية ينزعج بشدة، جزءٌ من الحلف الأطلسي ينزعج بشدة لذا هذا المؤتمر هو هام.
 
النقطة الثانية هو هذا التحشيد والذي أتت فيه كل الفصائل الفلسطينية دون استثناء وهذا أمر هام في هذه اللحظة، ربما كنا نتمنى أن يحضر بعض القادة لكن الاحتلال منعهم والحصار أيضاً منعهم. والخطاب الذي سمعناه ربما كان مفاجئاَ لكثر بكل صراحة. الخطاب الذي سُمع هنا في طهران خصوصاً من آية الله السيد الخامنئي فاجئ كثراً هنا في طهران، وأنا سمعت مفاجأتهم بهذا الكلام الكبير والاستراتيجي الذي قاله السيد الخامنئي، وأنا أعتقد أنه يدشن مرحلة جديدة في تعاطي القيادة الإيرانية وفي تعاطي الجمهورية الإسلامية مع القضية الفلسطينية، بل مع التيارات والنخب العربية والعالمية بشكل أساسي. لذا نحن اعتبرنا أن ما قاله السيد الخامنئي شكل تطوراً إستراتيجياً في الخطاب، وهذا كان كلام هام جداً، في نظام يرفع الشعار الإسلامي، لم يتحدث السيد الخامنئي ويقسم هذا على أساس انتمائه الإسلامي أو عدم انتمائه الإسلامي. كلمة السيد الخامنئي أكدت من جديد وأحيت من جديد شعار المستضعفين الذي كانت ترفعه الثورة الإسلامية، ولكنه الآن أصبح يتحدث عن دولة وليس عن ثورة فقط.
 
خلال كلمتكم اليوم أنتم أشرتم إلى كلمة سماحة السيد القائد ولفت انتباهكم في الكلمة نقطتان وهما دعم جميع حركات المقاومة الفلسطينية والتي تفضلت الآن بالإشارة لها، والثانية إشارة الإمام الخامنئي إلى أنه في حال تخلت إحدى الحركات أو إحدى الفصائل وأسقطت الراية فإن حركة أخرى وأناساً آخرين سوف يأتون ويحملون هذه الراية، برأيكم ما الذي دفع سماحة الإمام الخامنئي إلى الإشارة إلى هذه النقطة؟ أعتقد أن هذه النقطة جديدة في كلام سماحة السيد؟
 
نعم جديدة ومتطورة وهامة جداً. ماذا يعني هذا؟ نحن نتحدث عن دولة هي نظام جمهورية إسلامية بشكل طبيعي عندما تدعم القضية الفلسطينية تدعمها من عقيدة إسلامية، وتدعم القدس من قاعدة إسلامية وهذا أمرٌ طبيعي. وربما هذه الجمهورية الإسلامية ستكون أكثر ارتياحاً وراحة مع القوى والتيارات الفلسطينية التي ترفع الشعار الإسلامي والمقاومات التي هي تستند إلى القاعدة الإسلامية، هذا أمر طبيعي تماماً كما الحركات والثورات اليسارية العالمية كانت ربما أكثر راحة وتعاوناً مع القوى الفلسطينية والعربية التي تنتمي إلى خطها اليساري أو خطها القومي وإلى ذلك. هذا أمر طبيعي وطبيعي جداً. لكن ما قاله السيد الخامنئي هو رغم أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية وهامة وهي تحتاج مقاومة قال ما يلي: نحن أولاً سندعم كل طرف يتجه نحو المقاومة؛ وعندما يقول هذا الكلام هذا يعني في فلسطين وخارج فلسطين، وهذا أمر هام.
 
النقطة الثانية هو قال أننا سندعم كل الأطراف وليس بالضرورة أن يكون هذا الطرف إسلامياً أو غير إسلامي حتى أنه سمَّى، يعني عندما يسمّي السيد الخامنئي يسمّي حركة حماس وكتائب عز الدين القسام جيد، يسمي سرايا القدس وحركة الجهاد الإسلامي هذا أمر جيد، سمّى شهداء الأقصى حركة فتح وهي ليست حركة إسلامية إنما هي حركة وطنية، وأكثر من ذلك سمّى كتائب أبو علي مصطفى الجبهة الشعبية، والجبهة الشعبية تمثل من؟ هي تمثل اليسار الوطني بشكل عام. طبعاً هو تحدث عن الفصائل الأربعة لا أعتقد أنه أراد أن يقصي الأطراف الأخرى، ولكن هذه الأطراف تشكل عنواناً للخط اليساري الوطني، للخط العروبي وللخط الإسلامي. هذا تطور كبير وهو يتحدث كقائد، ما الذي يعنيه كقائد؟ يعني أن الدولة الإيرانية، المؤسسات الإيرانية بما أنه هو المرشد والقائد العام، يعني أن هذه الأطراف يجب أن تتعامل مع مختلف هذه الأطراف مع مختلف هذه الفصائل مختلف هذه التيارات، وهذا كلام هام، لأنه عندما نجسده على الأرض ستعني منظمات مجتمع أهلي ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات ثقافية وأحزاب سياسية وتيارات وفصائل مقاومة هي ليست بالضرورة ترفع الشعار الإسلامي. هذا تطور كبير برأيي الشخصي.
 
النقطة الأخرى هي قال محذراً بلباقة، ومحذراً بمنطق هادئ ولكن استراتيجي، كل طرف أو فصيل ينزل من راية المقاومة هناك بالضرورة وبالحتمية أن راية المقاومة سيرفعها طرف آخر، وهو يقصد أكثر من طرف بالمناسبة، هو لم يقل ذلك بصراحة ولكننا نحن على الأقل يمكننا أن نفهم هذه المسألة. أولاً إن كان هناك أطراف وطنية مشهود لها بالكفاح المسلح على مدى عشرات السنين ولكنها اختارت الآن خياراً آخر؛ خيار المفاوضات، خيار المسار السلمي، خيار التسويات، خيار السلطات. هو يقول هذه لن تنجح، إذا أسقطت راية المقاومة في الضروة هناك أطراف أخرى من داخل الدائرة سترفعها، هناك أيضاً وبكل صراحة داخل التيار الإسلامي، ربما داخل الساحة الإسلامية من يعتبر أنه يرفع شعار المقاومة صحيح ولكنه في مرحلة من المراحل وخصوصاً على مدى السنوات الماضية من ما سُمي الربيع العربي الكالح، وضع نفسه في قاطرة من الأولويات قد تجعل من المقاومة خياراً ثانياً، هو يحذرها. لذا أنا قلت أن هذا كلام هام وأعتقد أن الجميع يفهم هذه النقطة بشكل أساسي. طبعاً الحمد لله الآن كل الفصائل التي ذكرها سواء كتائب عز الدين القسام، شهداء الأقصى، سرايا القدس وأبو علي مصطفى كلها فعلاً تقاوم على الأرض وأعتقد أن المعني بهذا الكلام ليس فقط الدولة الإيرانية، كل حلفاء المقاومة أينما ما كانوا سيعونه بشكل أساسي. على كل حال أنا أتحدث أيضاً كإعلامي وسائل الإعلام أيضاً التي هي جزء من محور المقاومة، يُفترض أن تنتبه إلى هذه النقطة وأن تسترشد بها وأن تؤكدها. بكل صراحة أنا على مستوى قناة الميادين أنا مسرور جداً بهذا الكلام، لماذا؟ لأننا منذ انطلاقتنا نحن كقناة نحن نجسد هذا الشعار، نحن منفتحون على جميع الأطراف من دون استثناء، وليس فقط الأطراف الفلسطينية والعربية بل حتى أطراف العالم الثالث وحتى أطراف عالم الجنوب في أمريكا اللاتينية، في إفريقيا وفي غيرها، كل طرف هو قالها بوضوح -عودوا إلى الكلمة- كل طرف يدعم المقاومة نحن سندعمه؛ يعني هو من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا إلى آسيا إلى كل العالم سيدعمه، هذا أمر كبير ولكنه في الوقت نفسه. هذا فيه شجاعة، هل تعلم لماذا فيه شجاعة؟ شجاعة في هذه اللحظة بالتحديد التي يأتي فيها ترامب ويهدد ويحذر ويتوعد ويعربد ويحاول تشكيل حلف عربي إسرائيلي أمريكي أطلسي لمواجهة إيران وشعار المقاومة يأتي من دون أن يرفع الشعارات، لعلك لاحظت في كلمته لم يتحدث مطلقاً إلا عن فلسطين وإلا عن الانتفاضة رغم أن البعض كان يتوقع أنه سيشتم أمريكا وسيشتم كل الأطراف، إلا أنه خصصها فقط لفلسطين وأعتقد أنه وُفِقَّ في هذه المسألة ولم يترك ثغرة للمتربصين حتى يقولوا كأن الجمهورية الإسلامية أتت بهذا المؤتمر لتستغل الشعار الفلسطيني وتوجه رسائل إلى بعض الدول في المنطقة أو إلى أمريكا. لا هذا الأمر لم يكن حاصلاً.
 
كيف تشاهدون التعاطي الإعلامي العربي والعالمي مع هذا المؤتمر؟ لاحظنا بعض وسائل الإعلام عمدت إلى تجاهل هذا المؤتمر؟
 
هذا الأمر كان مقصوداً، أنا أؤكد لك أن هذا المؤتمر أزعج كُثراً في المنطقة. أؤكد وأنا أتحدث من معطيات وليس استنتاج فقط، دول عربية، دول خليجية، إسرائيل، الولايات المتحدة الأمريكية بلا شك كلها كانت منزعجة من هذا الأمر. لذا كان التوجيه بعدم التعاطي مع هذا المؤتمر، وهذا يؤكد بالمناسبة كم أن هذا الإعلام العربي والإقليمي والدولي أنه متحيز وهو يدَّعي الاستقلالية ويدَّعي الموضوعية ويدَّعي التوازن، ولكنه فشل في هذه المسألة. نحن نتحدث عن إيران، لا نتحدث عن دولة نكرة أو دولة صغيرة. إيران كل العالم يهتم بما يُقال فيها وما تقوله قيادتها سواء على المستوى السياسي، على المستوى النووي، على المستوى التسليحي، على مستوى الأمن القومي وعلى مستوى الأمن العالمي، على مستوى العراق، على مستوى سوريا، على مستوى المقاومة، على مستوى حزب الله وعلى مستوى خطابها تجاه إسرائيل. لماذا اليوم تمَّ تجاهل هذا الأمر؟ ببساطة تامة لأنهم لا يريدون إعطاء الحجم الحقيقي لأهمية هذا المؤتمر أمام الرأي العام العربي.
 
ولكن حتى لو تجاهلوه أنا أؤكد لك أن تجاهلهم لم يعد له تأثير؛ لأن الإعلام المؤيد للقضية الفلسطينية والإعلام المؤيد لمحور المقاومة وإعلام محور المقاومة، نحن الميادين لسنا إعلام محور المقاومة، نحن إعلام نؤيد محور المقاومة ونؤيد القضية الفلسطينية، هناك إعلام أقوى منا وأهم منا هو جزء من محور المقاومة، هذا الإعلام أعتقد أنه أوصل الرسالة. وكل من نقل على الهواء مباشرة الرسالة كلها وصلت والإعلام كله يتحدث خصوصاً المكتوب عن هذه المسألة. أما الإعلام العربي والتلفزيون الذي تجاهل فهو الذي خسر وليس العكس.
 
اليوم الجميع يتحدث عن مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران، ولكن بعد عدة أيام سوف يُنسى هذا المؤتمر. برأيكم ما هو واجبنا كوسائل إعلام للحفاظ على جذوة هذه الانتفاضة متقدة؟
 
كل مؤتمر يُنسى بعد حين هذا صحيح، ولكن الأهم أن المؤتمر حينما يسجل موقفاً سياسياً واستراتيجياً وتاريخياً فهو هام. وهذه صيرورة الحياة، والكل يعقد مؤتمرات حتى الطرف الآخر يعقد مؤتمرات في المناسبة ومحادثات وغيرها. الآن المسؤولية لا تقع فقط على وسائل إعلام؛ تقع على وسائل الإعلام، على المؤسسات الدينية على التيارات على الفصائل نفسها، على المنظمات الثقافية، الكل ينبغي أن يتحرك بشكل أساسي وكلٌ ينبغي أن يؤدي مسؤوليته ودوره. أنا أصارحك أنه خلال السنوات الماضية بعد انطلاق ما سُمي بالربيع العربي، جذوة القضية الفلسطينية ذبلت وخفتت. وبحسب إحصاءاتنا نحن كنا نعلم بأننا عندما كنا نطرح الموضوع الفلسطيني لا يجد صداً كبيراً بكل أسف وبكل ألم. كانت القضية السورية هي الأساس وقضايا النزاعات الداخلية هذا هو الذي كان يستهوي الناس. الآن أنا أؤكد لك خلال العامين الماضيين عادت القضية الفلسطينية وعاد إحياؤها لأن الناس اكتشفت والرأي العام اكتشف أن كل هذا الزيف الموجود بالنهاية المستفيد الأساسي منه هو إسرائيل، لا يوجد أحد مستفيد، من المستفيد من الفتنة ومن التقسيم ومن الحروب ومن التقاتل ومن هذا الخطاب الشيعي-السني القبيح؟ بالله عليك يا أخي أنا الآن أحدثك وبيدي كوب ماء قل لي كوب الماء هذا شيعي أم سني؟! يعني هذا الماء الذي نشربه هو شيعي أم سني؟! إنها مهزلة بكل ما للكلمة من معنى.
 
نحن الآن نتفق على قضايا سياسية استراتيجية وقيم ومبادئ. هناك ليس شيعة وسنة هناك تشافيز الذي أيد القضية الفلسطينية، كوبا التي أيدت القضية الفلسطينية، بوليفيا، جنوب افريقيا أيدوا القضية الفلسطينية. إيران الإسلامية نفسها ألم تتعاطى بشكل كبير مع قضايا أمريكا اللاتينية وافريقيا، ألم تؤيد تشافيز، ألم تؤيد كوبا، ألم تكن مع نيلسون مانديلا وجنوب افريقيا لا علاقة له بسني ولا شيعي ولا حتى بمسلم. نحن نتحدث عن مبادئ ونتحدث عن قضايا كبرى. هؤلاء خاضوا مؤامرة كبرى، وأنا أقول لك نجحوا على مدى السنوات الماضية في أن تنجح هذه المؤامرة في خلق هذا التمزق الشيعي السني والمسلم المسيحي بالمناسبة والعربي الإيراني نجحوا في هذا الأمر، ولكن هذا النجاح هو نجاحٌ نتمنى أن يكون عابراً ومؤقتاً. دورنا هنا كما تفضلت فعلاً هو أن نعيد اللحمة إلى القضية المركزية القضية الفلسطينية وأن نعمل على أن نرتق الفتوق؛ بمعنى أن نسد الثغرات الموجودة في هذا الخطاب الثقافي والديني والإعلامي الذي يركز هذا شيعي وهذا سني وهذا مسلم وهذا مسيحي ولكن هذا عامل الوقت الذي سيعالج هذه القضية وليس شيئاً آخر، ولكن مسؤوليتنا كما تفضلت مسؤوليتنا الكبرى في هذا الإطار.
 
في نهاية هذا اللقاء لا يسعني إلا أن أتقدم بإسمي وبإسم الموقع الرسمي لسماحة السيد قائد الثورة الإسلامية بجزيل الشكر والامتنان إلى الإعلامي العربي المقاوم ورئيس مجلس إدارة قناة الميادين الفضائية الأستاذ غسان بن جدو على هذه المقابلة المميزة على أمل اللقاء به في مقابلات أخرى.




ارسال التعلیق