الأمناء العامون للفصائل الفلسطینیة: لتصعید المقاومة الشعبیّة ضدّ الاحتلال

وأکد البیان أنه فی هذا "الاجتماع التاریخی" المنعقد الیوم (أمس الخمیس)، ینطلق الفعل الفلسطینی "على قلب رجلٍ واحد"، وذلک "بمبادرة شجاعة ومسؤولیة وطنیة عالیة من الأخ الرئیس أبو مازن، رئیس دولة فلسطین، ورئیس اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة، والأمناء العامین للفصائل، للشروع فی جهدٍ وطنی مبارک یستجیب للرغبة الوطنیة الصادقة، وینسجم مع أهدافنا ومبادئنا ومنطلقاتنا التی تحتم علینا الترجمة الحقیقیة لإنهاء الانقسام، وإنجاز المصالحة، وتجسید الشراکة الوطنیة الفلسطینیة".

وشددت قیادات الفصائل فی بیانها رفضها المطلق لجمیع المشاریع الهادفة إلى تصفیة القضیة الفلسطینیة، وتجاوز حقوقهم المشروعة، کما أکدت رفضها لأی مساسٍ بالقدس ومقدساتها المسیحیة والإسلامیة. وأدانت کل مظاهر التطبیع مع الاحتلال.

کما وناقش اجتماع الأمناء العامین قواعد الاشتباک مع الاحتلال، بما فی ذلک تفعیل العاملین الإقلیمی والدولی لمواجهة تلک المخططات، وتوافق المجتمعون على وسائل وآلیات النضال لمواجهة الاحتلال على أرضنا المحتلة، بما فی ذلک ما کفلته المواثیق الدولیة من حق الشعوب فی مقاومة الاحتلال.

ولفت البیان إلى أنه "نحن کفلسطینیین نرى أن من حقنا ممارسة الأسالیب النضالیة المشروعة کافة، وفی هذه المرحلة نتوافق على تطویر وتفعیل المقاومة الشعبیة کخیار أنسب للمرحلة، دفاعاً عن حقوقنا المشروعة لمواجهة الاحتلال".

وأضاف "من أجل تحقیق أهدافنا الاستراتیجیة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، یتوجب علینا الإسراع فی إنهاء الإنقسام وتحقیق المصالحة والشراکة الوطنیة. وفی هذا السیاق، وکشعب واحد وموحد، نعیش فی وطنٍ حرٍ واحد، توافقنا على ضرورة أن نعیش فی ظل نظام سیاسی دیمقراطی واحد، وسلطة واحدة، وقانون واحد، فی إطار من التعددیة السیاسیة والفکریة، وترسیخ مبدأ التداول السلمی للسلطة من خلال الانتخابات الحرة والنزیهة، وفق التمثیل النسبی الکامل فی دولةٍ وفق المعاییر الدولیة".

کما وأکد إقامة الدولة الفلسطینیة على کامل الأرض الفلسطینیة المحتلة وعاصمتها القدس، مشدداً على أنه "أنه لا دولة فی غزة، ولا دولة بدون غزة".

هذا وقررت قیادات الفصائل "تشکیل لجنة من شخصیات وطنیة وازنة، تحظى بثقتنا جمیعاً، تقدم رؤیة استراتیجیة لتحقیق إنهاء الانقسام والمصالحة والشراکة فی إطار م. ت. ف الممثل الشرعی والوحید لشعبنا الفلسطینی، خلال مدة لا تتجاوز خمسة أسابیع، لتقدیم توصیاتها للجلسة المرتقبة للمجلس المرکزی الفلسطینی".

کما توافقت على تشکیل لجنة وطنیة موحدة لقیادة المقاومة الشعبیة الشاملة، على أن توفر اللجنة التنفیذیة لها جمیع الاحتیاجات اللازمة لاستمرارها.

الرئیس الفلسطینی محمود عباس کان أکد أمس أنّ القضیة الفلسطینیة تواجه الیوم "مشاریع التطبیع المنحرفة".

ورأى عباس فی کلمة خلال اجتماع الأمناء العامین للفصائل الفلسطینیة، أنّ "آخر الخناجر المسمومة کان الاتفاق الإماراتی الإسرائیلی بإعلان أمیرکی".

وأضاف أنه "نجتمع الیوم لأننا شعب واحد قضیته واحدة وتجمعنا فلسطین والقدس"، مشیراً إلى أنّ "قرارنا الوطنی حق خالص لنا وحدنا ولا یمکن أن نقبل بأن یتحدث أحد باسمنا ولم نفوض أحدا بذلک".

رئیس المکتب السیاسی لحرکة حماس اسماعیل هنیة، قال من جهته خلال الاجتماع فی السفارة الفلسطینیّة فی بیروت أمس، أنّه "نجتمع الیوم لنقول إن الشعب الفلسطینی سیبقى موحداً فی الداخل والخارج".

هنیّة اعتبر أنّه "نمر فی مرحلة تحمل مخاطر غیر مسبوقة وذات طابع بمفهوم التهدید الاستراتیجی لقضیتنا والمنطقة. هذا منعطف تاریخی وهذه لحظة الحقیقة فیما یتعلق بواقعنا الفلسطینی"، مؤکداً أنّ "صفقة القرن والخطط المترتبة عنها، تهدف الى تحقیق أهداف خطیرة أولها ضرب القضیة الفلسطینیة بضرب رکائزها".

کما أشار هنیّة إلى أنّ "المشروع الأمیرکی من صفقة القرن إلى الضمّ والتطبیع، هو إنزال خلف خطوط التاریخ والجغرافیا".

أما الأمین العام لحرکة الجهاد الإسلامی زیاد النخالة، فقال خلال الاجتماع إنّ الشعب الفلسطینی "ینظر إلینا الیوم بالأمل کما بالإحباط وعلینا أن نختار ما الذی نقدمه له".

النخالة أشار إلى أنّه "أمامنا المشروع الصهیونی یتمدد فی المنطقة، وکنا للأسف جسراً لهذا التمدد"، متسائلاً: "هل نتوقف ونعید حساباتنا؟".

وأوضح النخالة أنّ حرکة الجهاد "تقدم مدخلاً للخروج من هذا الوضع، مستندین إلى مبادرة النقاط الـ10 التی طرحناها عام 2016".