أنظمة الردة وعواصم الخیانة تعلن الحرب على فلسطین وشعبها
فی مقر الجامعة العربیة بالقاهرة عقدت الدورة 154 على مستوى وزراء الخارجیة، دورة أکدت خیانة العدید من الأنظمة العربیة وخضوعها للدول الخلیجیة، فی هذه الدورة أسقطت الأنظمة مشروع القرار الفلسطینی ضد التطبیع الاماراتی مع اسرائیل، ورفضت حتى وصف الجریمة الاماراتیة بانها خروج على مبادرة السلام العربیة، وهذا یعنی أیضا أن الأنظمة تراجعت عن الالتزام بهذه المبادرة، وبصورة أوضح وأدق تخلت عن أی التزام اتجاه القضایا العربیة، وبالتحدید القضیة الفلسطینیة، وأشهرت سیوفها فی وجه الشعب الفلسطینی، وأکدت فی الوقت ذاته دعمها للتطبیع الاماراتی.
صحیح أن مشروع القرار الفلسطینی أسقطته أنظمة الردة ولیس مفاجئا لکنه أسقط الأقنعة عن المدعین والخونة، وتهاوى دور الکبار، وتوجه الصغار انفسهم أوصیاء على هذه الأنظمة، ومنحتهم فرمان التآمر والتجسس وتصفیة قضایا الأمة وسقوط مشروع القرار یضع القیادة الفلسطینیة أمام مسؤولیاتها، والمطالبة بأن ترتقی الى مستوى هذه المسؤولیة.. وعلیها أن تتعظ وتستخلص العبر، وتتحلى بالجرأة والوضوح وضرورة مصارحة الشعب، لا أن تبقى مغروسة فی دائرة الانتظار تتلقى الطعنات والهزائم، تفتقر الى استراتیجیة شاملة مدروسة بدقة، لا تعبث بها الأیدی غیر النظیفة، وقصیری النظر ووکلاء الأنظمة.. انها الحرب بدأت.. لتصفیة القضیة الفلسطینیة.
أمام هذا التطور فی "جامعة" مهانة مختطفة، باتت وکرا للخونة، القیادة الفلسطینیة مدعوة الى مراجعة سیاساتها ومواقفها، وأن لا تبقى متربعة مکتوفة الأیدی، فی حالة استجداء.. ألیست هی نفس القیادة التی انجرفت وراء الأنظمة الخلیجیة، ودعمت قراراتها المعادیة شعوب سوریا والیمن ولیبیا، ألیست هذه القیادة هی التی حاربت ایران، وتطاولت على المقاومة، ووثقت بادعاءات الحرص التی کانت تصدر عن أبوظبی والریاض والدوحة، وحتى مصر صاحبة الدور المتراجع المرتهن للصغار فی الخلیج.
الشعب الفلسطینی، ما یزال یمتلک العدید من الأوراق، لکن، استخدامها یستدعی قیادة قویة متفانیة، تخرج الى ساحات المواجهة، وتفک التصاقها بهذا النظام وذاک، وان تعید تقییم علاقاتها، وفق اسس جدیدة، وقواعد متینة وحقیقیة، مدعوة الى أن تتجه فورا الى اعادة ترتیب البیت الداخلی، فالتذمر یتصاعد، ومطالبة بمصالحة حقیقیة وتصارح شعبها فی کل مراحل الحوارات بشأن تحقیقها.
فی الساحة الفلسطینیة عبث خطیر من جانب أنظمة الخلیج، وفی دوائر صنع القرار من له ارتباطات وخیوط مع أنظمة الردة، وفیها أشخاص منبوذون من شعبهم، ارتکبوا وما زالوا التجاوزات، فلماذا لا یتم الاستغناء عنهم واستبدالهم، ألم یحن الوقت لتغییر الأدوات وهی التی لم تحقق نجاحات تذکر، فی القیادة ومواقع المسؤولیة عرابون للانظمة، ینتظرون سقوط القیادة واقصائها للحاق بثرواتهم المکتنزة فی عواصم الشرق والغرب، فلماذا تتحمل القیادة ومن على رأسها مسؤولیة التذمر الذی قد ینفجر فی أیة لحظة.
ان قیادة قویة جریئة تدیر الحکم بعدالة واقتدار وبأدوات قادرة نزیهة، وساحة موحدة خالیة من الانقسام قادرة على مواجهة کل التحدیات، وتملک فرص نجاح کبیرة للجم الصغار الذین یتطاولون على شعب یملک أقدس وأعدل قضیة.
ما کان لأنظمة الردة أن تشهر سیوفها فی وجه شعب فلسطین لو أن للقیادة استراتیجیة مدروسة، وتمتلک القوة بقواعد الوحدة والشفافیة، والتضحیة والجرأة.. لکن، الضعف تسرب الى مفاصلها وأوصالها، وظلت سنوات طویلة أسیرة الوشوشة، ورسائل التطنیش الکاذبة وعدم أمانة القنوات وما اکثرها، والسکوت على المخترقین والمرتبطین، وتجاوزت الکثیرین.
وبوضوح، ان الجامعة العربیة التی ترفض عودة سوریا الى مقعدها، واستقدمت الجیوش الى لیبیا، ودعمت السعودیة والامارات فی حربها الهجمیة على شعب الیمن، وها هی الیوم تتخلى عن شعب فلسطین، من الأجدر أن تنسحب القیادة من بیت الشر هذا، ووکر الخیانة، بعد أن تحولت "جامعة العرب" الى دائرة خلیجیة وامناؤها العامون الى سماسرة مرتشین مهانین، ومجرد أبواق لأنظمة الجاسوسیة والردة.
الآن.. اما استراتیجیة المواجهة.. والا أنتم جزء من المؤامرة؟!