"عاصفة تویتریة" یشنها البحرینیون ضد التطبیع مع الکیان الصهیونی
أدى الإعلان عن تطبیع العلاقات بین نظام آل خلیفة والکیان الصهیونی مساء الجمعة الماضی فی ظهور موجة من الغضب والاشمئزاز بین مستخدمی الفضاء الإلکترونی والنشطاء البحرینیین، وأصبح هاشتاغ "البحرینیون یعارضون تطبیع العلاقات" الأکثر انتشاراً فی البحرین. ولقد تصدر هاشتاغ "تطبیع العلاقات خیانة" جمیع مواقع التواصل الاجتماعی فی هذا البلد الخلیجی الصغیر. ونشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعی صورا ومقاطع فیدیو ورسوما کاریکاتوریة وتغریدات منددة باتفاق التطبیع مع الکیان الصهیونی ومشارکة البحرین فی حفل توقیع اتفاق السلام بین دولة الإمارات والکیان الصهیونی فی البیت الأبیض والذی سُیعقد فی الولایات المتحدة فی 15 سبتمبر الجاری.
وأعلن الرئیس الأمریکی "دونالد ترامب"، یوم الجمعة الماضی، عبر تغریدة على حسابه الشخصی على تویتر عن تطبیع العلاقات بین إسرائیل ومملکة البحرین. کما نشر الرئیس الأمریکی بیانا ثلاثیا مشترکا لأمریکا ومملکة البحرین وإسرائیل یوضح تفاصیل اتفاق السلام. وأکد البیان أن الملک "حمد" ورئیس الوزراء "نتنیاهو" أعربا عن تقدیرهما العمیق للرئیس ترامب لتفانیه لأجل السلام فی المنطقة، وترکیزه على التحدیات المشترکة، حیث إنه اتخذ نهجا فریدا فی الجمع بین الدول، وفق ما ذکر البیان.

وفور إعلان الرئیس الأمریکی "دونالد ترامب" عن اتفاق التطبیع بین المنامة وتل أبیب، تصدرت هاشتاغات "البحرین ضد التطبیع" و"بحرینیون ضد التطبیع" و"التطبیع خیانة" و"فلسطین قضیتی" موقع تویتر للتواصل الاجتماعی. وأطلق عشرات النشطاء فی البحرین حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعی للتعبیر عن رفضهم لقرار تطبیع البحرین مع إسرائیل، متهمین النظام بخیانة القضیة الفلسطینیة.
الناشط البحرینی "علی یوسف سیف"، علق على تغریدة ترامب، بصورة لأشخاص یحملون لافتة کتب علیها : "نحن البحرینیون نفدی فلسطین والعرب، بل کل المسلمین". وعلق على الصورة، موجها کلامه للرئیس الأمریکی قائلا: "ثمة فرق کبیر بین الشعب البحرینی والحکومة. هذا هو جدنا، أطلب من موظفیک ترجمة ما فی الصورة"، ودون الشاعر "علی الغریفی" قائلا: "لا سامحَ اللهُ من باعوا فلسطینا/ وأبدلوا بالنفاق الماء والطینا. باعوا على القدس أحلاماً مزیّفةً/ وطالما دنسوا الزیتون والتینا، مدّوا جُسوراً لکی یبنی السلام لهم/ دیناً.. ولکنّهم لم یعرفوا الدینا. ستکتب الأرض والتاریخ سوأتَهم/ لا سامح اللهُ من باعوا فلسطینا"، ومن جهته غرد الناشط "جابر النشابة" صورة لعلمی البحرین وفلسطین، وعلق علیها قائلا: "فلسطین کانت وستبقى قضیتی. أنا بحرینی وأرفض التطبیع مع الصهاینة". وأضافت "بشرى الحسین" :"هل هذا هو السلام؟" وأضاف "مازن عمان"، قائلا :"فلسطین اسمها وستبقى فلسطین ولن یکون الا کیانا غاصبا محتلا حتما سینتهی یوما وترجع عروس العروبة للشعوب العاشقة لاقصاها".
وکتب الباحث البحرینی "حسین الأکرف" فی حسابه على تویتر :"أنا بحرینی إذن أنا ضد التطبیع. تلک هی أصالتنا وثقافتنا وإیماننا ومعتقدنا کشعب، ووحده المسخ من یرحب بالمحتل، ومن لا موقف له منه لا دین له ولا شرف وهو خارج عن ربقة الإنسانیة." وغردت المعارضة والحقوقیة البحرینیة، "مریم الخواجة"، سلسلة تغریدات عبرت فیها عن رفض الشعب البحرینی لقرار التطبیع مع إسرائیل، وقالت :"هذه الاتفاقیة هی فقط للإعلان عما کان فی الخفاء، ولیس بالأمر بالجدید. لکن غالبیة الشعب البحرینی وقفوا دائما ضد القهر والاحتلال والفصل العنصری ضد شعب فلسطین".
أما النائب السابق ورئیس منظمة سلام للدیمقراطیة وحقوق الإنسان، "جواد فیروز"، فقال: "أکبر وأفظع جریمة اقترفتها السلطة الحاکمة فی البحرین فی تاریخها بحق الشعب والوطن والأمتین العربیة والإسلامیة والقیم الإنسانیة هی التطبیع مع الکیان الصهیونی". واعتبر النائب السابق عن جمعیة الوفاق الوطنی، علی الأسود، فی سلسلة تغریدات، أن إعلان تطبیع المنامة "یوم أسود فی تاریخ البحرین السیاسی". وقال الأسود: "لا أهلا ولا سهلا بالمحتل، بحرینیون ضد التطبیع ونساند أهلنا فی فلسطین قلبا وقالبا، ونؤکد على حق الشعب الفلسطینی فی الحریة، ومطالبته بتحریر أراضیه من الاحتلال الإسرائیلی، وفق قرارات مجلس الأمن الدولی والمنظومة الدولیة".
کما کتبت الناشطة الحقوقیة والاجتماعیة "ابتسام الصائغ": "أنا المواطنة البحرینیة ابتسام الصائغ، أعلن تبرئی من اتفاق التطبیع مع الکیان الصهیونی، وأعتبره طعنة فی قلب الشعب البحرینی وخیانة لتضحیات الأمة". وقال الکاتب والشاعر "جعفر الجمری"، إن "تمریر اتفاق التطبیع فی مجلس النواب البحرینی، لن یحتاج حتى إلى 5 ثوان".
وتحت وسم #بحرینیون_ضد_التطبیع، قال "فاضل عباس مهدی" على صفحته فی موقع فیسبوک: "لا للتطبیع..کل شعب البحرین یرفض الکیان الصهیونی.. نعتذر لشعب فلسطین وأی تطبیع لا یمثل شعب البحرین". وعاد "محمد السعید" بالذاکرة إلى عام 1948 وموقف الجیش البحرینی وقتها، کاتباً إلى جانب صور على فیسبوک: "الجیش البحرینی لتحریر فلسطین تأسس سنة 1948 فی قریة السنابس". واکتفى "مهدی حمید" ببضع کلمات للتعبیر عن حزنه وغضبه فی آن: "غُصة فی القلب". أما "أحمد الغسری"، فأکد على الثوابت بالدفاع عن فلسطین، قائلا: "سنستمر بالدفاع عن الحق الفلسطینی ولا سلام، لا سلام مع عدو، لا سلام مع کیان محتل، لا سلام مع کیان إرهابی".
وغردت "آلاء بوشهر": "بصفتنا بحرینیین، وقفنا من أجل العدل فقط، والعدالة هی تحریر فلسطین. لن نوافق على تطبیع الخطأ". کما شارک أحد المغردین من خلال هاشتاغ "بحرینیون ضد التطبیع" صورة مرسومة للطفل الفلسطینی الشهید، محمد الدرة، الذی قتل بنیران الجیش الإسرائیلی، أواخر سبتمبر/أیلول 2000، أثناء الانتفاضة الفلسطینیة الثانیة أو ما عُرفت بـ"انتفاضة الأقصى". وکتب أحد المغردین: "أرید أن أقول إن هذا القرار لا یتفق مع کل البحرینیین. کلنا نشعر بالخجل حیال ذلک. أنا شخصیا أقف مع الفلسطینیین أنا آسف یا فلسطین". بینما رد أحد المغردین على "تویتر" على إعلان الرئیس الأمریکی، دونالد ترامب، بشأن اتفاق السلام بین البحرین وإسرائیل: "هذا القرار لا یمثلنا کمواطنین بحرینیین. لم أشعر بهذا الکم من العار على مدار حیاتی کلها".

وکتبت مغردة أخرى: "أنا فخورة بکونی بحرینیة، لکننی لست فخورة بهذا القرار، لم أشعر بالضیق والخجل کما أشعر فی هذه اللحظة". کما غردت مستخدمة أخرى على موقع "تویتر" من خلال الهاشتاغ، قائلة: "لقد أظهرت لنا المدارس والتقالید دائما أنه یجب علینا التضامن مع فلسطین، لم یکذب الإعلام قط بشأن قبح إسرائیل وأفعالها. کیف یمکن للحکومة أن تعتقد أن هذا القرار جید؟ کمواطنة بحرینیة أعتبر قرار الحکومة لا یمثلنی".
الجدیر بالذکر أن الرئیس الأمریکی "دونالد ترامب" أعلن مساء الجمعة الماضی عن خبر تطبیع علاقات البحرین مع الکیان الصهیونی. ووفق بیان مشترک صادر عن قادة أمریکا والبحرین والکیان الصهیونی، فقد اتفقوا على "إقامة علاقات دبلوماسیة کاملة بین إسرائیل ومملکة البحرین". وعلى صعید متصل، کشفت العدید من التقاریر الاخباریة أن إعلان "ترامب" عن موافقة البحرین على تطبیع العلاقات مع إسرائیل جاء بعد مکالمة هاتفیة أجراها مع العاهل البحرینی "حمد بن عیسى آل خلیفة" ورئیس الوزراء الإسرائیلی "بنیامین نتنیاهو". ولفتت تلک التقاریر إلى أن أنباء تطبیع العلاقات بین البحرین والکیان الصهیونی جاءت بعد أیام قلیلة من رفض طلب فلسطینی لإدراج بند فی الاجتماع الاستثنائی لجامعة الدول العربیة لمعارضة تطبیع علاقات الإمارات مع الکیان الصهیونی بسبب الاحتجاجات التی خرجت فی البحرین.
کما کشفت مصادر صهیونیة أن العلاقات بین البحرین وإسرائیل بدأت منذ 25 عامًا فی السر. وأصدرت أمریکا وإسرائیل والإمارات بیاناً مشترکاً فی 23 آب الماضی حول تطبیع العلاقات بین أبو ظبی وتل أبیب رسمیًا. ولقد بذلت البحرین والإمارات جهودًا کبیرة فی السنوات الأخیرة للتواصل مع الصهاینة، لکن هذه العملیة تسارعت مع وصول "دونالد ترامب" إلى السلطة فی الولایات المتحدة فی عام 2015. الجدیر بالذکر أن المنامة وأبو ظبی سعتا للتوصل إلى اتفاق مع الکیان الصهیونی قبل انتهاء رئاسة "ترامب"، لأن جوهر هذه العلاقة هو "ترامب" نفسه ، ومن غیر الواضح ما إذا کان سیعاد انتخابه رئیسًا لأمریکا ولقد أدى تحرک البحرین والإمارات لفتح علاقات مع الکیان الصهیونی إلى إدانة العدید من الدول الإسلامیة وجماعات المقاومة الفلسطینیة.