السید عبدالملک الحوثی : التطبیع مع العدو الاسرائیل خروج من صف الأمة والتحاق برکب الأعداء
عتبر قائد الثورة فی الیمن السید عبد الملک بدرالدین الحوثی کل أشکال التعامل مع العدو الإسرائیلی خروجًا من صف الأمة والتحاقا برکب الأعداء، وخطأ استراتیجیًا سیاسیا وخسارة فادحة لصالح عدو مستغل یحقر من یرتمی فی أحضانه . نعتبر التطبیع مع العدو الإسرائیلی إخلالًا بالأمن وزعزعةً للاستقرار فی البلاد العربیة والإسلامیة
جاء ذلک فی کلمته بمناسبة العید السادس لثورة الحادی والعشرین من سبتمبر والتی أکد فیها ان ثورة الحادی والعشرین من سبتمبر استنهضت مبادئ وقیم وتاریخ الشعب الیمنی المشرف.
وتوجه السید عبدالملک الحوثی فی کلمته بالشکر لله فیما تحقق على ید الشعب فی هذه الثورة، کما توجه بالتبریک والتهانی إلى شعبنا العزیز بمناسبة ثورة الـ21 من سبتمبر وما یحققه أبطالنا من إنجازات على مستوى الجبهات والتصنیع وکل المجالات.
واعتبر ثورة الـ21 من سبتمبر هی المحطة التی انطلق من خلالها الشعب للخروج من الماضی المظلم ولبناء المستقبل على أساس المبادئ والقیم التی ینتمی إلیها هذا الشعب.
وأکد السید عبدالملک أن أکبر أهداف ثورة الحادی والعشرین من سبتمبر هو الحریة والاستقلال، لافتا إلى أنه بدون الحریة والاستقلال یعیش الشعب فی حالة من الاستعمار والخنوع والاستعباد، وأن الشعب الذی یعیش خانعا ومستسلما لأعدائه الظالمین المجرمین، یعنی إفلاسه من الشعور الإنسانی بالتوق إلى الحریة والکرامة.
وأضاف أن شعبنا الیمنی حر بفطرته الإنسانیة وبهویته الإیمانیة، وشعب یعشق العزة والکرامة، ولا یمکن أبدا أن یقبل بمصادرة حریته واستقلاله.
وأشار إلى أن الأمریکیین وضعوا أنظارهم على الیمن قبل ثورة 21 سبتمبر بدافع عدائی واستعماری وبدوافع غیر مشروعة أبرزها الموقع الاستراتیجی لهذا البلد والثروة الطبیعیة فیه، وأنهم أدرکوا أن شعبنا إذا کان فی وضعیة متحررة فهو یملک المؤهلات لأن یکون له دور إیجابی وکبیر على مستوى واقع الأمة.
وأوضح السید عبدالملک أن الأمریکیین عمدوا لزیادة تدخلهم فی الیمن بعد أحداث 11 سبتمبر لیدفعوا السلطة للدخول فی حرب أهلیة لاستهداف أحرار شعبنا، مضیفا "التدخلات الأمریکیة کانت خطیرة، والسفیر الأمریکی کان یتدخل على المستوى الرسمی فی کل المؤسسات والوزارات والقضاء والمؤسسات العسکریة".
وقال إن السفیر الأمریکی کان یتدخل فی المؤسسات الأمنیة والسیاسیة، وفتح برنامجا فی کل مؤسسات الدولة، کما توجه إلى الحالة الشعبیة لتنسیق علاقات مباشرة مع بعض المشائخ والوجاهات والمناطق، واتجه أیضا إلى المجتمع المدنی لیتغلغل من هذه النافذة، ولم یُبق نافذة من النوافذ التی یمکن أن یتدخل فیها بشؤون شعبنا إلا وتسلل منها، لافتا إلى أن السفیر الأمریکی قبل ثورة 21 سبتمبر کان یتدخل بکل شؤون الیمن بما یخدم السیاسات الأمریکیة الاستعماریة.
وحول تدهور الوضع فی الیمن أفاد السید الحوثی بالقول: "رأینا بکل وضوح کیف تدهور الوضع فی الیمن على المستوى الأخلاقی والاقتصادی والسیاسی والأمنی والعسکری وبنیة الدولة التی کان ینخر فیها السفیر الأمریکی کالسوس"، مشیرا إلى أن الأمریکیین دفعوا الیمن نحو الانهیار التام، وأوشک الیمن على الوصول إلى الهاویة لولا ثورة 21 سبتمبر.
وأکد أن النظام السابق لم یدرک أن الشعب الیمنی مؤهل للصمود أمام الاستهداف الأمریکی والحفاظ على حریته واستقلاله، فیما حرص الأمریکیون أن ینزعوا من البلد کل عناصر القوة، وتدخلوا فی السیاسة التعلیمیة تدخلا خطیرا یقوض المبادئ التی تجعل الشعب متماسکا أمام التدخل الخارجی.
وأضاف أن الأمریکیین سعوا وعملاؤهم لتغذیة کل عوامل الانقسام الداخلی، فبرزت إثارة النعرات العنصریة والطائفیة والمناطقیة، کما عملوا على تعزیز کل ما یمهد للسیطرة الأمریکیة المباشرة وینزع عن شعبنا عناصر القوة، لافتا إلى أن المسار الأمریکی کان یهدف إلى بعثرة شعبنا وتفکیک کیانه کی لا یبقى رابطٌ یجمع أبناء البلد ویحمیهم من الانقسام.
وأردف السید عبدالملک أنه فی عهد النظام السابق لم یعد للثروات النفطیة أی أثر إیجابی لمعالجة المشکلة الاقتصادی، حیث اتبع النظام السابق سیاسات اقتصادیة تدمیریة، وکل موارد الدولة کان لا أثر لها فی حل المشکلة الاقتصادیة.
وبشأن الضائقة المعیشیة الیوم، أوضح السید عبدالملک أنها نتیجة لحرب شاملة على بلدنا، وحصار خانق ومنع لسفن المشتقات النفطیة من الدخول، والسیطرة على الثورة النفطیة من العدوان وعملائه.
وبیّن أن الدولة فی صنعاء الیوم لیست بیدها الثورة النفطیة ولا المنافذ البریة والجویة، وسفن المشتقات یمنعها العدوان من الدخول إلى میناء الحدیدة، لافتا إلى أن تحالف العدوان أوقف نشاط البنک المرکزی وتآمر على العملة الوطنیة واستهدفها فی قیمتها أمام الدولار، إضافة لکثیر من المؤامرات على أبناء البلد.
وأوضح أن هناک فرق بین الضائقة المعیشیة التی نعیشها الیوم نتیجة العدوان، والانهیار الاقتصادی قبل ثورة 21 سبتمبر الذی کان بفعل سیاسات وتوجهات وإملاءات.
وأضاف أن النظام السابق وصل فی التماهی مع الوصایة الخارجیة إلى الوصایة العلنیة تحت عنوان البند السابع ووصایة الدول العشر، وأن السفیر الأمریکی کان فی صنعاء بشکل رسمی وبقرار من مجلس الأمن المسؤول الأول فی الوصایة على شعبنا وسلمت له السلطة فی ذلک الحین بهذا.
وتابع قائد ثورة الحادی والعشرین من سبتمبر "السفیر الأمریکی کان یوجه الوزراء والمسؤولین بشکل مباشر، وهذا مثبت فی الصحف ووسائل الإعلام فی حینها"، مؤکدا أن التفریط فی النظام السابق وصل إلى القبول بقواعد عسکریة أمریکیة فی الیمن وأتى المارینز إلى صنعاء وبات لهم تواجد داخل العاصمة.
وأشار إلى أن السفیر الأمریکی سعى لبناء المزید من القواعد العسکریة الأمریکیة فی محیط صنعاء وفی مناطق أخرى، فیما کانت سیاسة النظام السابق تجاه قضایا الأمة والأحداث الإقلیمیة والدولیة کانت خاطئة ومنحرفة وضمن المسار الذی یحدده الأمریکیون.
وقال السید عبدالملک إن النظام السابق وصل فی انحرافه إلى التنسیق السری مع العدو الإسرائیلی تمهیدا لإقامة علاقات معه، مضیفا "سیُکشف فی الأیام القادمة ما یظهر المسار المنحرف للنظام السابق فی سعیه للتطبیع مع العدو الإسرائیلی".
وأکد أن مسؤولین صهاینة وصلوا إلى صنعاء وعقدوا لقاءات مع قادة السلطة السابقة وکان هناک اتفاقیات وترتیبات لتعزیز العلاقات بین النظام السابق وکیان العدو.
ولفت إلى أن تحرک الشعب الیمنی فی ثورة 21 سبتمبر لم یکن منحصرا بمکون معین، بل کل الأحرار فی هذا البلد تحرکوا بمسؤولیة ووعی فی ثورة شعبیة ممیزة، مؤکدا أن ثورة 21 سبتمبر کانت نابعة من وعی وإحساس بالمسؤولیة ومن واقع معاناة حقیقیة، ولم یکن تحرکا بدفع خارجی.
وأوضح أن تحرک ثورة 21 سبتمبر کان حکیما وممیزا بخطواته الفاعلة والقویة ویعبر عن هویة الشعب الیمنی، شعب الإیمان والحکمة، لافتا إلى أن الحالة الشعبیة فی ثورة 21 سبتمبر کانت تقابل حالة الخنوع والتذلل أمام الأمریکیین والأجانب فی الواقع الرسمی.
وأردف السید عبدالملک قائلا "فی ثورة 21 سبتمبر برز الإباء الیمانی والشجاعة الیمانیة وترجمت الحریة بالقول والفعل لجماهیر شعبنا"، مشیرا إلى أن کل العالم سمع صوت الجماهیر الهادر فی ساحات ثورة 21 سبتمبر.
وبین أن الأعداء ظنوا الشعب فریسة سهلة ففوجئوا بحالة الشعب المختلفة عن حالة الخنوع الرسمی، مضیفا انهم عمدوا إلى خطوات للترهیب والقمع، فوجه إلیهم الشعب صفعة تاریخیة مدویة یوم انتهکوا الخط الأحمر المتمثل بدماء الشعب.
وأضاف السید عبدالملک "خاطبناهم وقلنا لهم إیاکم أن تسفکوا دماء أحرار الشعب وهم ینادون بصوت الشعب وآمالهم فی ساحات الثورة لکنهم لم یستوعبوا تحذیرنا ولم یدرکوا قوة الشعب المستمدة من الله ومن هویته الإیمانیة، فعمدوا إلى سفک دماء أبنائه، وعندها أتت الصفعة المدویة المذهلة التاریخیة، فکان یوم 21 سبتمبر یوما من أیام الله".
ولفت إلى أن الموقف حُسم فی یوم 21 سبتمبر بسرعة مذهلة جعلتهم فی حال من الذهول والدهشة، موضحا بالقول "لا أعرف فی تاریخنا المعاصر مثیلا لإنجاز ثورة 21 سبتمبر التی تمثلت فیها السلامة والحفاظ على حیاة وممتلکات الناس وسرعة الإنجاز بأقل کلفة بتوفیق الله".
وحول الشراکة مع الأطراف قال السید عبدالملک "مددنا أیدینا للشراکة مع الجمیع فی هذا البلد، واستمرت مؤامراتهم فکانت الثورة بالمرصاد عند کل مؤامرة، مشیرا إلى أنه بعد أن یئسوا من المؤامرات على الثورة اتجهوا للعدوان الخارجی بهدف السیطرة على البلد لاحتلاله.
وأکد أنه منذ الیوم الأول من العدوان ندرک جمیعا أهمیة وقیمة إنجاز ثورة 21 سبتمبر، وندرک صمود شعبنا طیلة ألفی یوم من العدوان، لافتا إلى أنه من حق شعبنا أن یکون حرا ومستقلا، لکن الأمریکیین لا یریدون أن یقبلوا هذا لشعبنا.
وقال "یستکثر الحریة على شعبنا أعوان أمریکا وأنصارها وخدامها کالنظام السعودی والإماراتی ومن معهم"، مضیفا "نحن جزء من الأمة نعیش نبضها وآلامها ولا نقبل بالتجزئة التی تهدف لعزل شعوبها والاستفراد بها، ولإیجاد بیئة ملائمة لتصفیة القضیة الفلسطینیة".
وأضاف أن بعض الصم البکم کانوا إما متأثرین بارتباطاتهم الحزبیة أو بالخارج، لأنهم لم یعیشوا مع الشعب الیمنی أصالته الإیمانیة، لافتا إلى أن بعض قادة "حزب الإصلاح" کانوا ولا یزالون یکفرون أبناء شعبنا، ویرتبطون على المستوى الفکری بقرن الشیطان فی نجد.
وأکد السید عبدالملک أن العدوان الیوم اتضحت حقیقته کعدوان یهدف لاحتلال الیمن والسیطرة علیه.، مشیرا إلى أنه عندما اتجه السعودیون والإماراتیون بقرار أمریکی للسیطرة على سقطرى والمهرة التی لا یوجد فیها جبهات تبرر تواجدهم، اتضحت صورة العدوان کاحتلال عند بعض الیمنیین.
وأشار إلى أن الأمریکی یتجه إلى تعزیز قواعده فی حضرموت وشرورة وتواجده فی عدن، ویسعى لأن یکون فی إطار التحالف کی لا یتحمل کلفة المواجهة مع شعبنا، وهو یدرک منذ ثورة 21 سبتمبر وما بعدها، أن شعبنا لیس لقمة سائغة، وأن المواجهة معنا مکلفة للغایة.
وأضاف أن الأمریکی یدفع لمواجهة شعبنا أدواته الغبیة الحمقاء، وعلى حساب البقرة الحلوب، ویرید من السعودیة والإمارات أن یدفعوا الکلفة الاقتصادیة للعدوان، والتمویل اللازم لأی قاعدة، وقیمة کل طلقة وقذیفة وصاروخ یستهدف به شعبنا، لافتا إلى أنه إذا کانت السعودیة هی البقرة الحلوب للنظام الأمریکی، فالإمارات هی الماعز الحلوب أیضا.
لفت إلى أن الأمریکی یرید أن یتحمل النظام السعودی والإماراتی الأغبیاء الکلفة الکاملة للعدوان، لکن کل عملهم هو للمصلحة الأمریکیة وخدمة للأمریکیین