کیف یرتجى من محتل الحریة؟!
یری الکاتب و المحلل العراقی مازن البعیجی ان الحکومة الحالیة العراقیة ترید بکل قواها تقلیم اظفار الحشد والمقاومة تلبیة لطلب الولایات المتحدة.
یحاول البعض ابدال المفاهیم الواضحة بأخرى دلت علیها کل القیم والقوانین والتجارب التی بلغت حد قیاس التواتر! مثل أمریکا التی یعرفها القاصی والدانی ویشهد لها تاریخ أحتلالها للبلدان ویعرف بالقطع أنها تستخدم کل شیء لأجل أهدافها العلیا وأولها العملاء ومن یکون عوناً لها أو یناغمها.
بل هی من تصنع الهالة الأعلامیة وتسوق نوع داعیة حول الأشخاص المهمین أو المؤثرین کما یفعل الشیطان البارع حین یرید اغواء احد فیهیأ له کل أرکان الجریمة ویفرش للانسان طریق ارتکاب الذنوب ولکن فی الأخیر یرجع ویبرأ نفسهُ - الشیطان - مما وصل له ذلک الأنسان محاولاً إلقاء اللوم على من سایره وطاوعه على ارتکاب الفعل أیاً کان الفعل وفظاعته؟!
( کَمَثَلِ الشَّیْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اکْفُرْ فَلَمَّا کَفَرَ قَالَ إِنِّی بَرِیءٌ مِنْکَ إِنِّی أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِینَ ) الحشر ١٦
وهکذا أمریکا مع ادواتها مهما بلغت تلک الادوات وتنوعت وقدمت من ولاء فهی من ترسم طریق الوسوسة الى الذین فی قلوبهم مرض ولم یصلوا بعد الى الشفاء التام من أمراض الدنیا والجاه والسلطان وحب التفاخر وعقدة العظمة وغیرها مما یجد فیها الشیطان علیه الف طریق وطریق! بالضبط هو ما وصفته الأیة القرآنیة ( إِنَّ عِبَادِی لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَکَ مِنَ الْغَاوِینَ ) الحجر ٤٢ . وهنا واضح أن الذی لا سلطان للشیطان علیه هو صاحب الدین الحقیقی وصاحب البصیرة النافذة والمعرفة بالله الحقیقیة ومن اتخذ طریق العترة المطهرة لا بنک شعارات کلها أو اغلبها یخالف الظاهر بل وعلى تلک المخالفة حمل بعیر أدلة!
هکذا أمریکا مع العملاء سواء من کان معها ویعلم أنه عمیل أو لا هو یدار عبر فلک وتأثیر من بعید لکنه قد یقدم مالا یقدمه ای عمیل لأنه لم یبلغ مرحلة ما عبرات عنه الأیة إلا عبادی أی الذین فقدت التأثیر علیهم وهی بالضبط مرحلة بلوغ الانسان البصیرة والوعی فلا یعود ینطلی علیه مکرها أو خداعها مهما کثر الضجیج وتعالت أصوات الإدارة الاعلامیة بما یقرب الأمر أنه الحق المطلق!
ومن هنا قال الخمینی العظیم بضرس قاطع ومثله الولی الخامنئی البصیر والمدرک 《 أمریکا الشیطان الأکبر 》فی استشراف قطع الطریق على من لم یبلغ درجة الحصانة من الشیطان!