تاریخ الانتفاضة یعید نفسه.. هل یکون التطبیع شرارة لانتفاضة ثالثة؟

 أحیا الفلسطینیون ذکرى "انتفاضة الأقصى" أو ما یُطلق علیها الانتفاضة الفلسطینیّة الثانیةّ، التی اندلعت بعد قیام رئیس وزراء العدو الأسبق، أرئیل شارون، بزیارة المسجد الأقصى أواخر عام 2000، الأمر الذی اعتبره الفلسطینیون وقتها تدنیساً لأرض المسجد الطاهر، ما أدى لقیام شباب فلسطین بالتصدی لتلک الزیارة رغم أنّه کان بحمایة 3 آلاف جندیّ صهیونیّ.

وفی الیوم التالی، قامت قوات العدو الصهیونیّ بفتح النیران على رؤوس المصلین قبل الانتهاء من صلاة الجمعة وجرت مواجهات فی ساحات الأقصى بین المصلین وجنود الاحتلال أسفرت وقتها عن استشهاد 7 أشخاص و250 جریحاً، ثم امتدت الاشتباکات إلى کل أرجاء فلسطین والضفة الغربیّة وقطاع غزة بالإضافة إلى مناطق الـ 48 ما شکل بدایة للانتفاضة المبارکة الثانیّة، وقدم فیها الفلسطینیون آلاف الشهداء والجرحى دفاعاً عن بلادهم وقضیّتهم.

السلام المُدنس

بالتزامن مع ذکرى "انتفاضة الأقصى"، بیّنت حرکة الجهاد الإسلامیّ أنّ انتفاضة الأقصى ستبقى تحمل إلهاماً لکل الأجیال لمواصلة النضال والمقاومة بوجه محاولات الاستئصال والإخضاع، وبعد مرور 20 عاماً على الانتفاضة التی حملت اسم المسجد الأقصى، أوضح عضو المکتب السیاسیّ لحرکة الجهاد الإسلامیّ، نافذ عزام، فی بیان، الاثنین المنصرم، أنّ الانتفاضة کانت "نقطة مضیئة" فی تاریخ الشعب الفلسطینیّ، ورسخت معها صورة هذا الشعب الشامخ والمکافح والذی لا یستکین.

وفی هذا السیاق، قال عزام إنّ "انتفاضة الأقصى" اشتعلت بعد 7 سنوات من التوقیع على "اتفاق أوسلو" الذی دشن لمرحلة جدیدة أُریدَ لها أن تکون تکریساً للأمر الواقع، حیث ظن الکثیرون أن الشعب الفلسطینیّ قد طوى صفحة المقاومة والنضال، بل کان هناک رهانات على أنّ المنطقة ستودع بالکامل تاریخها وروحها وتدخل فی حقبة "السلام المدنس".

وفی الوقت الذی یعتبر فیه الفلسطینیون، أنّ التطبیع مع العدو الصهیونیّ یُشکل "خیانة کبرى" لفلسطین وشعبها ومقدساتها، ویُمثّل طعنة فی ظهر الشعب الفلسطینیّ، و تآمراً على نضاله، وخیانةً لمقاومته، وتکریسا للاحتلال، یصرون على ضرورة المقاومة والنضال لمحاربة "خطیئة التطبیع" ومواجهة اتفاقیات العار بین بعض الدول العربیّة و العدو الغاصب.

ومن الجدیر بالذکر، أنّ أبناء فلسطین رفضوا قیام دولة الإمارات بفتح باب التطبیع مع العدو الصهیونیّ بذریعة وقف مشاریع ضم الأراضی الفلسطینیّة، وکانوا قد خرجوا فی تظاهرات غاضبة نددت بعمالة أبو ظبی وحکامها، فی ظل الإجماع السیاسیّ والشعبیّ على رفض الخیانة الإماراتیّة والعربیّة.

إحیاء الانتفاضة

واضحة جاءت الرسائل التی وجهها مئات الفلسطینیین، فی الوقفة الجماهیریّة وسط مدینة رام الله، بالضفة الغربیّة المحتلة، فی إحیاء ذکرى انتفاضة الأقصى، حیث أکّدوا تمسکهم بالحقوق الفلسطینیّة فی مواجهة "صفعة القرن" الأمریکیّة التی تهدف إلى تصفیّة قضیّتهم، وخطة الضم الصهیونیّة والمطبعین العرب.

فی غضون ذلک، تعتبر القیادات الفلسطینیّة بمختلف فصائلها، أنّ الوقفة تجدد العهد للشهداء والجرحى والأسرى الذین سقطوا وقدموا تضحیات جسام فی سبیل التمسک بالحقوق والثوابت الفلسطینیّة، بدءاً من حق عودة اللاجئین، وحق تقریر المصیر، وحق إقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس.

ومع تمسک الشعب الفلسطینیّ بمقاومته وحقوقه حتى إنهاء الاحتلال الصهیونیّ والوصول إلى حقوقه کاملة غیر منقوصة، ترى بعض القیادات أنّ الإرهاصات والمقدمات التی أدت إلى الانتفاضة الشاملة عام 2000 قائمة الیوم، وأهمها انغلاق الأفق السیاسیّ وتصعید الثالوث الأمریکیّ – الصهیونیّ – الرجعیّ العربیّ.

وعلى هذا الأساس؛ یواجه الفلسطینیون، منذ عام تقریباً، تحدیات عدیدة، أبرزها "صفقة القرن" الأمریکیّة الهادفة إلى تصفیّة قضیتهم العادلة،

والمنهج الصهیونیّ لضم نحو ثلث مساحة أراضی الضفة الغربیّة المحتلة إلى سلطة العدو، ومسألة إدخال بعض الدول العربیّة إلى حظیرة التطبیع، فی ظل استمرار الکیان الصهیونیّ باحتلال الأراضی العربیّة، وممارسة الإجرام بحق أبناء الأمّة، والعبث بمقدساتها التاریخیّة.

خلاصة القول، من غیر المُستبعد أن تنطلق شرارة انتفاضة فلسطینیّة جدیدة فی ظل التمادی الصهیونیّ المتزامن مع الضغوط العربیّة والأمریکیّة، وإنّ أکثر ما یحتاجه الفلسطینیون الیوم هو الوحدة ولا شیء غیرها، لمواجهة الخطر الداهم الذی یهدد مستقبلهم، وبالتأکّید فإنّ الشعب الفلسطینیّ یستطیع بوحدته أن یُفشل کل الخیانات والمؤامرات.




محتوى ذات صلة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

الحدیث عن مشهد الصورایخ التی تدک تل ابیب وتحول لیلها نهارا مهم، لاسیما وان هذا المشهد غیّر فی معادلة الصراع وغیّر قواعد الاشتباک بین المقاومة الفلسطینیة والمحتل الاسرائیلی

|

السید خامنئی: الفلسطینیون أینما کانوا هم جسد واحد

السید خامنئی: الفلسطینیون أینما کانوا هم جسد واحد

المرشد الإیرانی یؤکد على أهمیة تضامن القطاعات الفلسطینیة وتلاحمها بوجه الاعتداءات الإسرائیلیة، ورئیس مجلس الشورى یدین الجرائم الإسرائیلیة، وعشرات الإیرانیین فی العاصمة طهران یتظاهرون تضامناً مع فلسطین ونصرةً للقدس وغزة.

|

ارسال التعلیق