تصنیع صاروخ إیرانی جدید مضاد لحاملات الطائرات
لطالما اعتبرت حاملات الطائرات والقواعد الجویة الأمریکیة المتواجدة على مقربة من إیران ، واحدة من أهم التهدیدات عالیة المستوى للقوات المسلحة الإیرانیة ، کما أنها تُعد تحدیًا لجزء من قدرات ایران الاستخباراتیة والقتالیة لمراقبة هذه التهدیدات والتعامل معها، لأن الطائرات التی تحلق من على متن حاملات طائرات أو من قواعد جویة ، فی الواقع ، لعبت جزءًا رئیسیًا من الاستراتیجیة الهجومیة الأمریکیة ، ودونها ، سیواجه جزء کبیر من الخطط القتالیة الأمریکیة مشکلة حقیقیة.
وفیما یخص قضیة القواعد الجویة المتمرکزة على الأرض ، أعدت جمهوریة إیران الإسلامیة منذ سنوات عدیدة عددًا کبیرًا من الصواریخ البالیستیة وصواریخ کروز ، وبالطبع ، طائرات بدون طیار لتدمیر هذه القواعد فی حالة حدوث أی توتر.
هذه الأهداف کبیرة وثابتة بالطبع، وأن التعرف علیها وتحدید النقاط لاستهداف أجزائها المهمة والحساسة، هی من الأمور التی تمکن الإیرانیون تنفیذها بدقة عالیة فی السنوات الأخیرة، وأثناء الهجوم على قاعدة عین الأسد فی بغداد، شوهد نموذجًا من دقة ضربات الصواریخ البالیستیة التکتیکیة الإیرانیة.
معظم الصواریخ البالیستیة الإیرانیة التی تم استخدامها فی السنوات الأخیرة فی العملیات ضد إرهابیی داعش والمجامیع الإرهابیة فی شمال العراق وضد قوات "سنتکام" الإرهابیة ، کانت من النوع التکتیکی وعلى مسافات تقل عن 1000 کیلومتر، والتی أثبت دقتها للخبراء للمسافات التی تقل عن 1000 کم ، لکن السؤال هو ما هو الوضع للمدیات التی تزید عن 2000 کم؟
أول تصریح من قبل وزیر الدفاع الایرانی
فی فبرایر 2016 ، قدم وزیر الدفاع الإیرانی قصة مثیرة للاهتمام حول تجربة صاروخیة فی ایران. وفی إشارة إلى جدل المسؤولین الأمریکیین فی ذلک الوقت بشأن القدرة الدفاعیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ، قال الوزیر: "إن الصاروخ بعید المدى الذی أثار الأمریکیون جدال حوله، هو صاروخ بمدى 2000 کیلومتر تم اختباره بنجاح، وسقط من على مسافة تبعد 200 کیلومتر، فی وسط مربع تبلغ أبعاده 30 مترا فی 30 مترا.
ومن المرجح أن یکون الإنجاز الذی ذکره وزیر الدفاع فی ذلک الوقت من أقوى التجارب الصاروخیة وأکثرها إثارة للإعجاب فی مدینة خرمشهر ، والتی تم مؤخرًا نشر صور عن لحظة اصطدامها بهدف مربع الشکل.
مساعی إیران لإبعاد حاملات الطائرات عن أراضیها
فی السنوات الأخیرة ، کانت هناک دائمًا مناقشات حول حصول إیران على صاروخ بالیستی طویل المدى مضاد للسفن من قبل کبار القادة فی ایران ؛ الصواریخ التی یصل مداها إلى أکثر من 1000 کیلومتر ویمکنها إصابة أهداف بحریة.
إحدى هذه التصریحات، کانت من قبل اللواء سلامی، القائد العام للحرس الثوری الإیرانی، فی عام 2017. وفی مقابلة معه، أشار سلامی فی ذلک الوقت إلى وجود صاروخ بالیستی دخل الغلاف الجوی للأرض بسرعة 8 ماخ ویمکنه إصابة أهداف عائمة متحرکة بدقة تصل إلى 100 متر.
من المحتمل أن تکون دقة الـ 100 متر المذکورة مرتبطة بحقیقة أن الصاروخ المعنی یستخدم نوعًا من رأس حربی من نوع آخر ، وبدلاً من إصابة الرأس الحربی مباشرة الهدف، فإنه یطلق عددًا کبیرًا من المقذوفات الصغیرة فی دائرة معینة. هذا السیناریو أکثر ملاءمة فی ظروف الهجوم الجماعی وبأعداد کبیرة ویمکن أن یتسبب فی أضرار جسیمة لسفن العدو فی المساحة المستهدفة.
هل انضم "عماد" إلى فئة مضادات السفن الإیرانیة ؟
یعد صاروخ عماد البالیستی من أحدث المنتجات التی کشفت عنها وزارة الدفاع الایرانیة فی فئة الصواریخ البالیستیة التی یبلغ مداها أکثر من 1500 کیلومتر ، حیث یبلغ مداه حوالی 1700 کیلومتر.
ووفقًا لمقطع فیدیو تم نشره مؤخرًا لاختبار تشغیلی مهم للصاروخ ، فإن هدفًا یشبه متن حاملة طائرات أو جزءًا قصیرًا من مدرج یصیبه الرأس الحربی للصاروخ. وفی وقت الکشف عنه ، کان هذا الصاروخ الذی یعمل بالوقود السائل من أوائل الصواریخ الإیرانیة بعیدة المدى التی تم تجهیزها برأس حربی جدید مجهز بنظام توجیه للطیران وتصحیح الأخطاء فی المرحلة النهائیة.
إن مقاطع الفیدیو الخاصة بهذه التجربة الصاروخیة فی ایران، ذکّرت الخبراء العسکریین الدولیین، بالعملیات الصاروخیة البالستیة الشهیرة فی الصین ضد حاملة طائرات DF-۲۱D . فی تلک التجربة، أعد الصینیون مساحة مستطیلة الشکل کهدف للصاروخ، حیث إنطلق الصاروخ من على متن شیء شبیه بمدرج حاملة طائرات وتمکن الصاروخ من إصابة الهدف.
فی مقاطع الفیدیو هذه ، کان واضحًا جدًا کیفیة خروج الصاروخ من الغلاف الجوی للأرض ، ولهذا السبب یمکن تقدیر أن الصاروخ المعنی یجب أن یصل إلى الهدف بسرعة فوق صوتیة (5 ماخ وما فوق) ، مما یعقد العمل للأنظمة المضادة للصواریخ التی یمتلکها العدو.
ومن الجدیر بالذکر أن الصین وإیران اعتبرتا البحریة الأمریکیة وحاملات الطائرات التابعة لهم تهدیدًا خطیرًا ، واتخذتا مختلف الإجراءات للتعامل معه وفقًا لقدراتهما العلمیة والتقنیة. ولحسن الحظ ، نظرًا للصناعة المحلیة الکاملة وشبکة صناعة الصواریخ فی ایران فی المجال البالستی ، لم یزعم حتى الخبراء الغربیون، أن هذا الإنجاز الصاروخی المهم لإیران، کان مأخوذ عن نسخة أو مساعدة أجنبیة.
أحد الإجراءات التی اتخذها کلا البلدین هو زیادة مدى الصواریخ لإبعاد حاملات الطائرات الأمریکیة قبالة الساحل. وتم مؤخراً إطلاق صاروخ کروز مضاد للسفن اسمه "الشهید أبو مهدی المهندس" بمدى یزید عن 1000 کم. وتشیر التقدیرات إلى أن مدى الصاروخ یبلغ حوالی 1200 کیلومتر.
والآن صاروخ "عماد" البالیستی الذی یبلغ مداه حوالی 1700 کیلومتر ، له رأس حربی یبلغ وزنه 450 کیلوغراماً (حوالی 250 کیلوغراماً من المتفجرات). ولمهاجمة حاملة طائرات من طراز Nimitz ، یجب الأخذ بعین الإعتبار أن الهدف یبلغ طوله حوالی 332 مترًا وعرضه 76 مترًا. أی أن الصاروخ الإیرانی یفترض أن یصیب مستطیل بهذه الأبعاد.
الهدف المذکور آنفًا، کبیر جدًا فی مساحته، وفی نفس الوقت یتمتع بحرکة جیدة نسبیًا وله قدرة على المناورة. ولمهاجمة هکذا هدف بنجاح ، یجب أن یتلقى الصاروخ البالیستی الإیرانی أولاً بعض إحداثیات منطقة تواجد السفینة ، وبالطبع ، فی حالة حدوث تغییر فی الموقع أثناء الحرکة ، یجب أن یتلقى أیضًا تحدیثًا للمعلومات.
ویتم هذا الأمر فی العالم عادةً عن طریق الأقمار الصناعیة ، ولکن فی إیران ، نظرًا لعدم وجود أنظمة استهداف عبر الأقمار الصناعیة ، من الضروری استخدام رادارات بعیدة المدى أو أنظمة استماع إلکترونیة أو طائرات استطلاع بعیدة المدى. ولا ننسى أن المهمة الرئیسیة لهذه الفئة من الأسلحة هی فی الواقع إرسال رسالة قویة فی مجال الردع إلى الجانب الآخر ومحاولة منع أی صراع.
بعد الوصول إلى مرحلة تسبق التوجه نحو الهدف، یمکن للصاروخ الکشف عن الهدف بواسطة أنظمة الرادار أو أجهزة الکشف بالأشعة تحت الحمراء ، وبعد الضغط على الزر یبدأ الهجوم النهائی. من الواضح أنه فی المرحلة الأولى ، یجب محاکاة هذه العملیة فی بیئة أرضیة ، والتی تم إجراؤها بنجاح بناءً على الصور المتاحة. ووفقًا للخطوة الجدیدة للدولة الایرانیة فی هذا القطاع ، تصل الصواریخ البالیستیة المضادة للسفن إلى مدى یصل إلى 2000 کیلومتر برأس حربی قادر على التوجه الى نقطة الاصابة.
سیکون الرقم الشهیر البالغ 2000 کیلومتر مهمًا للغایة لاستراتیجیة عدم الوصول الى الدفاع الایرانی. ویشیر بعض الخبراء الأجانب إلى هذا الرقم على أنه الرقم الذهبی فی برامج الصواریخ الإیرانیة. ولفهم أهمیة هذه المشکلة ، یجب أن نعلم أن المدى القتالی لحاملة طائرات F-35C یبلغ حوالی 1100 کم وأن المدى القتالی لـ Super Hornet یبلغ حوالی 800 کم.
وبافتراض الوصول الى مدى 2000 کیلومتر فی صواریخ کروز والصواریخ البالستیة المضادة للسفن ، فإن جمیع الطائرات المقاتلة الأمریکیة بعیدة عن مدى مهاجمة ایران ، وستحتاج فی منتصف الطریق إلى التزود بالوقود الجوی ، وسیکون لها وقت أقل على إصابة الهدف وستکون ذخیرتها أقل، وفی نفس الوقت سیوفرون المزید من الوقت لرد فعل المدافعین.