ترامب لن یقبل نتائج الانتخابات حال خسارته

قبل شهرین من "أهم انتخابات فی تاریخ" الولایات المتحدة والمقررة فی نوفمبر/تشرین الثانی، یقول الرئیس الأمیرکی دونالد ترامب: إنه لن یقبل بالنتائج إذا خسر.
وتساءلت صحیفة الکونفدنسیال الإسبانیة: ماذا سیحدث إذا لم یقبل ترامب ذلک بالفعل؟، مشیرة إلى أن القتال بینه وبین المرشح الدیمقراطی جو بایدن ما یزال حامیا خلال هذه الفترة.
وبعد أن ضمن ترامب ولاء الناخبین له فی ولایة أوهایو، وهی مفتاح إعادة انتخابه، أعلنت قناة "سی إن إن" أن بایدن استولى على ولایة بنسلفانیا، ومعها الانتخابات.
کما تعلن جمیع القنوات التلفزیونیة أن بایدن سیکون الرئیس القادم للولایات المتحدة. فی الأثناء، أعلن ترامب أن الدیمقراطیین والدولة العمیقة یحاولون انتزاع الرئاسة منه ویحذر قائلا: "لن ینجحوا".

هل یرحل؟

وأوردت الصحیفة أن الکاتب الأمیرکی لورانس دوغلاس، وأستاذ القانون، ألف کتابا بعنوان "هل یرحل؟ ترامب والانهیار الانتخابی الوشیک فی عام 2020". ویؤکد الکاتب أن رفض ترامب لهزیمته خلال الانتخابات القادمة "أمر لا مفر منه". 
ویطرح المؤلف أیضا سؤالا لم یجرؤ سوى القلیلون فی الولایات المتحدة على طرحه: ماذا سیحدث إذا أکد ترامب فی الرابع من تشرین الثانی/ نوفمبر أن الانتخابات کانت مزورة ولا یقبل النتائج؟
ونقلت الصحیفة بعض تصریحات ترامب التی تهجم فیها على الدیمقراطیین، على غرار تدوینته على تویتر التی جاء فیها: "إن الرادیکالیین والاشتراکیین الذین فی

فی مناسبات لا حصر لها، رفض ترامب الإجابة عما إذا کان سیقبل هزیمته أم لا، وتحدث عن "الاحتیال" وبث نظریات مؤامرة مزعومة "للدولة العمیقة" من أجل إزاحته من البیت الأبیض.

یسیطرون على الحزب الدیمقراطی لا یمکنهم الفوز أمامی بشکل عادل وهم یعرفون ذلک. والآن یحاولون سرقة انتصارنا منا".
وفی مناسبات لا حصر لها، رفض ترامب الإجابة عما إذا کان سیقبل هزیمته أم لا، وتحدث عن "الاحتیال" وبث نظریات مؤامرة مزعومة "للدولة العمیقة" من أجل إزاحته من البیت الأبیض. کما قال ترامب فی آب/ أغسطس 2020: "الطریقة الوحیدة التی سنخسر بها هذه الانتخابات هی تزویرها".
ونوهت الصحیفة بأن الخبراء الدستوریین عبروا عن مخاوفهم أیضا مما قد یأتی بعد الانتخابات.

وفی 31 آب/ أغسطس من سنة 2019، اجتمعت مجموعة من خبراء القانون الانتخابی فی واشنطن لمناقشة الانتخابات، وطلب دوغلاس منهم تقییم المخاطر التی تشکلها هزیمة ترامب المزعومة.
کانت الإجابة الأکثر تکرارا هی "9 من 10". وفی ذلک الاجتماع، فکر مستشار سابق للرئیس باراک أوباما للحظة وقال: "هل لی أن أقول 11 من 10؟". 

وأشارت الصحیفة إلى قلق الأمیرکیین أیضا من تبعات نتائج الانتخابات. وعلى وجه الخصوص، فإن ثلاثة من بین کل أربعة ناخبین دیمقراطیین یخشون من ألا یقبل ترامب النتائج إذا خسر، وفقا لاستطلاع حدیث للغاردیان. کما یعتقد نصف السکان تقریبا، بما فی ذلک الناخبون الجمهوریون، أن هذا السیناریو ممکن.  
ومن جهة أخرى، تکهنت "فوکس نیوز" بأن بایدن لن یقبل بهزیمته أمام ترامب. ویعتقد اثنان من کل خمسة ناخبین جمهوریین أن هذا الاحتمال ممکن. 
وبینت الصحیفة أن هذا الوضع یمکن أن یسبب أکبر أزمة دستوریة محتملة فی الولایات المتحدة فی التاریخ الحدیث.

وفی حدیث الصحیفة عبر الهاتف مع الکاتب لورانس دوغلاس، أشار أستاذ القانون إلى أنه "أراد أن یؤلف کتابه الذی یحمل عنوان "هل یرحل؟ ترامب والانهیار الانتخابی الوشیک فی عام 2020"، لمعرفة مدى استعداد نظام بلاده الدستوری لمواجهة رئیس یرفض قبول خسارته فی الانتخابات". 
وأورد قائلا: "لیس لدینا الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذا التهدید. وهذا مقلق للغایة".

فرضیات فوضویة

وأضافت الصحیفة أنه إذا کانت الهوامش ضیقة جدا، فهناک فرصة جیدة لأن تصبح الانتخابات ظاهرة فوضویة للغایة وتشهد البلاد بدایة فترة من عدم الیقین الکبیر.
فی الآن ذاته، سیصر ترامب مرارا وتکرارا على إعادة انتخابه، وسیکرر أن عد الأصوات عن طریق البرید هی عملیة احتیال وسیرسل محامیه إلى الولایات الرئیسیة - ربما بدعم من وزارة العدل نفسها - بهدف تأخیر عملیة الفرز أو التأکد من إبطال بعض الأصوات".
قد تمر أسابیع دون معرفة من هو الرئیس الجدید للولایات المتحدة. وستغرق البلاد فی معرکة قانونیة غیر مسبوقة حول من یستحق التربع على عرش البیت الأبیض.

ونوهت الصحیفة بأن هذه الفرضیة تعنی أنه قد تمر أسابیع دون معرفة من هو الرئیس الجدید للولایات المتحدة. وستغرق البلاد فی معرکة قانونیة غیر مسبوقة حول من یستحق التربع على عرش البیت الأبیض. 

وفی هذه الحالة، کتب دوغلاس فی کتابه أن "المشرعین الجمهوریین فی الولایات الرئیسیة سیعلنون ترامب فائزا ویقولون إن هناک مشاکل ومخالفات فی التصویت بالبرید. من جانبهم، سیقول حکام هذه الولایات الدیمقراطیون إن بایدن هو الفائز".
ونقلت الصحیفة عن دوغلاس أن "هذه الولایات ستقدم تقاریر متضاربة إلى الکونجرس حول الفائز.
لکن الکونجرس، الذی ینقسم إلى مجلسی النواب والشیوخ، والمسؤول عن عد الأصوات الانتخابیة وإعلان الفائز فی السادس من کانون الثانی/ ینایر 2021، ینقسم أیضا إلى أغلبیة دیمقراطیة وأغلبیة جمهوریة.

وباختصار، إذا کانت هذه الولایات غیر قادرة على تحدید الفائز، فسیکون الوضع  مثالیا لکارثة عظیمة فی الولایات المتحدة یستحال فیها انتخاب أی شخص کرئیس.

فی مثل هذه الحالة، ینص التعدیل العشرین للدستور الأمیرکی على أن الرئیس السابق یتخلى عن منصبه فی 20 من کانون الثانی/ ینایر. وإذا لم یتم انتخاب أی شخص یدعمه الکونجرس، فإن قانون الخلافة الرئاسیة ینص على أن رئیسة مجلس النواب، نانسی بیلوسی، ستصبح رئیسة بالنیابة.

وأشارت الصحیفة إلى أن إحدى الأفکار الرئیسیة فی کتاب دوغلاس تنوه بأن الرؤساء المنتهیة ولایتهم غالبا ما یقبلون الهزیمة فی الأنظمة الدیمقراطیة، لأنه لیس لدیهم خیار آخر. کما أن الضغط الذی یمارسه الشعب أو حتى حزبهم یجبرهم على التوجه نحو باب الخروج.
ولکن مع وجود قاعدة من الموالین لترامب تبلغ نسبتهم حوالی 40 ٪، لا یبدو أن هذه الفرضیة ممکنة فی الانتخابات المقبلة.

فی الأثناء، وصف صحفی من "نیویورک تایمز" کتاب "هل سیرحل؟" بأنه أداة أساسیة "لإطلاق صافرات الإنذار" حول مخاطر هذه الانتخابات.
وعند سؤاله عن حل لتجنب هذه الفوضى السیاسیة والقانونیة والاجتماعیة، أقر لورانس دوغلاس أن "هذه الفرضیة ممکنة فی حال شهدت البلاد نصرا ساحقا لأحد المرشحین مما یجبر الآخر على التنازل".

ومع ذلک، إذا کان الهامش ضیقا للغایة، فسیکون الأمر أشبه بإطلاق إنذار أحد المبانی بسبب حریق وإدراک، بعد دقائق، أنه لا توجد مطافئ حریق ولا یمکن الخروج من هذا المأزق. 

ویستنتج دوغلاس: "أن أسوأ شیء على الإطلاق یتمثل فی عدم القدرة على فعل الکثیر لمنع حدوث هذه الأزمة الدستوریة، کما أن الأمر مخیف. وإذا تحقق هذا السیناریو ستواجه البلاد عاصفة مثالیة".