طعنة عربیة جدیدة فی خاصـرة البیت الفلسطینی
کشفت صحیفة الاخبار اللبنانیة عن مصادر خاصة بها أن اربع دول عربیة تعمل على ضرب التفاهمات الأخیرة التی اجرتها حرکتی فتح وحماس فی بیروت واسطنبول وأشارت الى أن الرفض العربی للتفاهمات الأخیرة بین فتح وحماس جاء بصیغة تحذیرات من أن حرکة المقاومة الاسلامیة حماس ستجر رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس إلى أحضان ترکیا وقطر.
الصحیفة اللبنانیة کشفت ان الضغوط المصریة والأردنیة وأخرى من دول فی الخلیج الفارسی ادت الى تأجیل اجتماع الأمناء العامین المقرّر اقامته فی الثالث من الشهر الجاری، والذی کان من المفترض ان یصدر خلاله مرسوم الانتخابات بعد عرض التفاهمات على باقی الفصائل الفلسطینیة.
مصر التی ضمت العدید من لقاءات المصالحة الفسطینیة فی الاعوام الماضیة تعتبر الاتفاق بین فتح وحماس فی ترکیا انتقاصا لجهودها ودورها فی لم شمل البیت الفلسطینی، رافضة دعم الانتخابات الفلسطینیة المرتقبة والعملیة السیاسیة.
حرکة حماس التی دفعت وتدفع ثمناً باهضاً فی صراعها المباشر مع الاحتلال، فتحت الأبواب على مصراعیها لإنهاء الإنقسام الفلسطینی ومواجهة التطبیع العربی وعملیة الضم، أبدت تخوفها من التطورات فی ملف المصالحة الأخیرة التی کسبت منها السماح بالمقاومة الشعبیة فی الضفة ووقف ملاحقة عناصرها من قبل السلطة، ووقف التمییز بین الضفة والقطاع، والسماح بتجدید جوازات السفر لآلاف الممنوعین من ذلک.
قراءة موجزة فی ملف المصالحة..
فی العام ٢٠٠٦ وجدت حرکتی فتح وحماس نفسیهما مضطرتین للعمل معا بعد ان فازت حماس باغلبیة ساحقة فی الانتخابات التشریعیة، لکن الخلاف الایدلوجی والموقف من اتفاقیة أوسلو عرقل اول حکومة شُکلت برئاسة اسماعیل هنیة فی العام نفسه.
تصاعد الخلاف بین الحرکتین على صلاحیة الحکومة مما جعلها شبه مشغولة واشتد النزاع بینهما، فاضطرا إلى السفر إلى البقاع المقدسة للم الشمل.
فی السعودیة تعاهد الفریقان على المصالحة وتشکیل حکومة وحدة وطنیة، فولد "اتفاق مکة المکرمة"، لکن الطرفین ما ابتعد عن مکة وعاد لتفاصیل السیادة حتى اشتد الخلاف من جدید.
على أثر إشتباکات عنیفة اندلعت فی الاراضی المحتلة وانتهت بسیطرة حماس على قطاع غزة منتصف العام الفین وسبعة، انتقل الإنشقاق بین الحرکتین من الایدلوجیة الى الجغرافیة مما ضاعف الجرح الفلسطینی.
وبعد سیطرة حماس على قطاع غزة أقال رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس، حکومة هنیة وشکل أخرى بدعم غربی واقلیمی برئاسة سلام فیاض.
ورغم کل ذلک فالطرفان حاولا رأب الصدع، فکثرت اللقاءات بالقاهرة وحصل بعضها فی دمشق، ثم جاء الربیع العربی بسلطته المعنویة لیفرض على الطرفین نوعاً من التقارب، فوقع اتفاق القاهرة فی ابریل عام 2011 لکن الطرفین ایضاً فشلا فی تشکیل حکومة والتنسیق الامنی مع الاحتلال واتهم کل منهما الاخر باعتقال أنصاره.
واخیراً وعلى وقع ما یسمى بصفقة ترامب وسیناریو التطبیع العربی مع الاحتلال بمبارکة أمیرکیة، توحدت فصائل الفلسطینیة وادانت خطوات من طعن القضیة الأولى للمسلمین واخذ یلعب دورا فی تسویق أجندات المشروع الصهیوأمریکی فی المنطقة، وشددت على ضرورة التصدی لمحاولات تمریر صفقة ترامب.
الفصائل الفلسطینیة توحدت إذن ضد التفریط فی الحقوق التاریخیة للقضیة الفلسطینیة التی تنتهک تحت غطاء الإغراءات الاقتصادیة، ودعت إلى تکثیف الضغوط الشعبیة لإسقاط أجندات المشروع الصهیوامیرکی فی المنطقة، على أمل تحقیق آمال الفلسطینیین التی باتت معلقة بحسب التطورات.