مع اقتراب الانتخابات الأمریکیّة.. جائزة سعودیّة للرئیس الفائز
تشیر کلّ المعطیات إلى أنّ السعودیّة ستقوم بعد وقت قریب، بالکشف عن علاقتها السریّة مع کیان الاحتلال الصهیونیّ، والتی کان آخرها ما کشفه رئیس جهاز استخبارات الکیان، یوسی کوهین، حول أنّ إعلان التطبیع السعودیّ مع الکیان الغاصب بات وشیکاً، متحدثاً عن تطورات کبیرة قد تحدث عقب الانتخابات الأمریکیة، بمعنى آخر ینتظر المسؤولون السعودیون نتائج تلک الانتخابات، لیقدموا "خیانة فلسطین" على طبق من ذهب للرئیس الأمریکیّ الفائز.
تطبیع بعد الانتخابات
منذ شنّ رئیس استخبارات النظام السعودیّ السابق، بندر بن سلطان، قبل أسابیع، هجومه الحاد على موقف القیادات الفلسطینیّة من اتفاق الاستسلام الخلیجیّ، واعتباره أنّ القضیّة الفلسطینیّة قضیة عادلة لکن المدافعین عنا "فاشلون"، وأنّ القیادة الفلسطینیّة تدفع ثمن مراهنتها على الطرف الخاسر، کان موقف القیادة السعودیّة الرسمیّ واضحاً تجاه موجة الخیانة الخلیجیّة التی لم تبدأ بالتأکید دون موافقة الریاض.
واعتبرت حینها تصریحات ابن سلطان، الذی أمضى ثلث حیاته سفیراً لبلاده فی واشنطن، بمثابة "إعلان مبدئیّ" عن إقامة علاقات رسمیّة مع العدو الصهیونیّ، ولتعزیز التقارب السریّ مع تل أبیب، ناهیک عن استجابة الریاض لطلب الإمارات بالسماح للرحلات القادمة من الأراضی المحتلة الواقعة تحت سلطة العدو الصهیونیّ بعبور أجوائها، وما تلاها من اجتماع سریّ بین ولی العهد السعودیّ، محمد بن سلمان، ووفد إسرائیلیّ على متن یخته فی البحر الأحمر، بمرافقة رئیس الاستخبارات السعودیّة.
ورغم تأکیدات الریاض المتکررة بأنّها لن تتبع نهج البحرین والإمارات فی الدخول إلى حظیرة التطبیع مع الکیان الصهیونیّ، من دون حل للقضیّة الفلسطینیّة، إلا أنّ الرئیس الأمریکیّ، دونالد ترامب، أشار فی أوقات مختلفة، إلى أنّ السعودیة موافقة على إبرام اتفاق مماثل، سیکون بمثابة أکبر خیانة للقضیّة الفلسطینیّة.
ووفق صحیفة "21 نیوز" العبریّة، فإنّ إعلان الریاض عن تطبیع علاقاتها مع تل أبیب، قد یخرج على الفور بعد الانتخابات الرئاسیّة الأمریکیّة، فی الوقت الذی أشارت فیه صحیفة "جیروزالیم بوست" العبریّة، إلى أنّه فی حال فاز دونالد ترامب بمنصب الرئاسة، فقد یکون إعلان تطبیع العلاقات بشکل فوریّ غالباً وفق تسریبات سریّة نقلاً عن رئیس استخبارات العدو.
خیانة بالتوقیت المناسب
بات واضحاً أنّ إعلان الخیانة السعودیّة بات قاب قوسین أو أدنى، لأنّ السعودیین وفق تقاریر وتحلیلات کثیرة، یرغبون فی التطبیع مع العدو الصهیونیّ، إلا أنّ القیادات السعودیّة تنتظر نتائج الانتخابات الأمریکیّة لکی تحدد جدولاً زمنیّاً لخیانتها، حیث إنّ السعودیة لا ترید خسارة ورقة التطبیع مع ترامب فی حال فاز منافسه جو بایدن.
ووفقاً لکوهین، فإنّ إدارة بایدن قد ترغب فی ربط قضیّة التطبیع مع السعودیین بالتقدم فی المفاوضات مع الفلسطینیین، بعکس منهج إدارة ترامب التی تضغط على الفلسطینیین لمحاولة إجبارهم على الرضوخ لإملاءات واشنطن فی المفاوضات مع الاحتلال الغاشم.
وفی هذا الخصوص، سیشمل إعلان دخول الریاض إلى حظیرة التطبیع، صفقة أسلحة بین أمریکا والسعودیّة، لمحاولة التخفیف من وقع هذه الجریمة بحق القیم الإنسانیّة والأخلاقیّة والدینیّة، فی الوقت الذی شهدت فیه العلاقات السعودیة - الاسرائیلیة تحولات جوهریّة فی الآونة الأخیرة وخاصة من الناحیّة الاقتصادیّة، فیما یشیر محللون، إلى أنّ السلطات السعودیّة سعت إلى تهیئة مواطنیها لتقبل مسألة التطبیع من خلال الضخ الإعلامیّ السلبیّ، إضافة إلى إنتاج مسلسلات تروج لتلک الفکرة.
ومن الجدیر بالذکر، أنّ الانتخابات الأمریکیة ستجری فی 3 تشرین الثانی المقبل، وتُظهر استطلاعات الرأی تقدم المنافس الدیمقراطیّ، جو بادین على الرئیس الحالیّ، دونالد ترامب، الذی یسعى بکل ما أوتیّ من قوة للفوز بولایة ثانیة.
خلاصة القول، قریباً ستصبح طموحات محمد بن سلمان فی التطبیع مع الکیان الصهیونیّ حقیقة، لکنها بالتأکید ستصطدم بالرغبة الشعبیّة فی البلاد، والتی ترفض بشکل قاطع مسألة التطبیع مع العدو لاعتبارات مختلفة، ما یجعل القیادات فی بلاد الحرمین بین نارین، الأولى الخنوع لرغبات واشنطن وتل أبیب على حساب قضیّة العرب والمسلمین، لشراء تمدید لوجودهم فی السلطة، ودفع الثمن غالیاً فی الداخل السعودیّ، والثانیة السیر وفقاً لرغبة الشعب السعودیّ، وهذا الأمر الذی سیصب جام غضب واشنطن والکیان الصهیونیّ على ملوک الرمال.