وثيقة حماس الجديدة تناقض وميثاق تأسيس الحركة-الوثيقة صدرت بعد ضغوط من تركيا وقطر
يري عدد من المحللين السياسيين الايرانيين أن وثيقة حماس الجديدة تتناقض وميثاق تأسيس الحركة، مؤكدين ان حركة حماس تتعرض لضغوط هائلة من حلفائها في قطر وتركيا.
يري عدد من المحللين السياسيين الايرانيين أن وثيقة حماس الجديدة تتناقض وميثاق تأسيس الحركة، مؤكدين ان حركة حماس تتعرض لضغوط هائلة من حلفائها في قطر وتركيا، وهذه الدول تطالب حماس بالمرونة، للاعتراف بإسرائيل والقبول بحل الدولتين والقاء السلاح.
موقع الصحوة الاسلامية ؛ كشف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، مساء الاثنين، الستار عن الوثيقة السياسية الخاصة بالحركة، بعد سنوات عدة انهمكت فيها الحركة بإعدادها(كما قالت مصادر مقربة من الحركة)، واخضعتها للتدقيق السياسي والقانوني الدولي، وترجمتها لأكثر من لغة.
وتتضمن وثيقة "المبادئ والسياسات العامة" 42 بندًا مقسمة على 11 عنوانًا، تتحدث فيها "حماس" عن تعريف نفسها ومشروعها ورؤيتها لمشروع التحرير والنظام السياسي، وتحمل مبادئ أساسية بالقضية بالفلسطينية ووحدة الشعب والأرض والقضية وتعريف النظام السياسي.
للمرة الأولى أيضاً تقبل حركة حماس بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن تكن هذه الموافقة لا تذهب الى حد القبول بحل الدولتين، مع رفض الحركة الاعتراف بإسرائيل، أو "أي بديل للتحرير الكامل والناجز لفلسطين من النهر إلى البحر".
وكان البند الذي تحدث عن قبول حماس لدولة على حدود الأراضي المحتلة عام 1967، الضفة الغربية و القطاع وشرقي القدس، مثار الجدل لدي الداعمين للقضية الفلسطينية، ففي حين كان البعض ينتقد هذا التحول في توجه الحركة، اعتبر آخرون أنه تكتيك سياسي وتعبير عن تطور الحركة الطبيعي ورغبتها في قبول دولي.
راى الدكتور «محمد صادق كوشكي» الخبير في شؤون المنطقة، ان حركة حماس منذ بداية تأسيسها كانت لديها توجهات عديدة ومختلفة، وتفرعت منها فروع عديدة كل واحدة لها توجه خاص بها.
وأشار كوشكي إلي البند الذي تحدث عن قبول حماس لدولة على حدود الأراضي المحتلة عام 1967، الضفة الغربية و القطاع وشرقي القدس، وقال: ان مواقفة بعض قادة حماس علي تشكيل دولة فلسطينية علي حدود 67 ليس بالامر العجيب. في الحقيقة هولاء كانوا يسعون إلي الوصول إلي هذا المطلب منذ سنوات لكن وبعد ما تبين لهم أن الشارع الفلسطيني يرفض هذا التوجه، اعلنوا ان موافقة الحركة علي تشكل فلسطينية علي حدود 67 تكتيك سياسي، وهذا لايعني تراجع حماس عن ثوابتها التي أسست من أجلها.
واضاف كوشكي: بعض قادة حماس خاصة القادة العسكريين والذين ينتمون إلي كتائب عزالدين القسام، لايرحبون بالاجراءات السياسية ولايراهنون علي تلك الاجراءات، لذلك هم يؤكدون علي استمرار النضال والكفاح المسلح دون التمسك باي عملية سياسة والمتمثل بالتحرير السلمي والذي يأتي بعد تقديم تنازلت للمحتل. لذلك رأينا حدوث شرخ بين قادة حماس في الاعوام الاخيرة، خاصة فيما يخص بالازمة السورية، والأزمة المتفاقمة في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اثرت على استقرار القطاع المنكوب.
وتابع هذا الكاتب و المحلل السياسي الايراني قائلا: بعد تفاقم الازمة الداخلية في حماس، آخذ الجناح العسكري لحماس، بالعمل مؤخرا، بشكل شبه مستقل عن القيادة السياسية لحماس (المكتب السياسي)، وتعتبر كتائب القسام أن الشرعية للحركة هي شرعية مستمدة من القتال ومن النفوذ العسكري على الأرض، وهو ما تتمتع به كتائب القسام في غزة، وليس المكتب السياسي.
من جانبه، اعتبر الكاتب و المحلل السياسي الايراني«حسن هاني زاده»، التحول في توجه حركة حماس بأنه تكتيك سياسي وتعبير عن تطور الحركة الطبيعي ورغبتها في قبول دولي، لذلك نري الوثيقة الجديدة لحماس تضمنت الموافقة على قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو لعام 1967 والقدس عاصمة لها.
واضاف هاني زادة: ان قادة حماس الاوائل منهم «عبد العزيز الرنتيسي» وهو أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقائد الحركة في قطاع ، كان يرفض اقامة دولة فلسطينية علي حدود 67، لكن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" «خالد مشعل»، وسبب تردده علي قطر والسعودية وافق على هذا المقترح.
وفي جانب آخر من تصريحاته، أكد حسن هاني زاده، ان حركة حماس تحاول التكيّف مع الواقع الجديد وأدركت أن ارتباطها بالإخوان يمثل عبئا عليها خاصة في ظل رغبتها تحسين علاقتها مع العالم وبعض الدول العربية التي صنفت الاخوان المسلمين كحركة ارهابية.
وتابع هاني زادة: صحيح ان هناك اختلافات داخلية تشهدها حركة حماس تتعلق بسلوكيات الحركة وتعاملها ببعض الجهات، لكن الوثيقة الجديدة تؤكد أن حماس ملتزمة بخيار المقاومة المسلحة و أنها ترفض نزع سلاح المقاومة، لذلك أكدت الحركة انها ترفض المساس بالمقاومة وسلاحها، وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تطوير وسائل المقاومة وآلياتها.
وأكد المحلل السياسي الايراني«هادي سيد افقهي»، البعض يري بأن حماس غيرت في نهجها، وحجة هؤلاء ان حماس في البند 20 من وثيقتها تؤكد أنها تعتبر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة. وفي هذه الوثيقة تؤكد الحركة ايضا ان لا تنازلَ عن أيّ جزء من أرض فلسطين، مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال. كما رفضت حماس أي بديلٍ عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً، من نهرها إلى بحرها.
واضاف هادي سيد افقهي، اننا لو اعتبرنا موافقة حماس علي قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو لعام 1967 والقدس عاصمة لها، يعني تنازل حماس عن خيار المقاومة، فلماذا اعلنت حماس تلك البنود التي جاءت في الوثيقة وهي تتضمن علي 42 بندًا مقسمة على 11 عنوانًا.
ثم هناك اسئلة اخري تطرح نفسها، منها ما يرتبط يقطع علاقة حماس بالإخوان المسلمين وهل تؤثر علي علاقاتها الخارجية بالدول الاخري؟ خاصة وان البعض يري ان علاقة حماس بالاخوان جلبت لها أزمات ومشكلات عديدة في الاونة الأخير وأن الحركة تسعى لتقديم خطابات جديدة للغرب حتى لا تؤثر أي احتمالات بتصنيفها في المستقبل كجماعة "إرهابية" وان حماس حركة سياسية.
وتابع افقهي: ان البعض يري بأن حماس واجهت في الفترة الاخيرة عدة ازمات منها تشديد حصار غزة و الذي بدأ منذ أكثر من 10 سنوات، لذا يفسرون خطوة حماس بأنها محاولة للانفتاح علي العالم الخارج للتخفيف من أزماتها. علي مهما يكن من أمر يمكن القول بأن حركة حماس تعرضت في الفترة الاخيرة لضغوط هائلة من بعض حلفاءها كتركيا، وعليه يمكن القول بأن الوثيقة صدرت بعد ضغوط من قبل الدول التي تدعم حماس و لها علاقات مع الكيان الصهيوني.
من جهته قال المحلل والخبير في الشؤون الدولية، ان اعلان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، عن الوثيقة السياسية الخاصة بالحركة، جاء في اطار محاولات دول مجلس التعاون الخليجي لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، والتي طرحتها تلك الدول عام 2002.
واشار حسين رويوران إلي البند الـ20 من وثيقة حماس و الذي يؤكد موافقة الحركة علي إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وقال: موافق حماس علي إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 يقربها من حركة فتح، والفرق بين الحركتين هو ان حركة فتح توافق علي اقامة دولة علي حوود 67 عن طريق اجراء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل، في حين حماس تؤكد علي اقامة الدولة مع التاكيد علي عدم الاعتراف باسرائيل و استمرار نضالها من أجل تحرير الاراضي الفلسطينية بشكل كامل.
وقال رويوران: ان حركة حماس اعلنت بأنها حركة تحرّر ومقاومة وطنية فلسطينيَّة إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، وهذا تعريف جديد لها يؤكد انفصالها عن جماعة اخوان المسلمين، في حين انها قبل ذلك كانت فرع من الاخوان دفعت من اجل ذلك ثمن، والبعض يفسر ارتباطها السابق بالإخوان يمثل عبئا عليها خاصة في ظل رغبتها تحسين علاقتها بمصر. وعليه يمكن القول بان انفصال حماس عن الاخوان يمهد الطريق لانطلاق مفاوضات بين حماس ومصر و عودة العلاقات بين الطرفين.
من جهته، أكد المحلل والخبير في الشؤون الاقليمية، «مجيد قناد باشي»، أن الاعلان عن وثيقة حماس الجديدة جاء بعد أن ضغوط مكثفة مارستها تركيا و بالتعاون مع بعض الدول العربية علي حركة حماس، لكي تغير موقفها من الاحتلال الاسرائيلي.
واضاف: هذه الوثيقة يمكن اعتباراها خطوة لانطلاق مفاضوات السلام بين الفلسطينينيين و اسرائيل، وهذه المرة بين اسرائيل و حركة حماس، الامر الذي حصل في زمن ياسر عرفات و هو تقديم تنازلت لاسرائيل من أجل انطلاق عملية السلام بين الاسرائيليين و منظمة التحرير الفلسطينية.