فوز بایدن "سلم النزول" للسلطة.. المقاصة، التنسیق الامنی واستئناف المفاوضات
منذ خمسة أشهر لم تستلم السلطة الفلسطینیة أموال المقاصة من الجانب الاسرائیلی، ما انعکس سلبیا على الاوضاع المعیشیة فی الساحة الفلسطینیة، وبشکل خاص شریحة الموظفین الذین یعانون کثیرا جراء عدم استلام کامل رواتبهم وبانتظام.
واستنادا الى مصدر خاص، فان هناک قرارا داخل دائرة صنع القرار الضیقة بعدم استلام أموال المقاصة، قبل اجراء الانتخابات الامریکیة، لذلک بدأت السلطة عملیة الاستدانة من البنوک المحلیة، لتوفیر جزء من الرواتب فی ظل تهدیدات متتالیة ومتصاعدة من جانب سلطة النقد التی یبدو منحازة الى البنوک.
وحاولت السلطة الاستدانة من بعض الدول الى حین تسلمها أموال المقاصة، غیر أن هذه الدول ردت بأن الاقرب للسلطة أن تستعید هذه الاموال من اسرائیل.
وفی ظل هذه التحرکات والمواقف، والتبایین بین مسؤولی السلطة، دفع بعضهم باتجاه العمل على استلام أموال المقاصة خشیة ردود فعل قد تکون تداعیاتها صعبة من جانب الموظفین ودعم الشارع لهم فیما سیطرحونه من مطالب، وکان الرد من صاحب القرار، أن لا استعادة لاموال المقاصة الا بعد اجراء الانتخابات الامریکیة، لعل الفوز یحالف "المنقذ" جو بایدن، ولا ندری لماذا هذا الربط غیر المفهوم!!
وفی الاونة الاخیرة، سعت السلطة الفلسطینیة لدى دول اوروبیة للحصول على اموال المقاصة، غیر أنها لم تفعل شیئا، ولدیها تفسیراتها وأسبابها، وتمیل فی ذات الوقت الى طرح تساؤل، لماذا لا تبادر السلطة الى استلام هذه المستحقات.
المصدر الخاص، یؤکد أن صاحب القرار فی السلطة الفلسطینیة، کان واضحا فی موقفه اتجاه هذه المسألة، وهو أن لا استلام لها قبل اجراء الانتخابات فی الولایات المتحدة، وبالتالی کل ما ینشر ویشاع عن وساطات تتعلق بهذه المسألة، لیس صحیحا، وان جهات عدیدة نصحت السلطة الفلسطینیة التوجه الى اسرائیل لاستلام أموال المقاصة، تفادیا لتداعیات خطیرة قد تترتب على استمرار الأزمة المالیة.
یشار هنا الى أن استلام السلطة للمقاصة، یعنی ببساطة، العودة الى التنسیق الأمنی العلنی وبکافة الاشکال، الذی على ما یبدو سیعود قریبا کما کان فی الماضی.
المصدر الخاص یفید، بأن فوز جو بایدن سیکون سلم السلطة للنزول عن الشجرة التی صعدت الیها، ردا على قرارات وسیاسات ومواقف دونالد ترامب، واسرائیل ترى فی توفیر هذا السلم، اعادة لاموال المقاصة حتى تستطیع السلطة تقدیم الخدمات للموظفین وعلى وجه التحدید الموظفین والاجهزة الامنیة، المناط بها استئناف التنسیق الامنی الذی تنتظره اسرائیل، وما سیطالب به جو بایدن فی حال فوزه، مقدمة، لرفع شعارات رفعها من قبله باراک اوباما، هی فی الحقیقة غیر قابلة للتنفیذ، بل ادارة للصراع وهذه المرة من خلال العودة الى طاولة المفاوضات.