لبنان وفلسطین بقلب وصوت واحد... لا للاحتلال لا للضم ولا للتطبیع
فی مطلع الصیف الحالی انطلقت الحملة الأکادیمیة الدولیة لمناهضة الاحتلال ومُخطّط الضم، ویقود هذه الحملة أکثر من 600 شخصیة أکادیمیة فلسطینیة ولبنانیة، تعمل لیل نهار على مکافحة المشروع الاستیطانی الکولونیالی سواء من خلال التعبئة الجماهیریة أو من خلال تفعیل المناصرة العربیة والدولیة لمصلحة المشروع الوطنی الفلسطینی وقضایاه العادلة المتمثلة بالدولة الفلسطینیة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئین الفلسطینیین.
هذه الحملة أهلیة مستقلة تضم نخبة من الأکادیمیین الفلسطینیین فی مختلف الجامعات الفلسطینیة ومراکز الأبحاث وصنع السیاسات، تهدف إلى تفعیل الدبلوماسیة الأکادیمیة غیر الرسمیة فی مواجهة الاحتلال وقرار الضم.
نشاط هذه الحملة ملحوظ ویحقق نتائج ایجابیة کبیرة فی المنطقة والعالم، فهی تساهم فی ایصال صوت الفلسطینیین إلى العالم اجمع وتفضح ممارسات الاحتلال الاسرائیلی وانتهاکاته السافرة بحق الفلسطینیین، وما یساعد على ذلک أن هذه الحملة تضم نخبة الاکادیمیین الفلسطینیین واللبنانیین الذین لدیهم الأدوات للوصول إلى المجتمع الدولی وایصال صوت الفلسطینیین إلى العالم اجمع والدفاع عن حقوقهم بجمیع الوسائل المتاحة.
فی الأمس مثلاً ناقش الاکادیمیون الفلسطینیون فی الحملة الاکادیمیة الدولیة لمناهضة الاحتلال والضم مع نظرائهم فی لبنان الشقیق الضغوط الامریکیة والاسرائیلیة على الشعب الفلسطینی من أجل السعی لارضاخه لشروط صفقة القرن المذلة، مؤکدین على أن رفض هذه الصفقة هو واجب نضالی فلسطینی وعربی ودولی، باعتبار هذه الصفقة لا تخرج عن کونها اطارا تصفویا للقضیة الفلسطینیة، ولا تلبی الحد الادنی من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطینی والتی أقرتها منظومة القانون الدولی.
وجاءت هذه المداولات، فی سیاق اجتماع تشاوری تنسیقی حضره محاضرون وأکادیمیون من لبنان وفلسطین.
وقد جرى حوار علمی معمق بین الأکادیمیین اللبنانیین وإخوتهم الفلسطینیین لمقاربة الأفکار والطروحات المختلفة، وفی نهایة اللقاء الذی استعرض آلیات التعاون والتشبیک بین الاکادیمیین اللبنانیین والفلسطینیین اتفق المجتمعون على مناقشة التعاون فی خلق لجنة أکادیمیة فلسطینیة – لبنانیة تهدف الى وضع الخطط السنویة التنسیقیة للقیام بأنشطة وبرامج بحثیة وتوعویة مشترکة تواجه الاحتلال الاسرائیلی ومخطط الضم. کما أطلق المجتمعون وأکدوا على لاءاتهم الثلاث بحیث تکون هذه اللاءات عنوان المرحلة المقبلة للنضال الاکادیمی ضد الهیمنة والاستعمار؛ وهی لا للاحتلال، ولا للضم، ولا للتطبیع . کما اتفق المجتمعون على ضرورة التعاون والتنسیق العربی الاکادیمی فی احیاء الیوم العالمی للتضامن مع الشعب الفلسطینی والذی یأتی فی 29 الشهر الجاری.
فی هذا السیاق، أکد الدکتور رمزی عودة، منسق الحملة الأکادیمیة على "أهمیة تنسیق المواقف الأکادیمیة بین الأکادیمیین الفلسطینیین ونظرائهم اللبنانیین، من أجل مواجهة التحدّیات التی تُفرض على الشعب الفلسطینی، وعلى رأسها صفقة القرن والتطبیع العربی" مع إسرائیل".
بدوره، أشار الدکتور نایف جرّاد، مدیر معهد فلسطین لأبحاث الأمن القومی، إلى أن "التعاون الأکادیمی العربی من شأنه أن یعزّز الروایة الفلسطینیة العربیة فی أحقیّة الأرض، وأحقیّة النضال والمقاومة، ضد المشروع الصهیونی الاستعماری الإحلالی"، على اعتبار أن "صفقة القرن"، لا تؤثّر فقط على الفلسطینیین، وإنما تؤثّر على لبنان، وعلى الأمن القومی العربی برمّته.
هذه الحملة رسالتها واضحة للعالم أجمع، فهی تدعو المجتمع الدولی الى تحمل مسؤولیاته فی الحفاظ على حیاة الفلسطینیین وأراضیهم المهددة من قبل الاحتلال الإسرائیلی وتأمین الحمایة الدولیة للشعب الفلسطینی، وفقا لاتفاقیات جنیف الأربع،وتطالب أیضاً المجتمع الدولی بضرورة منع إسرائیل من القیام بضم الأراضی الفلسطینیة، وفرض عقوبات علیها إذا قامت بذلک من خلال تفعیل آلیات الإلزام الدولیة لإجبارها على الانصیاع للقانون الدولی.
هذه الحملة تحث أیضاً کل دول العالم والمناصرین للقضیة الفلسطینیة ونشطاء السلام إلى دعم الجهود الفلسطینیة القائمة فی مواجهة مخططات الضم، ودعم استمرار تحقیق المحکمة الجنائیة الدولیة فی جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانیة التی ارتکبتها إسرائیل فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة، مع أهمیة تفعیل مقاطعة إسرائیل الاقتصادیة والأکادیمیة والثقافیة من أجل نصرة الشعب الفلسطینی فی معرکته ضد الاحتلال وتحقیق العدالة الدولیة.
حملة هؤلاء الأکادیمین ستساهم لا محالة فی إدانة التحرّک الإسرائیلی ومخططاته التوسعیّة غیر القانونیة فی المحافل الدولیة، وخاصة ضم الأراضی الفلسطینیة بالقوة وفرض السیادة الإسرائیلیة علیها، باعتبار ذلک انتهاکًا صارخًا لمیثاق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولی وتنکرًا اجرامیًا للحقوق الوطنیة الفلسطینیة المشروعة المکفولة من الشرعیة الدولیة.
الحملة تهدف أیضاً إلى تعزیز التعاون البحثی بین الباحثین والعلماء على مستوى إقلیمی ودولی وتنسیق جهودهم فی مناهضة الاحتلال وقرار الضم الاستعماری الإسرائیلی وتبیان أبعاده ومخاطره على الشعب الفلسطینی، وضرورة مواجهته بجبهة دولیة واسعة مناهضة للتمییز والفصل العنصری والاحتلال الأجنبی وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانیة، مؤمنة بقیم الحریة والمساواة والعدالة والسلام.