تقریر : ولی العهد السعودی یتودد الى جوبایدن الأمیرکی!
بعد خسارته الرهان فی فوز دونالد ترامب فی الانتخابات الأمریکیة، یبدو أن ولی عهد السعودیة محمد بن سلمان یسعى لتغییر سلوکه السیاسی لیتماشى مع الرئیس الأمریکی الجدید.
ففی بدایة رئاسة ترامب، خلق محمد بن سلمان تحالف مع صهر ترامب ومستشاره جارید کوشنر وفق ما أشارت عدة تقاریر غربیة سابقة، لیقوم الشابان الصغیران بالعمر والخبرة السیاسیة بإنشاء تحالف یهدف إلى التأثیر على إیران، ولم یبخل ابن سلمان حینها بتقدیم ملیارات الدولارات لترامب لیقدم الأخیر قرارات تخدم ابن سلمان والکیان الإسرائیلی الذی کان یفاوض من أجله کوشنیر، کالخروج من الاتفاق النووی الإیرانی، لکن یبدو أن ابن سلمان قد أخطأ عندما وضع کل أوراقه مقابل بقاء دونالد ترامب فی سدة الحکم.
کما أن ابن سلمان قد تورط أکثر عندما قبل بالتطبیع الخلیجی - الإسرائیلی مراهناً على بقاء ترامب، ما أثر على صورة السعودیة باعتبارها مرکز ثقل للمسلمین فی العالم.
الیوم وبعد کل ذلک یخسر ولی العهد السعودی رهانه بمجرد وصول جو بایدن إلى سدة الحکم وهو یتحدث عن نیته للعودة إلى الاتفاق النووی مع إیران، لکن المفارقة لیست هنا وحسب فبایدن لا یکتفی بنسف کل ما أسس له ابن سلمان فی عهد ترامب وحسب بل یذهب إلى ما هو أبعد من ذلک مهاجماً السیاسة السعودیة الداخلیة حیث وصف بایدن الریاض بأنها منبوذة ووعد بمعاملتها على أساس ذلک، کما أید النتائج التی توصلت إلیها وکالة المخابرات المرکزیة بشأن القتل الوحشی للسعودی المعارض جمال خاشقجی، التی أشارت إلى أن القتل کان بأمر من ولی العهد السعودی، ویتحدث بشکل دائم عن انتهاکات حقوق الإنسان فی السعودیة وعدم احترام حریة التعبیر.
بالمقابل یبدو أن ابن سلمان یستطیع أن یتماها مع أی رئیس یصل إلى سدة الحکم فی الولایات المتحدة ویسیر على السیاسة الخاصة لهذا الرئیس أو ذاک، بطریقة بدأت تضع تساؤلات حول مدى تحکم رئیس الولایات المتحدة بالسیاسات الخلیجیة عموماً والسعودیة خصوصاً حیث أدلى الأمیر خالد بن بندر بن سلطان، سفیر السعودیة فی لندن، بتصریحات ملفتة قبل أیام لصحیفة “الغاردیان” البریطانیة، تعکس مدى تأثیر وصول بایدن على السعودیة، حیث قال السفیر السعودی إنّ حُکومة بلاده تدرس العفو عن الناشطات السعودیات السجینات مُنذ عام 2018، وأبرزهن السیدة لجین الهذلول، قبل استِضافتها لقمّة العشرین التی ستُعقد یومیّ 21 و22 من الشّهر الحالی، للبَحث فی أهمیة الحفاظ على سمعة البلاد وتقدیر الضّرر نتیجة الاستمرار فی احتجازهن.
لا یبدو أنّ تصریحات السفیر السعودی خالد بن بندر جاءت دون دراسة، وخصوصاً أنها أتت بعید أیام من نجاح جو بایدن فی الانتخابات، لکن قد یکون ابن سلمان لم یفهم المغزى الحقیقی من تصریحات بایدن وهجومه علیه، فلا یبدو أن الولایات المتحدة یهمها حقاً موضوع حقوق الانسان أو محاسبة ابن سلمان على قتل خاشقجی، بقدر ما یهما إدخال المزید من الأموال إلى میزانیتها فقد تکون تلک التصریحات بهدف ابتزاز الأمیر الشاب لدفعه إلى تقدیم المزید من الأموال للولایات المتحدة بعد انتهاء ولایة ترامب وبدء ولایة بایدن، فالولایات المتحدة تنظر بحزبیها الجمهوری والدیموقراطی للخلیج العربی على أنه خزانها الاحتیاطی للأموال فالهدف فی کسب الأموال واحد لکن تختلف الطریقة.