رسالة أنصار الله الصاروخیة... أوهام ابن سلمان الواهیة تتحول رمادا

أعلنت حرکة أنصار الله الیمنیة اخیرا عن هجوم ناجح آخر على منشآت النفط السعودیة والبنیة التحتیة، هذه المرة فی مدینة "جدة".

العمید "یحیى سریع" المتحدث باسم القوات الیمنیة نشر علی موقع تویتر صوراً للهجوم تظهر الضواحی الشمالیة الشرقیة لمدینة جدة بالقرب من المطار، وقال إن "الهجوم کان دقیقاً للغایة، وهرعت سیارات الإسعاف وعربات الإطفاء إلى الموقع". وبعد ذلک، نشر المستخدمون مقاطع فیدیو على وسائل التواصل الاجتماعی للحریق الکبیر فی جدة.

تقع مدینة "جدة" على بعد 700 کیلومتر شمال الیمن. وأعلنت شرکة النفط الحکومیة السعودیة "أرامکو" فی وقت متأخر من یوم الاثنین، أن هذا الهجوم قد تسبَّب فی نشوب حریق فی خزان وقود، لکن لم تقع إصابات أو انقطاع فی إمدادات النفط.

لکن "عبد الله الغمدی" مدیر منشآت جدة النفطیة قال للصحفیین، إن واحداً من 13 صهریجًا یستخدم للدیزل والبنزین ووقود الطائرات، قد خرج عن الخدمة فی الوقت الراهن.

ووصف موقع النفط هذا بأنه "منشأة مهمة" تبلغ طاقتها التخزینیة 5.2 ملایین برمیل. ویمکن لهذه الشرکة توزیع أکثر من 120 ألف برمیل من المنتجات یومیًا فی جدة ومکة ومناطق أخرى.

وأضاف الغمدی إن الصاروخ ضرب من فوق صهریج تخزینٍ تبلغ طاقته القصوى 500 ألف برمیل، ما تسبَّب فی "أضرار کبیرة" بسقفه الذی یبلغ ثقبه نحو مترین مربعین.

وبعد هذا الهجوم الذی تمَّ بصاروخ کروز محلی الصنع یدعی "القدس 2"، ارتفعت أسعار النفط فوق 45 دولارًا للبرمیل یوم الاثنین.

الأمن سیکون سراباً للسعودیة دون انتهاء الحرب

السعودیة، التی حددت فی بدایة غزو الیمن موعداً زمنیاً لعدة أسابیع لهزیمة أنصار الله والاستیلاء على صنعاء، لم تفشل الآن فی تحقیق أهدافها الأولیة بعد خمس سنوات فحسب، بل عرّضت أمنها الداخلی للخطر أیضًا من خلال استمرار الحرب.

حرکة أنصار الله الیمنیة ومنذ أن أعلنت أنها ستهاجم 300 نقطة حیویة للمعتدین، استهدفت مرارًا مواقع سعودیة حیویة بالصواریخ والطائرات المسیرة. حیث تعرضت المطارات ومحطات الطاقة والمنشآت النفطیة وغیرها من البنى التحتیة الاقتصادیة والقواعد العسکریة فی المقاطعات الجنوبیة، لهجمات متکررة بالطائرات دون طیار والصواریخ.

وفی العام الماضی، فی 14 سبتمبر 2019، تعرضت منشأة أرامکو الاستراتیجیة التی تحظی بحمایة فائقة لهجوم من قبل عدة طائرات من دون طیار یمنیة، ما أوقف نصف إنتاج النفط السعودی.

حرکة أنصار الله أعلنت خلال هذه الفترة أن شرط وقف هجماتها، هو إنهاء الحصار والحرب اللا إنسانیة التی تشنها السعودیة ضد الشعب الیمنی. وتترکز معظم هجمات أنصار الله فی مناطق قریبة من الحدود الیمنیة، مثل میناء "جیزان" بالقرب من البحر الأحمر، حیث توجد مصفاة نفط کبیرة قید الإنشاء، ومطار "أبها" الدولی.

وأعلنت السعودیة فی الأسابیع الأخیرة أنها اعترضت سفینتین یتم التحکم فیهما عن بعد محمَّلتین بالمتفجرات، بالقرب من مرکز تحمیل النفط بمیناء جیزان.

رغم ذلک تثبت حرکة أنصار الله بهجمات شبیهة بهجوم الأمس، أنها قادرة على مهاجمة أی جزء من الأراضی السعودیة، وذلک بالاستهداف الدقیق، وهو مؤشر على التقدم التکنولوجی الکبیر الذی حققته صنعاء فی مجال المعدات العسکریة.

لکن هجوم الأمس مهم من حیث التوقیت أیضًا. ففی الأیام القلیلة الماضیة التی تواجد فیها وزیر الخارجیة الأمریکی مایک بومبیو فی المنطقة، کانت هناک تقاریر فی وسائل الإعلام تفید بأن البیت الأبیض قد یعلن أنصار الله حرکةً إرهابیةً، وکذلک مشارکة عسکریة أمریکیة فی الجولة الجدیدة من العملیات السعودیة ضد صنعاء.

وفی ظل هذه الظروف، فإن رسالة هجوم الأمس، وبغض النظر عن مستوى الدمار، هی أن البنیة التحتیة للسعودیة معرضة بشدة للهجوم، وأن صنعاء ستوجِّه ضربات موجعة متبادلة إذا استمرت الحرب.

إن الهجمات على أنظمة الطاقة الخاضعة لسیطرة الحکومة السعودیة، ستؤدی إلى إلحاق ضرر خطیر بمصداقیة الحکومة تجاه المواطنین والمستثمرین المحتملین، وبالتالی إضعاف الاستثمار والاستقرار الاقتصادی.

ولذلک، قال "محمد البخیتی" عضو المجلس السیاسی لأنصار الله لقناة "المیادین" بعد الهجوم: إن "الیمن یعمل باستمرار على تطویر قدراته الصاروخیة والدفاعیة، وهذا ینعکس فی الواقع المیدانی على الأرض، وتوازن القوى الیوم هو لمصلحة الیمن وعلى حساب العدو بشکل واضح".

وأشار البخیتی إلى أن المتحدث باسم الجیش الیمنی قد أوضح سابقًا، أن القوات المسلحة ستستهدف منشآت حیویة فی السعودیة إذا لم یتوقف الحصار والحرب، مضیفًا: لقد دخلنا مرحلةً جدیدةً، ألا وهی انهیار قوات العدو.




محتوى ذات صلة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

إین مجاهدو داعش من المجزرة التی تُرتکب فی المسجد الأقصى؟!

إین "مجاهدو داعش" من المجزرة التی تُرتکب فی المسجد الأقصى؟!

وأنا اتابع اخبار المجزرة المروعة التی ارتکبتها "داعش" السبت الماضی فی کابول، والتی ذهب ضحیتها 85 فتاة واکثر من 150 جریحة، فی تفجیر سیارة مفخخة امام ثانویة"سید الشهداء" للبنات، حین کانت الطالبات یخرجن من المدرسة، وقع نظری على مقال تحت عنوان"لماذا لا یوجد فرع لداعش فی فلسطین"، حیث ...

|

ارسال التعلیق