الغرب وازدواجیة المعاییر.. القتل والاغتیال ضد إیران لا یعتبره الغرب إرهابا!
قامت أیادی الخیانة الإرهابیة التابعة والموالیة للغطرسة العالمیة والکیان الصهیونی الشریر یوم الجمعة الماضی فی عمل وحشی باغتیال الشهید "محسن فخری زاده" أحد مدیری وموظفی الدولة فی المجالات العلمیة والبحثیة والدفاعیة، وعملیة الاغتیال الجبانة هذه لهذا العالم القدیر المتخصص فی مجال العلوم النوویة والدفاعیة تسبب فی حدوث ردود فعل مختلفة فی العالم. لکن النقطة التی یجب مراعاتها هی أن أیاً من الدول الغربیة وحتى المجتمع الدولی لم یدن عمیلة الاغتیال الوحشیة هذه والتی یمکن فیها رؤیة آثار إرهاب الدولة الصهیونیة.
رد فعل "غوتیریش" السلبی على عملیة اغتیال العالم الإیرانی
رداً على اغتیال الشهید "فخری زاده"، دعا الأمین العام للأمم المتحدة "أنطونیو غوتیریش"، بدلاً من إدانة هذا العمل الإرهابی، إلى ضبط النفس والامتناع عن أی عمل من شأنه تصعید التوترات فی المنطقة!. وفی وقت سابق، وفی قضیة العمل الإجرامی الأمریکی الذی قامت فیه الولایات المتحدة باغتیال الجنرال الحاج "قاسم سلیمانی"، عبّر "غوتیریز" عن التوتر بین إیران والولایات المتحدة فی العراق، بدلاً من إدانة إرهاب الدولة الأمریکی باستهداف قائد عسکری تابع لدولة تعتبر من أهم أعضاء الأمم المتحدة!
عندما یؤتی الضغط الأمریکی ثماره فی الأمم المتحدة!
لکن النقطة المهمة هی أن النظام الإرهابی الأمریکی، من خلال نفوذه فی الأمم المتحدة، ضغط على أعضائه لقطع العلاقات مع "المقرر المعنی بجرائم القتل التعسفی" التابع لمجلس حقوق الإنسان. وفی هذا السیاق، قالت "أغنیس کالامارد"، المقررة الخاصة بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن جرائم القتل التعسفی، فی حدیثها فی اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فی تموز الماضی، "إن الولایات المتحدة أخفقت فی تقدیم أدلة قویة لتبریر هجومها على الرتل الذی کان یقل الشهید الحاج "سلیمانی".
وعلى صعید متصل، قال الدکتور "علی باقری"، نائب رئیس الأرکان للشؤون الدولیة للقضاء وأمین هیئة حقوق الإنسان فی إیران: "إن العدید من الصلاحیات القانونیة الدولیة فی أیدی القوى الغربیة، ولکن هناک ثغرات یمکن استغلالها. ویجب أن نکون أذکیاء حتى نتمکن من تحقیق أقصى استفادة منها. ففی قضیة اغتیال الشهید سلیمانی، قامت الدول الغربیة بالتستر على کثیر من المعلومات. ولکن أحد المقررین الخاصین فی مجلس حقوق الإنسان المعنی بالقتل التعسفی نشر تقریراً عن استشهاد الشهید سلیمانی فی یولیو من العام الجاری، یفید بأن عملیة الاغتیال تلک غیر قانونیة ومخالفة للقانون الدولی، وأن الأمریکیین لیس لدیهم أی مبرر لاغتیال اللواء الشهید سلیمانی. ولهذا فقد احتج الأمریکیون ولکن قال هذا المقرر الاممی لهم.. إننی خاضع للقانون الدولی ولیس الولایات المتحدة. وقبل یومین، عندما رأوا أنهم لا یستطیعون تغییر رأیه، أجبروه على الاستقالة".
الترویج والتشجیع للإرهاب على النمط الأوروبی
لکن إضافة إلى الأمم المتحدة التی تعتبر وفقًا لمیثاق الأمم المتحدة أنها الحامی الرئیس للحقوق القانونیة للدول الأعضاء والتی تعتبر نفسها بأنها المعارض الرئیس للأعمال الإرهابیة والعدائیة التی تحدث ضد مصالح دولها الأعضاء، فضلت مؤخراً التزام الصمت الشدید ضد الأعمال الإرهابیة التی تحدث ضد العلماء الإیرانیین والتزمت أیضا الدول الغربیة، وخاصة الأوروبیة، الصمت حیال اغتیال الشهید "فخری زاده" ورفضت إدانة هذا العمل الإرهابی.
وفی هذا الصدد، قال الدکتور "باقری": "فی عملیة اغتیال الشهید سلیمانی، لماذا لم تقم أی دولة أوروبیة بإدانة هذا الاغتیال؟! لقد سکت الکثیر منهم وقال المتکلمون إنها رد على تصرفات الشهید سلیمانی! لذلک، إذا وجهنا کل الأنظار إلى النظام الصهیونی، فلا ینبغی أن نصرف انتباهنا عن الأمریکیین والأوروبیین. لقد وقع هجوم إرهابی فی فیینا مؤخراً، وإضافة إلى سماعنا الکثیر من إدانات الدول الأوروبیة، أصدر الأمین العام للأمم المتحدة بیاناً رسمیاً أدان فیه ذلک العمل الإرهابی. لماذا لا یدینون الآن؟ الأمین العام للأمم المتحدة، ومسؤولو حقوق الإنسان فی جنیف، ورئیس مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامی لحقوق الإنسان، ومسؤولون من دول أوروبیة، أصبحوا الآن فی وضع یسمح لهم بإدانة عملیة اغتیال الشهید فخری زادةـ إذاً لماذا لم یتخذوا إجراءات فی هذا الصدد. إن هذا یعنی عملیا الترویج للإرهاب وتشجیعه، ولا یمکن التعامل مع الإرهاب بشکلِ مزدوج.
المعاییر المزدوجة المخزیة
أشار "محمد جواد ظریف" وزیر خارجیة إیران، فی رسالة عبر "تویتر"، إلى أن هناک بوادر جدیة تؤکد تورط الکیان الصهیونی فی عملیة اغتیال الشهید "فخری زاده"، وحذر المجتمع الدولی، وخاصة الاتحاد الأوروبی، من تعاملهم بمعاییر مزدوجة مخزیة فیما یتعلق بالإرهاب والسکوت عن عملیة اغتیال عالم إیرانی بارز. مما لا شک فیه أن صمت المسؤولین الغربیین فی وجه اغتیال الشهید "فخری زاده"، یُعّبر عن نفس الحقیقة الملموسة التی تقول: "إن الولایات المتحدة وبعض القوى الغربیة التی تمتلک سلاح القتل الجماعی (الإرهاب) ترید إجبار دول المنطقة على الاستسلام".
وفی هذا السیاق، أشار الدکتور "باقری"، نائب رئیس الأرکان للشؤون الدولیة والقضاء وأمین مقر حقوق الإنسان، فی لقائه الأخیر مع السفیر الأفغانی فی إیران، إلى السیاسة الاستراتیجیة الکلیة للولایات المتحدة بشأن استخدام الإرهاب وقال: "إن الإرهاب یحاول إجبار الدول المحبة للحریة على الاستسلام، ومن ناحیة أخرى، تقوم الدول الغربیة بالاستعانة بدرع حقوق الإنسان، لتنفیذ عملیات تطهیر إرهابی فی المنطقة. وهکذا، فی قاموس السیاسات الاستراتیجیة الکلیة الأمریکیة، یعتبر الإرهاب وحقوق الإنسان وجهین لعملة واحدة".