لتتحمل الامارات نتائج تطبیعها

النتائج العکسیة للتطبیع بین الامارات العربیة المتحدة والکیان الاسرائیلی بدأت تطفو على السطح، اذ حصلت واقعتان مُحرجتان بین إسرائیل ودبی فی مطار بن غوریون مؤخرا، حیث منع 10 إسرائیلیین من رکوب طائرة متجهة إلى دبی، وأعادت إسرائیل مواطنین إماراتیین رافضة السماح لهما بالدخول، ولن تقف الامور عند هذا الحد، والجمیع سیشهد کیف ستندم الامارات على سماحها للاسرائیلیین بالتغلغل بین مواطنیها، وخلال الشهر القادم من المقرر أن یزور 50 الف اسرائیلی الامارات، وحینها سنرى النتائج الحقیقیة.

لا نعلم سر منع اسرائیل شخصیتین إماراتیتین بارزتین من الدخول إلى الأراضی المحتلة، ولکن ما حصل انه بعد أن وصلتا فی رحلة على متن طائرة تابعة لشرکة "فلای دبی" قبل یومین، لم تسمح سلطات الإسکان والهجرة فی إسرائیل بدخول الإماراتیین من مطار بن غوریون، وأجبرتهما على العودة على متن رحلة عائدة، وذلک بذریعة عدم استکمالهما نماذج التصاریح الصحیة المتعلقة بفیروس کورونا المستجد. وذکرت المصادر الإسرائیلیة أن المواطنین الإماراتیین -لم یکشف عن هویتهما- شخصیتان تحظیان باحترام کبیر فی الإمارات، وقد احتجا على طریقة التعامل معهما.

الحادثة الأخرى، هی منع 10 إسرائیلیین من رکوب طائرة متجهة إلى دبی. ومن بینهم رجال أعمال معروفین، أبرزهم مالک شبکة "کافیه کافیه"، رونین نمنی. وقال نمنی: "کان من المفترض أن نزور دبی فی رحلة عمل، وهناک أناس ینتظروننا هناک. مُنعنا من رکوب الطائرة، بسبب وجود خطأ ما فی التأشیرة".

وأضاف "الأمر الأکثر غرابة، هو أن زوجتی قد سافرت إلى هناک مرتین فی الشهر الماضی، وهی شریکة فی مشاریعنا، ولم تواجه أی مشاکل".

جمیع سکان العالم اختبروا الاسرائیلیین الصهاینة ووصلوا إلى قناعة بأن الاسرائیلی بشکل عام غیر منضبط عند قیامه بأیزیارة لأی دولة فی العالم، ویتعاطى مع الاخرین باستعلاء وفوقیة، والأهم أنه مخادع وسارق، ولهذا السبب أصدرت وزارة السیاحة الإسرائیلیة "مدونة سلوک" هی کُتیب صغیر یشرح للسائح الإسرائیلی کیفیة التصرف لدى زیارته لدولة الإمارات العربیة المتحدة.

ویتخوف المسؤولون الإسرائیلیون من تصرفات سیاح بلادهم المسافرین إلى الخارج ویحاولون تحسین صورتهم، اذ قال وزیر الخارجیة الإسرائیلی، غابی أشکنازی، خلال جلسة للحکومة: "علینا ألا نقدم للإماراتیین صورة الإسرائیلی القبیح".

هم یعلمون ما لدیهم ویعرفون جیدا ان السائح الاسرائیلی غیر مرغوب به فی عدة بلدان أوروبیة وآسیویة بعد تجارب مؤسفة معهم. وبلغ الأمر لدرجة أن بعض الفنادق ترفض استقبال النزیل الإسرائیلی، بسبب تصرفاته غیر المعهودة، مثل الاحتیال وسرقة موجودات الغرف وتکسیر الأثاث، فقد اشتهر السائح الإسرائیلی بأنه یسرق کل ما یراه فی غرف الفنادق والشقق المفروشة من مناشف وشراشف ووسائد ولوحات ومصابیح إنارة، بل وحتى الحنفیات. وعلاوة على هذا فإنه یساوم على الأسعار ویرفع صوته ویفتعل شجارات ولا یحترم أحداً.

یکفی أن نتذکر حادثة رئیس الوزراء الاسرائیلی بنیامین نتنیاهو، عندما قام بزیارته الاخیرة الى الولایات المتحدة الامریکیة وحمل معه ملابسه المتسخة لیتم تنظیفها هناک على حساب الفندق، لنعلم کیف یفکر الاسرائیلی، حتى ان مصر تعانی بشدة من تصرفات السیاح الإسرائیلیین فی شبه جزیرة سیناء. فهم یتعاملون مع المصریین باستعلاء، ولا یتورعون عن شتم الموظفین، وکأنهم یحملون عنصریتهم ضد الفلسطینیین إلى هناک، ویتصرفون على أن المکان ملک لهم. کما یقومون بالاستماع إلى الأغانی الیهودیة الشرقیة بصوت عال، بینما یتبول أولادهم فی برک السباحة.

إن کانت الامارات لا تعرف ذلک فعلیها ان تعرف من الان من سیتجول على اراضیها وکیف سیتصرفون، ولا نستبعد أن یقوموا بأشیاء أکثر قذارة هناک، خاصة وانهم لا یکنون أی احترام للامارات والاماراتیین والعرب بصورة عامة، واتضح ذلک من خلال المقطع الذی انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعی، من عرض مسرحی بثته القناة 11 العبریة، تسخر فیه من دولة سمتها "الإمارات واحد"، بعد اتفاقیات التطبیع الأخیرة مع الإمارات والبحرین. وخلال العرض، سأل ممثل یؤدی دور مذیع آخر یرتدی ملابس عربیة، واسمه فیصل، عن کیفیة عرض ترامب توقیع اتفاق تطبیع، وقال: "ترامب قال لی: تعال واعمل اتفاق مع “إسرائیل”، فقلت مقابل ماذا وأنا لم أخض حربا واحدة معها، فقال: أغلق فمک، سأعطیک طائرات إف 35 وقنبلة ذریة صغیرة ودبابة مجانا، وأنا وافقت، وقمت بتوقیع الاتفاق".

وتابع الممثل بدور المذیع بالقول: "نحن سعداء بعمل اتفاق سلام مع الإمارات واحد" فردّ الآخر"، "نحن لسنا إمارات، نحن واحد فقط، ومساحتنا من سلة القمامة إلى ذلک الجمل".

رغم کل هذا مع الاسف منعت الامارات مواطنی 13 دولة مسلمة من الحصول على تأشیرة دخول الى الامارات، جلهم من دول عربیة کانت قبل أمس تسمى دول شقیقة، لکن یبدو أن الامارات فضلت ان تکون شقیقة اسرائیل على ان تکون شقیقة العرب والمسلمین، ومن الدول التی منعتهم من الحصول على تأشیرة دخول، نذکر لبنان والجزائر وتونس والعراق وسوریا وقد أکدت "رویترز" الخبر بعد ان حاولت عدة جهات نفیه، وتم تعمیم الخبر الى دائرة الهجرة، ولم یتوقف الامر عند هذا الحد اذ تقوم الامارات بحملات اعتقال تعسفیة للعدید من مواطنی الدول العربیة لاسیما اللبنانیین، وجمیعع التقاریر الیوم تقول ان قرار المنع جاء بأوامر اسرائیلیة، حتى ان الامارات وفی سابقة لم نعهدها قامت بتهدید الجزائر، اذ کشفت عدة مصادر أن الإمارات بعثت رسائل تهدید للجزائر بسبب انتقادات الرئیس عبد المجید تبون تطبیع أبوظبی مع إسرائیل، وتقاربه مع أنقرة، وتحدیداً فی الملف اللیبی، وکشف الموقع الفرنسی "مغرب انتلیجنس" فی أحدث تقریر نشره على موقعه الإلکترونی أن أبوظبی تتحرک ضد الجزائر، وتعمل على ممارسة ضغوط على قیادتها بسبب عدد من المواقف لم ترض ساسة الإمارات.




محتوى ذات صلة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

الحدیث عن مشهد الصورایخ التی تدک تل ابیب وتحول لیلها نهارا مهم، لاسیما وان هذا المشهد غیّر فی معادلة الصراع وغیّر قواعد الاشتباک بین المقاومة الفلسطینیة والمحتل الاسرائیلی

|

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

ارسال التعلیق