صحیفة عبریة: ابن سلمان على خطى السادات.. دون حرب

اعتبرت صحیفة عبریة أن أسرة الملک السعودی، سلمان بن عبد العزیز آل سعود، توصلت أخیرا إلى استنتاجات مشابهة لتلک التی خلص إلیها الرئیس المصری الأسبق، أنور السادات، بعد حرب عام 1973.

وفی مقال ، قال حاغای سیغال، المحرر السابق لمجلة "نقطة" ومؤسس القناة 7 الإخباریة التابعة للمستوطنین، إن نشر أخبار زیارة رئیس وزراء الاحتلال، بنیامین نتنیاهو، إلى السعودیة، یسلط الأضواء على أهمیتها "التاریخیة"، رغم أن الجانبین لم یتواجها بشکل مباشر کما حدث فی الحالة المصریة.

وأشار "سیغال" فی مقاله بصحیفة "مکور ریشون" إلى أن "مفاوضین إسرائیلیین أبلغونا ملیون مرة بأن السعودیة لن تطبع علاقاتها معنا قبل حل القضیة الفلسطینیة، وربطوا المسألتین معا کما لو کانت بینهما ضرورة جاذبیة، أو تفاعل کیمیائی، یشمل تراجع "إسرائیل" لحدود حزیران 1967، وعندها فقط یزور الإسرائیلیون السعودیة".

وأوضح أن "مبادرة السلام السعودیة، وهی من بنات أفکار نجم نیویورک تایمز توماس فریدمان، احتوت على نص صریح من قرار التقسیم الصادر عن الأمم المتحدة لعام 1947، وفی فبرایر 2002، واقترح فریدمان أن تقوم المملکة ودول أخرى فی جامعة الدول العربیة بإقامة علاقات مع "إسرائیل" مقابل إقامة دولة فلسطینیة على خطوط 1967، وبعد أسبوعین، تبنت العائلة المالکة السعودیة هذه المبادرة، لکن "إسرائیل" لم توافق علیها".

ولفت سیغال، وهو مؤلف العدید من الأفلام الوثائقیة، ومقدم برنامج أسبوعی على قناة الکنیست، إلى أن "کل المستوطنات الإسرائیلیة بالضفة الغربیة ما زالت قائمة، وما تم الانسحاب منه بخطة فک الارتباط التی نفذها أریئیل شارون فی 2005 لم تقصر المسافة بین تل أبیب والریاض بمللیمتر واحد، ولکن وصل الأمر بالسعودیة لأن تستضیف رئیس الوزراء الإسرائیلی الیمینی، بنیامین نتنیاهو، من یصدق؟".

وزعم الکاتب أن "قرار العائلة السعودیة المالکة بالانفتاح على "إسرائیل" یعنی أنها توصلت إلى استنتاجات مشابهة لما أقدم علیه السادات بعد حرب 1973، ومفادها أن "إسرائیل" قویة جدا، ولن یتمکن العالم العربی من إلحاق الهزیمة بها فی ساحة المعرکة، أو إجبارها على التراجع بوسائل قویة أخرى، کما أنها الدولة الوحیدة فی الشرق الأوسط ".

وأکد أن "السعودیین باتوا على قناعة مفادها أنه من الأفضل التعاون مع "إسرائیل" بدلا من مضایقتها بشأن القضیة الفلسطینیة، مع أنهم استخدموا هذه القضیة فقط کذریعة لعدائهم تجاهنا، وبالتالی فإن السعودیة لم تعد تهتم بالفلسطینیین". 

وأضاف أن "التقارب السعودی الإسرائیلی یذکرنا بکلام مهم منقول عن وزیرة الخارجیة الأمریکیة السابقة هیلاری کلینتون فی جلسة استماع لمجلس النواب ربیع 2009، حین أوضحت أنه إذا أرادت "إسرائیل" دعم العرب فی الحرب ضد إیران، فسیتعین علیها دفع ثمن ذلک بتنازلات للفلسطینیین".

وحینها انتشرت عناوین رئیسیة من قبیل "بوشهر مقابل یتسهار"، أی أن استهداف مفاعل بوشهر یجب أن یسبقه الانسحاب من مستوطنة یتسهار.

واستدرک بالقول إن "العالم العربی یغازل "إسرائیل" الیوم کجزء من صراعهم ضد إیران، بدلیل أن هناک المزید من الدول العربیة التی تجری عملیات سلام معنا: الإمارات والبحرین والسودان، والآن السعودیة، وباتوا یعتبرون "إسرائیل" فی 2020 حلیفا أکثر ولاء من الولایات المتحدة، التی توشک أن تقع فی أیدی دیمقراطیة مهتزة مرة أخرى".

ویطرح ذلک سؤالا، بحسبه: "هل ستصبح السعودیة والإمارات والبحرین والسودان حلفاء مخلصین لإسرائیل الآن؟". 

وتابع: "لا ینبغی لإسرائیل أن تبنی ذلک على المدى الطویل فی الوقت الحالی، لأنه حتى إشعار آخر تتقاطع مصالح کلا الطرفین ببساطة، المصالح فقط، العرب و"إسرائیل"، ولا توجد رومانسیة هنا، ولم یکتشف ولی العهد السعودی فجأة جمال عیون الإسرائیلیین، ولم یقع حکام الإمارات فی حب حکومتنا، بل أدرکوا أخیرا أنه إذا لم تتلاعب إدارة بایدن بالعمل ضد عجلات التاریخ واستنزاف الإنجازات السیاسیة لدونالد ترامب ومایک بومبیو، فقد یظهر شرق أوسط جدید منها".




محتوى ذات صلة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

الحدیث عن مشهد الصورایخ التی تدک تل ابیب وتحول لیلها نهارا مهم، لاسیما وان هذا المشهد غیّر فی معادلة الصراع وغیّر قواعد الاشتباک بین المقاومة الفلسطینیة والمحتل الاسرائیلی

|

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

ارسال التعلیق