الأمانة العامة لمنتدى فلسطین للإعلام: رهان السلطة الفلسطینیة علی بایدن خاسر وسراب
قال رئیس الأمانة العامة لمنتدى فلسطین للإعلام "حسن حیدر"، والذی شغل أیضًا منصب الرئیس التنفیذی لشرکة "القدس برس" فی سجله الإعلامی، عن أسباب تسرع الدول العربیة فی تطبیع العلاقات مع الکیان الصهیونی المحتل وإمکانیة نجاح هذه الدول فی هذا الطریق: "أولاً، دعنی أؤکد أن الکیان الصهیونی یرى التطبیع مع الدول العربیة من حوله وسیلةً لتحسین وضعه فی مواجهة الدول التی تعارض التطبیع وتدعم المقاومة، ولیس هدفاً، ولذلک فإن التطبیع هو وسیلة لهذا الکیان لتضخیم فریقه فی مواجهة الأمة الإسلامیة وقضایاها المختلفة".
اتفاقیات التطبیع لم تحقق إنجازاً للعرب
وأضاف حسن حیدر: "لذلک، فإن تسریع بعض الدول للتطبیع مرتبط بقضیة ما تسمى صفقة القرن، التی یتوقف نجاحها على تشکیل فریق صهیونی عربی یمکنه التحرک ضد الأمتین العربیة والإسلامیة".
وقال: "لکن کل الاتفاقیات والاحتفالات التی تقام بمناسبة توقیعها(صفقة القرن)، هی مجرد حبر علی ورق، ولن تنتهی بإقامة علاقات طبیعیة، لأن أحد أطراف هذه العلاقات على الأقل له وجود غیر طبیعی، وعلاوة على ذلک فإن الشعوب العربیة لدیها خیارات عدیدة لحمایة نفسها وقیمها ومواجهة التمرد والعدوان الصهیونی الأمریکی".
ولکن یجب على الذین انضموا مؤخرًا إلى صفوف التطبیع، أن یقیّموا تجربتی التطبیع العربی فی مصر والأردن، لیدرکوا أن هذه الاتفاقیات لم تحقق أی انفتاحات شعبیة أو ثقافیة أو اقتصادیة.
خطة التسویة مع المحتل تتعارض مع فکرة التحریر الکامل لفلسطین
رئیس الأمانة العامة لمنتدى فلسطین للإعلام ورداً على ما إذا کانت عودة السلطة الفلسطینیة للتنسیق الأمنی مع کیان الاحتلال، وخاصةً إعلان ذلک فی الجلسات الأخیرة للحوار الوطنی فی القاهرة، غیر متوقعة بالنسبة لفلسطین، قال؟ "بصفتی کمراقب، وبالطبع جمیع المراقبین، أعتقد أن إعلان عودة السلطة الفلسطینیة للتنسیق الأمنی مع کیان الاحتلال لم یکن غیر متوقع، ولکن فی الواقع لم یعقد أحد آمالاً علی ما یسمى اجتماعات الحوار الوطنی للتقریب بین حرکتی حماس وفتح".
وأضاف: "بادئ ذی بدء، یجب التأکید على أنه من المستحیل أن تلتقی خطة تقوم على تعزیز قیم المقاومة والمواجهة مع کیان الاحتلال حتی القضاء علیه وتحریر فلسطین بالکامل(حرکات المقاومة)، مع خطة تقوم على التسویة مع المحتل والاعتراف به وإقامة علاقات أمنیة واقتصادیة وغیرها معها(تابعة للسلطة الفلسطینیة)".
لا جدوى من الرهان علی إدارة بایدن
وحول المصالحة الوطنیة الفلسطینیة التی تریدها کل الفصائل الفلسطینیة، قال رئیس الأمانة العامة لمنتدى فلسطین: فی رأیی، إن مستقبل المصالحة الفلسطینیة سیشهد أربع سنوات أخرى غیر مثمرة، وهی نفس سنوات الحکومة الأمریکیة بقیادة جو بایدن، لأنه من غیر المثمر رهان قیادة السلطة الفلسطینیة علی هذه الحکومة، وهی تمثل خسارةً.
وأکد حسن حیدر أن "المصالحة الفلسطینیة لیس لها مستقبل، وهذا لا یعنی أننی متشائم بشأن مستقبل القضیة الفلسطینیة، لکننی أعتقد أن فصائل المقاومة سترکز أکثر على أجندتها فی السنوات المقبلة".
وحول الإدارة الأمریکیة الجدیدة وأن هناک أملاً فی إدارة بایدن لحل القضیة الفلسطینیة، تابع الناشط الإعلامی الفلسطینی: "إدارة بایدن لن تعطی الأولویة للقضیة الفلسطینیة، ولدیها قضایا أکثر أهمیةً، لذا فإن الأمل فیها أمل ضائع ویائس، لکن قیادة السلطة الفلسطینیة تراهن علی سراب خلال السنوات الأربع القادمة".
وحول ما إذا کان هناک احتمال أن تتحول فصائل المقاومة إلی مجموعات الضغط علی السلطة الفلسطینیة لمنعها من التنسیق الأمنی والرهان على حکومة بایدن، قال حسن حیدر: "إن موقف السلطة الفلسطینیة من العودة إلى العلاقات مع الکیان الإسرائیلی هو إهانة وتحدٍّ للشعب الفلسطینی، والسلطة تدرک جیداً أن هذا التحرک سیثیر غضب کل الفصائل الفلسطینیة، التی عقدت اجتماعاً تاریخیاً فی 3 سبتمبر فی بیروت ورام الله، عشیة التطبیع العلنی للعلاقات بین الإمارات والبحرین مع الکیان الإسرائیلی".
یجب خروج فصائل المقاومة من مظلة السلطة الفلسطینیة
ووفق هذا المحلل الفلسطینی، فإن مواقف الإدانة والتندید لن یکون لها تأثیر کبیر على محمود عباس رئیس السلطة الفلسطینیة، وقد لا یلتفت إلیها على الإطلاق. حیث انتهج هذا الرجل الاستبداد والهوان بشکل کامل، کما فعل النظام العربی منذ عقود.
ورداً على سؤال أنه فی ظل تعقیدات الوضع السیاسی، فما هی الخطوة المناسبة للمقاومة للوقوف فی وجه التطبیع باعتباره لحظةً تاریخیةً للتخلص من هذه التعقیدات، قال حسن حیدر: یجب خروج فصائل المقاومة من مظلة السلطة الفلسطینیة ومنظمة التحریر، والتحرک نحو توحید کل الفصائل. أعتقد أنه إذا أضیف إلیهم شخصیات مستقلة مؤثرة، فسیکونون ثلثی الشعب الفلسطینی، وفی هذه الحالة یمکنهم اتخاذ خطوات عملیة حقیقیة، وتطویر آرائهم السیاسیة والأمنیة والعسکریة، وفرض رأیهم فی الداخل والخارج.
وأضاف: "هذه الفصائل تعلم جیداً أنها یمکن أن تحظى بدعم الدول العربیة والإسلامیة المؤثرة.. کما اختبرت هذه الفصائل دعم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، الدولة التی قدمت لها جمیع أنواع الدعم، فاستطاعت تحقیق انتصارات ضد جیش الاحتلال.. والآن یجب تفعیل کل حلول التحالف والتضامن بین قوى الأمة الإسلامیة، ویجب أن تغض الطرف عن التفاصیل التی لا یحتاجها أحد".
